عائلات بلا مأوى
الفقراء في غزة يستغيثون
صحيفة المنتصف
غزة – تقرير وردة بن جرمي
في غزة مدينة الصمود تتعالى صرخات ألاف الذين يقطنون بيوت الصفيح و البلاستيك التي لا تقيهم حر الصيف و لا برد الشتاء ، لكن الفقر و قلة ما باليد دفعتهم لها مجبرين .
تخيل أنك يمكن أن تعيش أنت و أفراد أسرتك على قطعة أرض لا تتعدى مساحتها بضعة أمتار ، تأكل و تنام في هذا المكان الذي يتحول إلى نار جهنم في الصيف و بركة سباحة في الشتاء ، لا نبالغ فهذه الصورة الواقعية بل أن كلماتنا عجزت عن وصف معاناتهم بأدق تفاصيلها .
اﻷطفال و النسوة يجلسن أمام أشباه بيوت صنعت من بقايا البلاستيك و الخشب و الصفيح ، منهن من تملأ خزان المياه من عربة المياه المتنقلة ، و أخرى تجمع الحطب لتصنع طعام الغداء ، بينما اﻷطفال يلهون في الشوارع الرملية القريبة من بيوتهم .
حاولت التحدث معهم و قبلت بالرفض في البداية و بعد أن تأكدوا أنني صحفية سمحوا لي بالدخول إلى بيوتهم ، بادرتهم بالسؤال عن سبب رفضهم استقبالي ؟ فاجابتني إحدى السيدات “المسؤولين مش مدورين علينا ليش نحكي على الفاضي” .
و بجانب أحدى البيوت قابلت رجل طاعن في السن غزى الشيب شعره ، كان يشرح لي معاناته و اﻷلم يتقطر من عينيه ، سألته هل توجهتم للمسؤولين لحل مشكلتكم ؟ فاجابني ” توجهنا لكل الوزارات المعنية و لكن دون فائدة ، كان من المفروض أن تخصص الوزارت جزء من التبرعات القطرية و الدولية التي تأتي لغزة ﻹعادة بناء بيوتنا التي لا تصلح للعيش اﻷدمي ، و لكن لﻷسف النسبة اﻷكبر من اﻷموال تذهب لجيوب المسؤولين ، أما المواطن البسيط لا يوجد من يهتم بهمومه ” .
طرق أصحاب البيوت البلاستيكية أبواب الكثيرين و لكن في كل مرة يعودوا بخفي حنين ، و ها نحن نحمل همومهم و مشاكلهم لنسمعها للعالم عبر وسائل اﻹعلام المختلفة علها تعود محملة باﻹجابة و تحقق أسمى طموحاتهم بالحصول على مسكن يليق بأدميتهم ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه إلى متى ستستمر معاناتهم ؟