ايران وأمريكا …سجال رغم العسكرة… بقلم أسعد العزوني
إيران وأمريكا …سجال رغم العسكرة
أسعد العزوني
المنتصف
واهم من يظن أن السجال الدائر بين كل من إيران وأمريكا ترمب ،سيتطور يوما إلى حرب حقيقية،إلا في حال جاءت قوة فوق الجميع وفرضت قرار الحرب ،وعندها سيتم تدمير الخليج وإيران ،وستخسر أمريكا كثيرا من معداتها العسكرية الموجودة في المنطقة ،وستستقبل جثامين الآلاف من جنودها القتلى ،سواء كانوا أمريكيين أصلا ،أم مرتزقة يبحثون عن جنسية أمريكية،كما أن صواريخ إيران ستطال أهدافا إستراتيجية مهمة إسرائيلية في فلسطين المحتلة ،وربما في حال زادت إيران العيار ،فإن مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية ستواجه إلى هزيمة لن تقوى على إحتمالها ،مما يعني أن غالبية مستدمريها من الأغنياء سيعودون إلى بلدانهم الأم في اوروبا ،وهذا ما لا تقبله أوروبا مع انها متحتهم جنسيات آبائهم وجوازات سفرها ،لأن اليهود آنذاك سيعيثون فسادا وإفسادا في الغرب مرة أخرى،وهذا لن يقبله الغرب الذي دعم مستدمرة الخزر في فلسطين ليس حبا بالخزريين ولا كراهية بالفلسطينيين ،بل رغبة ملحة في التخلص من يهود الفاسدين المفسدين.
وواهم أيضا من يظن أن أمريكا ومعها مستدمرة الخزر في فلسطين سيشنان حربا على إيران ،لأنهما يعرفان جيدا عقلية “الفرس”وإختلافها عن عقلية “العربان”،فالفرس يتوحدون ضد العدو الخارجي ،بينما العربان يتوسلون القوى الكبرى الخارجية ،ويدفعون لها مقابل حمايتها لهم وتخليصهم من بعض الحكام من أشقائهم على سبيل المثال كما كان حال ملوك الطوائف،وإثباتا على ذلك ،فإن المجنون بوش الصغير رفض طلبا للسفاح شارون بعد إحتلال العراق ،أن غزو إيران ويحتلها ويخلص مستدمرة إسرائيل من الخطر الإيراني ،وقال له أنه نفذ مطلبهم بخصوص العراق ،لكنه لن يستطيع الإقتراب من إيران لأن “الفرس”ليسوا عربا.
وكما هو معروف فإن مستدمرة الخزر لم تهدأ ومارست التضليل والتحشيد وشيطنة إيران ،ونشرت مرارا مخططات لعدوان قريب ستشنه على إيران إلى درجة انها نشرت المسارب الجوية التي ستقطعها طائراتها الحربية لضرب المفاعل النووي الإيراني،ومع ذلك مرت السنون ولم نر أو نسمع عن عدوان إسرائيلي على إيران ،وما أن جاء ولي العهد السعودي الصهيوني محمد بن سلمان حتى أشعل الساحة بنار الغباء وجعل من نفسه بقرة هولندية يحلبها ترمب ، ومعه بطبيعة الحال أبناء زايد الذين يلعبون بالنار ويحرضون على إيران ،ويتهمونها بإحتلال الجزر الثلاث “طمب الصغى وطمب الكبرى وأبو موسى”،مع أن واقع الحال المثبت يقول أنهم باعوا الجزر الثلاث لإيران بعشرين مليون درهم وعشرين سيارة مرسيدس،وهم أكبر المتعاملين إقتصاديا مع إيران ،وأستطيع القول أنهم بوابة إيران الإقتصادية.
ومع ذلك لا بد من القول أنه ورغم واقع المراهقة السياسية في الخليج “السعودية والإمارات والبحرين”،فإننا نرى الحكمة تتجلى في حكام الكويت وقطر وسلطنة عمان ،في الموضوع المتعلق بإيران ،فهؤلاء الحكام يدركون جيدا إستحالة شن حروب على التاريخ والجغرافيا ،ويوقنون أن العرب وإيران وتركيا هم أهل الإقليم وأصحابه ،وأن عليهم الإتفاق ولو في حده الأدنى كي يجنبوا أنفسهم الخطر الماحق الذي تمثله مستدمرة الخزر الدخيلة على الإقليم.
أتساءل :لماذا هذا العداء المستفحل لإيران بعد خلع الشاه الذي كان “بسطاره” على مقاس الجميع ،وكان عميلا أمريكا وإسرائيليا بإمتياز ،كما انه كان العين الإسرائيلية على العراق من خلال التحالف مع ودعم مصطفى البرازاني الذي وظفته مستدمرة إسرائيل، لإنهاك العراق في سبعينات القرن المنصرم ،قبل توريطه من قبل السعودي في حربه مع إيران ،التي كانت فاتحة مآسينا ،وورطت السعودية بعد إنتهائها الكويت مع العراق، إنتقاما من نهضتها ووضعها المتقدم آنذاك نوها هي تفعل الشيء ذاته مع دولة قطر.
ما يجري حاليا بين أمريكا وإيران هو تصعيد إنتخابي بحت من قبل ترمب لتضليل الناخب الأمريكي وحلب بنو سعود وأبناء زايد ،وإرضاء مستدمرة الخزر في فلسطين ،ولا أستبعد قيام التحالف الصهيوني الذي يضم مستدمرة الخزر وأبناء زايد وبن سلمان ،بتأجيج الصراع من خلال إستفزاز القوات الأمريكية في الخليج ،وتشكيل قوة صغيرة تحمل الشعار الإيراني للتحرش بالقوات الأمريكية في الخليج ،لإجبار الطرمب ترمب على شن عدوان على إيران ،لا يعرفون أنهم سيكونون أولى ضحاياه.
أما دخول بريطانيا على الخط ،فإن لندن ما تزال تتألم من ضربة أمريكا الساحقة الماحقة لها بعد التحالف الصهيو-أمريكي ،الذي جرد بريطانيا طالعظمى”من لقب الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس،وحولها إلى دولة عادية بعد ان ورثت أمريكا تركتها من فلسطين حتى الهند،وهذا ما يجعل بريطانيا تتدخل في أي صراع تكون أمريكا طرفا فيه ليس لدعم امريكا بل لتوريطها ،بدليل أنها حرضت بوش الصغير على إحتلال العراق وإختارت لقواتها في التحالف جنوب العراق الآمن بالنسبة لمحيط بغداد.
آن لتحالف المراهقة السياسية في الخليج ان يرعوي ويفكر بعقله،ويدرك أن مستدمرة إسرائيل تجره إلى الهاوية ،وإننا إذ نوجه هذا النداء لندرك ان المرتدين او الذين لم يحسنوا إسلامهم ،يسيرون على هدي ملك الخزر “الخاقان” الذي تظاهر بإعتناق الإسلام مقابل السماح له بالبقاء ملكا بعد توقيعه على وثيقة الإستسلام إبان حكم هارون الرشيد،ولكنه بعد كشف نفاقه فقد ملكه ،وهم كذلك إن شاء الله.