سيادة المطران عطا الله حنا : لا نعترف بما يسمى ” المسيحية الصهيونية ” ونكبة شعبنا حلت بوعد من بلفور وليس بوعد من اللي
صحيفة المنتصف
القدس – بمناسبة الذكرى الخمسين لاحراق المسجد الاقصى المبارك تناولت بعض وسائل الاعلام المحلية والعربية مسألة هوية من اقدم على هذا الفعل الاجرامي وقد وصفت بعض وسائل الاعلام بأن هذا الارهابي ينتمي الى ما يسمى ” بالمسيحية الصهيونية” ولذلك وجب علينا ان نوضح ما يلي:-
ان كنائس المشرق كافة لا تعترف بما يسمى ” المسيحية الصهيونية” فهذا مصطلح ليس موجودا في مفرداتنا الكنسية واللاهوتية ولا يوجد هنالك شيء اسمه “مسيحية صهيونية” ومن اوجد هذا التيار المتصهين في امريكا وفي غيرها من الاماكن انما هدفه هو الاساءة للديانة المسيحية وتفسير الكتاب المقدس بشكل مغلوط وفق اجنداتهم وبرامجهم واهدافهم السياسية .
لا نعترف بما يسمى “المسيحية الصهيونية” فهؤلاء لا علاقة لهم بالمسيحية لا من قريب ولا من بعيد وهم اقرب الى اليهودية الصهيونية وادبياتهم لا علاقة لها بالقيم المسيحية وبالتراث والتقليد المسيحي العريق .
ان هذا التيار وجد في امريكا وفي غيرها من الاماكن خدمة للمشروع الصهيوني الارهابي العنصري وهؤلاء يستغلون المسيحية ويتخذونها طلاء خارجيا لهم في حين ان معتقداتهم هي غريبة ومناقضة لقيم الانجيل المقدس .
ان هذا التيار الموجود في امريكا هو عمليا الذي يحكم امريكا فالرئيس ونائبه ينتمون الى هذا التيار وهنالك نفوذ كبير لهذا التيار المتصهين في امريكا وفي غيرها من الاماكن بسبب نفوذهم المالي وما يملكونه من مئات المليارات من الدولارات كما انهم في تحالف مع الماسونية الشريرة المعادية للقيم الانسانية والاخلاقية النبيلة.
لقد اعلنا مرارا وتكرارا ونؤكد هذا الموقف مجددا بأن المسيحية هي ديانة المحبة والرحمة والتي تستند على تعاليم السيد المسيح وانجيله المقدسة ، أما الصهيونية فهي حركة سياسية عنصرية كانت سببا في النكبات والنكسات التي حلت بشعبنا الفلسطيني وما زالت الصهيونية تمارس عنصريتها بحق شعبنا الفلسطيني وبحق مدينة القدس واوقافها ومقدساتها الاسلامية والمسيحية .
ان هؤلاء لا يميزون بين وعد الله ووعد بلفور ويظنون بأن النكبة والتشريد التي حلت بشعبنا الفلسطيني هي بوعد من الله في حين انها تمت بوعد من بلفور ذلك لان الله لا يحلل الظلم والقهر والاستبداد والعنف والتطاول على الكرامة الانسانية .
ان هؤلاء يحللون ما حرمه الله وتفسيراتهم للكتاب المقدس مغلوطة وقد عقدت عدة مؤتمرات في اكثر من مكان في هذا العالم لا سيما في مدينة القدس لتوضيح خطورة ما يسمى ” المسيحية الصهيونية ” .
نتمنى من وسائل الاعلام التي تريد ان تتحدث عن هذا التيار بألا تصفه ” بالمسيحية الصهيونية ” لان هذا يسيء للمسيحية المشرقية النقية التي بزغ نورها من فلسطين ومن انطاكيه والاسكندرية ومن هذا المشرق وانتقلت رسالتها الى مشارق الارض ومغاربها .
يمكن وصف هذا التيار بالمتصهينين الذين يطلقون على انفسهم زورا وبهتانا بأنهم مسيحيون .
هؤلاء عندما يأتون الى فلسطين لا يزورون كنيسة المهد وكنيسة القيامة ولا يهتمون اطلاقا بمسألة الحضور المسيحي في فلسطين وفي المشرق العربي بل هؤلاء هم جزء من المشروع التدميري الذي استهدف مشرقنا وشرد الكثيرين من المسيحيين كما انهم جزء من المؤامرة التي تستهدف مدينة القدس والقضية الفلسطينية وشعبنا الفلسطيني المظلوم.
اين هؤلاء من المؤامرة التي تستهدف الحضور المسيحي في فلسطين وتسريب العقارات وسرقتها وخاصة في باب الخليل ، فهؤلاء هم جزء من هذا المشروع ويتمنون الا يبقى مسيحي فلسطيني واحد في هذه الديار .
ان هؤلاء هم شركاء في الجرائم المرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني وبحق اقطارنا العربية الشقيقة التي استهدفت بالارهاب والعنف والحروب ، لا سيما سوريا والعراق وغيرها من الاماكن .
ان هذه الظاهرة تعتبر خطيرة على المسيحية لانها تسيء اليها ولذلك فإنني اكرر ندائي الى الكنائس المسيحية في مشرقنا وفي عالمنا وفي امريكا بنوع خاص بضرورة الاعلان عن موقفها بصراحة تجاه هذه المجموعات المتصهينة التي تدعي الانتماء للمسيحية زورا وبهتانا .
لا يجوز القبول بأي اساءة لايماننا وعقيدتنا وقيمنا المسيحية سواء كان مصدر هذه الاساءة المتصهينون او غيرهم فمن واجبنا ان ندافع عن المسيحية المشرقية النقية وحضورها في هذا المشرق وفي هذا العالم.
هؤلاء المتصهينون يتفخارون بأنهم مع اسرائيل ومع بناء الهيكل المزعوم ومع كل السياسات الاحتلالية الغاشمة القمعية بحق شعبنا الفلسطيني ونحن كمسيحيين مشرقيين نقول بأننا سنبقى مع فلسطين وقضيتها العادلة وسنبقى ندافع عن القدس ومقدساتها واوقافها كما ان انحيازنا سيبقى لهذا المشرق وهويته الحضارية والروحية والانسانية.
وقد جاءت كلمات سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس هذه في حديث اذاعي صباح اليوم حول الذكرى ال50 لاحراق المسجد الاقصى .