أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
فنون

القهوة والمهباش في الاغنية الاردنية ..بقلم نبيل عماري

القهوة والمهباش في الأغنية الأردنية والعربية ” نبيل عماري “

نبيل عماري
المنتصف /الكاتب والباحث الأردني نبيل عماري

المنتصف
للقهوة سحر خاص في الصباح صيفاً وشتاء في المناسبات ويبدو أن سحرها جذب الشعراء أن يتغنوا بها بالفصحى أو باللهجة العامية ف للقهوة ذكرى وذاكرة وزمن جميل فالقهوة مرتبطة بالصبح وأغاني فيروز وهي قهوة الصباح أما الأخوان رحباني فوجدا في “القهوة” أو المقهى، ذلك المكان الذي يمزج بين رائحة البن والذكريات وجمال الماضي، فكتبوا “في قهوة عالمفرق في موقدة وفي نار.. نبقى أنا وحبيبي نفرشها بالأسرار”، وغنتها فيروز في السبعينيات. هي وأغنية دق المهابيج خلي الهوى جنوبي ، وكذلك كان للشاعر الكبير مأمون الشناوي وهو من ربط بين فنجان القهوة والعشق والهوى، فكتب “يا مين يقول لي أهوى…اسقيه بإيدي قهوة”، وكأن فنجان القهوة عند مأمون الشناوي هو جائزة الاعتراف بالحب، وغنت هذه الكلمات أسمهان في فيلم “غرام وانتقام” أما سميرة توفيق فغنت التراث الأردني الجميل الممزوج بالقهوة والفنجان والمهباش
فتحول فنجان القهوة عبر الثقافة الأردنية العربية إلى وسيلة للترحيب بالضيوف على أنغام “بالله تصبو هالقهوة وزيدوها هيل للفنانة “سميرة توفيق وكذلك صبوا القهوة وصبوا الشاي وأسقوا إلي زارونا وكذلك كان للمهباش دور في الأغنية الأردنية دق المهباش يا سويلم و ادعق نيران مشبوبة
و ادلال العز ما تعدم ع جناب النار منصوبة
سمرا ع الكيف عدلها بهار الهيل حليها
بيدك يا زين ناولها و ضيوف الخير حييها
حنا و الطيب عاداتنا يا ملقى الجود ملفانا
ملفى الخطار ربعتنا و اهل الحاجات تنصانا
بسنين الشح و القلة ننزل بالنايف العالي
نقضي السراي و الذلة ضيان بيوت بتلالي
و ان طب الخوف هيبنا ع سبوع البر و اذيابه
عيا الطماع يقربنا و حبال الموت جذابه
ع دروب الحق ممشانا همة و افعال مشكورة
عند الضيقات تلقانا و اعدانا دوم مقهورة وكذلك أغنية دلال الشمالي دق المهباش يا حميد أما الشاعر نزار قباني لم يقف عند متعة احتساء القهوة بل تأمل المستقبل في هذا الفنجان: “جلست والخوف بعينيها تتأمل فنجاني المقلوب” قالت يا ولدي لا تحزن/ فالحب عليك هو المكتوب”.لتصبح هذه الكلمات آخر قصيدة يغنيها عبد الحليم حافظ في حياته. وكذلك قصيدة مع الجريدة لنزار قباني والتي غنتها الفنانة ماجدة الرومي والتي قال في مطلعها: أخرج من معطفه الجريدة وعلبةَ الثقاب / ودون أن يلاحظَ اضطرابي ../ودونما اهتمامِ/ تناول السكر من أمامي .. ذوّب في الفنجان قطعتين /وفي دمي ذوب وردتين / لملمني .. بعثرني / ذوبني … آآه … ذوبني/ شربت من فنجانه/ سافرت في دخانه/ ماعرفت أين …”.أما قصيدة “ركوة عرب”، التي كتبها الشاعر اللبناني طلال حيدر، فغناها الموسيقار اللبناني مارسيل خليفة. وجاء في مطلعها:”أحلى من الركوة/ على منقل عرب/ أحلى من الفنجان/ حلوة/ متل عبي القصب / خيط القصب تعبان/ جيبوا حدا من دمر/ يدقدق وشم/ جيبوا من الهامة/ والوشم/ بن محمص وهب الهوا شامي”. وكذلك من أجمل ما غنى مارسيل خليفة رائعة محمود درويش أحن إلى خبز أمي
وقهوة أمي ..
ولمسة أمي ..
وتكبُر في الطفولة
يوماً على صدر يوم
وأعشق عمري لأني
إذا مت،
أخجل من دمع أمي ! وهل يوجد في الدنيا قهوة أطيب من فنجان قهوة تصنعه أم ترافق فنجانها بسمة رضا ،
ومن الكلمات الجميلة والتي قيلت عن القهوة أنشودة كان يرددها جيل ثلاثينات وأربعينات وحتى ثمانينات القرن الماضي أنشودة القهوة انا المحبوبة السمراء اجلى في الفناجين, وعود الهند لي عطر, وذكري شاع في الصين.. أبيات تربى عليها الكثيرون من أبناء جيل الزمن الجميل الذين قد تجمعهم القهوة ورائحتها ومذاق الماضي وروعة صباحات زمان مضى .
نعم فرائحة القهوة تتغلغل فى المنزل ونتأمل معها الذكريات، هنا وهناك: مشهد الجدة وهى تجلس على صوفة وأمي تلضم أبرة وتستمتع بشرب فنجان قهوة وراديو كبير ينشد للقهوة بصوت فيروزي وختيار يعج بسيجارته التتن ويشرب القهوة من دلال قهوة على موقدة حطب وينتظر أغاني سميرة توفيق ويستجيب لطلبها
سمرا ع الكيف عدلها بهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


تمكين الإشعارات yes no