صحيفة المنتصف
كتب الاعلامي نبيل محمود ابو عبيد في صحيفة الرأي الأردنية بتاريخ 25-6-1992 مقالة يرثي بها زميله الاعلامي الاردني سحوم المومني بعد وفاته بأيام .
نص المقالة
استاذي الحبيب سحوم
ليس كل من عاش حياً وليس كل من مات ميتاً
جزء كبير من ذواتنا يضيع ويختفي وراء حياة اصطناعية من اقنعة وعكازات هي سبب العلل الاجتماعية والنفسية التي تعانيها.
استاذي الحبيب سحوم
تطيب للبعض المناصب والعناوين البارزة ، ويجدون في الانتفاخ والتضخم باللفظ والمظهر اكمالاً لمكانتهم وشخصيتهم ومصدراً لسعادتهم الحقيقية فإذا وصلوا إلى مركز او إحتلوا منصباً تمسكوا به وتعلقوا به تعلق الغريق بقارب النجاة وتعلق الجائع بسلة الغذاء .
استاذي الحبيب سحوم
كم من أناس يعيشون بيننا لا يعملون عملا نافعاً ، ولا يسعون في الخير، هم أشباح تتنفس وهياكل تتحرك وصور جسمانية تأكل وتنام ..
انسان هذا العصر ..كل انسان على الإطلاق يعيش في هذا العصر المظلم القاسي ، يجزم أن هذا هو حال البشر جميعاً .. الا من عرفك ..من عرف سحوم المومني .
استاذي الحبيب سحوم
لقد أثبت لكل من عرفك …ان هناك احياء يعيشون بيننا .. احياء..يكدون .. يجدون.. يسعون بالخير، يحسون بما يجري امامهم، يشعرون بما يدور حولهم، يستعملون عقولهم ،وبعد كل هذا وذاك..
يقدمون ويقدمون ولو قابلوا جحوداً او ظلما او نكرانا ،
لقد عشت شريفاً ومت عفيفاً عملت طوال خدمتك بإخلاص منصرفاً الى العمل ، فأثريت مكانك ولم يثريك ..
اعزاء استميحكم عذراً .. سالقي القلم من يدي لأضرب كفاً بكف وهذا ما يستطيعه قليل الحيلة …
انا لله وانا اليه راجعون ..ونحن على هدي خطى الشرفاء سائرون ،ولو واجهنا ما واجهوا تهانينا مما عانوا .
