صحيفة المنتصف
أعلنت نقابة المعلمين الأردنيين، السبت، عن إضراب مفتوح عن العمل، اعتبارا من الأحد وحتى الحصول على علاوة مالية مطلوبة، ومحاسبة المسؤول عن “اعتداءات” تعرض لها معلمون خلال احتجاجات، الخميس الماضي.
وقال نقيب المعلمين بالوكالة، ناصر النواصرة، خلال مؤتمر صحفي: “قرار واحد بالإجماع، إضراب مفتوح حتى تتحقق العلاوة (زيادة مالية)، ويُحاسب المسيء، والمعلم لن يدخل الغرفة الصفية ما لم يُحاسب المسؤول”.
وبدأ العام الدراسي في الأردن الأحد الماضي.
وشهدت المملكة، الخميس الماضي، احتجاجات واسعة للمعلمين، طالبوا خلالها الحكومة بصرف علاوة بنسبة 50 بالمئة من الراتب الأساسي (ضمن اتفاق بين الطرفين عام 2014)، وتم استخدام القوة لفض المحتجين.
واعتبر النواصرة أن ما جرى الخميس هو “سقوط ما بعده سقوط”.
وتطرق إلى مراسلاتهم السابقة مع الحكومة للحوار حول مطلبهم، قائلا: “الحكومة أدارت ظهرها، ولم نلتقِ رئيس الوزراء حتى اللحظة، رغم طلباتنا المتكررة”.
واعتبر أن العلاوة المالية “أصبحت طلبا استثنائيا في مقابل كرامة المعلم، كرامة المعلم من كرامة الوطن”.
وتابع: “لدينا خطوات تصعيدية قادمة لن نفصح عنها إلى حينه”.
وتأسست نقابة المعلمين عام 2011، وينتسب إليها نحو 140 ألف معلم.
وردًا على القول بأن جماعة الإخوان المسلمين (ينتمي إليها النواصرة) تحاول استغلال الأزمة لتعود إلى الواجهة، قال النواصرة: “تُحل الجماعة أو تُنفى من البلد مش شغلي (ليس عملي)، أنا شغلي (عملي) المعلم، ومرجعي ميدان المعلم”.
وتولى النواصرة مهام نقيب المعلمين بالوكالة، بعد وفاة النقيب السابق، أحمد الحجايا (تحالف الإسلاميين)؛ إثر حادث سير في 30 أغسطس/آب الماضي.
واستعرضت النقابة، خلال المؤتمر، تسجيلا مصورا يرصد جانبا مما قالت إنها اعتداءات واعتقالات تعرض لها معلمون أثناء احتجاجات الخميس.
وقال معلم، يدعى كامل السعودي، إنه جرى تعريته من ملابسه بالكامل، خلال اعتقاله، أمام ضباط أمن، ولمدة عشرين دقيقة كاملة، إضافة إلى الضرب المبرح، على حد قوله.
وأعربت الحكومة، في بيان قبيل المؤتمر، عن “حرصها التام على كرامة المعلم ورجل الأمن، وحفظ هيبتهما”.
وأضافت أن “طاولة الحوار هي أساس التفاهم والاتفاق، والذي لا يتأتى أبدًا من اللجوء إلى الإضراب والإضرار بمصلحة الطلبة وصورة المعلمين أنفسهم”.
وعقب انتهاء اجتماع في وزارة التربية والتعليم، السبت، قال المتحدث باسم النقابة، نور الدين نديم، إن اجتماعات، بدأت الجمعة، انتهت “دون نتيجة”، و”هناك تعنت حكومي، وباب الحوار ما زال مفتوحًا لدينا”.
واعتبرت الحكومة، في بيانها، أن الزيادة في العلاوة على رواتب المعلمين مرتبطة بـ”تحسين وتطوير الأداء”.
وبشأن حديث النقابة عن تعرض معلمين لاعتداءات، دعت الحكومة، في بيان ثانٍ بالتزامن مع مؤتمر المعلمين، النقابة إلى تزويدها بجميع الحالات التي يقول ممثلو النقابة إنها تعرضت لاعتداءات.
ويعاني الأردن من أوضاع اقتصادية صعبة؛ بسب تطورات إقليمية خلال السنوات الست الماضية، رافقها تدفق لاجئين إلى المملكة، وإغلاق منافذ تجارية حدودية، خاصة مع سوريا والعراق.