تعرف على اغرب الحدود بين الدول
صحيفة المنتصف
قد يعتقد البعض أن هناك حدودا بين الدول تتسم بالتحديد الواضح، وربما يعتقد البعض بوجود تعقيد أكبر في الحدود بين الدول، لكن أن يصل الأمر أن تعتمد الحدود على مدخل منزل، وأن يحدد الآباء جنسية الأبناء، أو ربما تالك الحدود بين فرنسا وسويسرا التي تمر عبر السرير المزدوج في جناح شهر العسل، فهذا من بين غرائب الحدود.
ولكن هل يمكن تصور مدينة ألمانية ليست في الاتحاد الأوروبي؟ ونادي كرة القدم فيها رغم أنه يتبع ألمانيا فإنه ينافس في دولة أخرى؟
يكشف كتاب “أطلس الحدود الغريبة” من دار كولينز، للمؤلف الصربي زوران نيكوليتش، عن خلاصة مثيرة لـ”الحدود والأقاليم والفضول والجغرافية المثيرة”، وربما يأتي هذا الكتاب في الوقت المناسب بالنظر إلى الاهتمام المتزايد في قضايا الحدود الدولية.
1. مدينة ميدوريتشي
تقع هذه المدينة الصغيرة التي لا يزيد عدد سكانها على 270 نسمة وتقل مساحتها عن 400 هكتار، داخل صربيا، لكنها تنتمي إلى البوسنة والهرسك.
ورغم وجود هذا الجيب البوسني داخل الأراضي الصربية، فإنه يبعد مسافة تزيد قليلا عن نصف ميل عن البوسنة والهرسك، وهي تتمتع بخدمات البنى التحتية التي توفرها صربيا، مثل الطرق وإمدادات الطاقة، ويتم دفع فواتير تلك الخدمات إلى شركة “بريبوي” الصربية، بينما تدفع الضرائب إلى البوسنة والهرسك.
ويدرس أطفال تلك المدينة في المدارس الابتدائية الصربية، إلى جانب الأطفال الصرب ويتبعون منهجا صربيا.
وتحاول صربيا حل الإشكال باقتراح تبادل للأرضي، وهو ما ترفضه البوسنة وتطالب بإنشاء ممر يربط ميدوريتشي بمدينة رودو البوسنية، باعتباره حلا أفضل.
2. مدينة ليفيا
تقع هذه المدينة، التي يقدر عدد سكانها بحوالي 1500 نسمة، وأراضيها داخل فرنسا، لكنها تنتمي إلى إسبانيا، مثلها مثل ميدوريتشي البوسنية تماما حيث تبعد عن الحدود الإسبانية نحو نصف ميل فقط.
وكانت هذه المدينة قديما عاصمة سيردانيا، وهي إحدى دول إقليم كتالونيا قديما، وعندما تم توقيع اتفاقية حدودية بين إسبانيا وفرنسا في القرن 17، كانت إسبانيا ملزمة بتسليم جميع قرى شمال سيردانيا إلى فرنسا، ولكن نظرا لوضع مدينة ليفيا، فقد احتفظت بها إسبانيا.
3. مدينة بوزنغن أم هوخراين
وهي مدينة ألمانية محاطة بالكامل بكانتون شافهاوزن السويسري ومن الجنوب عبر نهر الراين بكانتونات زيورخ وتورغاو، ويبلغ عدد سكانها حوالي 1450 نسمة، وتبعد حوالي 700 متر عن ألمانيا، وهي بذلك ليست جزءا من الاتحاد الأوروبي.
ومع ذلك فهذه المدينة جزء من منطقة الجمارك السويسرية والفرنك السويسري هو العملة الأكثر استخداما، على الرغم من أنه من الممكن تسديد المدفوعات باليورو.
وعقدت المدينة استفتاءات عدة عبر خلالها سكان المدينة عن رغبتهم في الانضمام إلى سويسرا، لكن الأخيرة رفضت لأنها تفتقر إلى الأراضي المناسبة لعرضها على ألمانيا في المقابل.
وفي بوزنغن ثمة فريق لكرة القدم، ويعد النادي الألماني الوحيد الذي يتنافس في الدوري السويسري.
4. أرخبيل جزر ديوميد
توجد في هذا الأرخبيل الواقع في مضيق بيرينغ، جزيرتان، واحدة روسية هي “ديوميد الكبرى” وأخرى أميركية هي “ديوميد الصغرى” وتفصل بينهما مسافة لا تزيد على 4 كيلومترات.
لكن الأمر المثير حقا أن هذه المسافة وإن كانت قصيرة، فإن ما يفصل بينهما أكثر من ذلك، إذ يفصلهما زمنيا يوم كامل، ذلك أن خط التاريخ الدولي يمر من بينهما أو بين روسيا والولايات المتحدة.
لك أن تتخيل عزيزي القارئ أنك عندما تكون في ديوميد الصغرى ذات نهار ثم تتوجه إلى ديوميد الكبرى الروسية، فإنك ستصلها “غدا” ويكون عمرك قد ازداد يوما كاملا.
ولذلك صار يطلق على الجزيرتين لقبين فجزيرة ديوميد الصغرى صارت تعرف بجزيرة الأمس، والكبرى بجزيرة الغد.
5. قرية لا كيور
قرية صغيرة تقع على الحدود بين فرنسا وسويسرا، على بعد 30 كيلومترا إلى الشمال من جنيف، ويقع جزء من هذه القرية داخل الأراضي السويسرية، بينما يقع الجزء الآخر داخل الأراضي الفرنسية.
ولذلك فأن الحدود تقسم القرية والشوارع وحتى بعض المباني، وأشهرها فندق أربز.
الطريف في الأمر، هو خط الحدود بين البلدين حيث يمر عبر جناح شهر العسل في الفندق، بل ويقسم السرير المزدوج بين واحد فرنسي والآخر سويسري.
6. بلدة بارلي
وهذا الوضع في قرية لا كيور ليس فريدا من نوعه، على ما يبدو، إذ إن هناك قرية مماثلة تقع على الحدود الهولندية البلجيكية.
ففي بلدة بارلي تفصل الحدود أحيانا المنزل نفسه وكذلك الفصل الدراسي في مدرسة القرية، بل الأغرب في الموضوع أن السرعة على الشارع نفسه متفاوتة بين جانبي الحدود، وهي عبارة عن رسم على الأرض فقط.
وللبلدة اسمان، فهي في بلجيكا تعرف باسم بارلي هيرتوغ، أما في هولندا فاسمها بارلي ناساو، وبالطبع يتبع كل قسم من البلدة قوانين دولته.
والمحال التجارية في البلدة تعتمد على موقع مدخلها، فلو كان المبنى في القسم الهولندي لكان هولنديا، أما إذا كان مدخله في القسم البلجيكي فهو بلجيكي.
بالإضافة إلى ذلك ففي هذه البلدة يحدد الأهالي جنسية الأبناء، فقد يكون الأب بلجيكا والابن هولنديا أو العكس تماما.
7. بلدة لو بيرتوس
في فرنسا تحمل هذه القرية اسم “لو بيرتوس” لكن الإسبان يطلقون عليها اسم “إل برتوس”، ووضع هذه القرية شبيه بقرية لا كيور وبلدة بارلي.
وتقع هذه القرية، التي يقدر عدد سكانها بحوالي 586 نسمة، في جبال البرانس بين فرنسا وإسبانيا، ويفصل بين القطاع الإسباني والفرنسي شارع بمسربين يحمل اسم “شارع فرنسا”.
والشارع بمسربيه والمباني على الجانب الأيمن تقع في فرنسا، بينما الرصيف الأيسر وباقي المباني على الجانب الأيسر من الشارع تتبع إسبانيا.
وغالبا ما يتسوق سكان الجانب الأيمن (القطاع الفرنسي) من الجانب الأيسر (الإسباني) حيث أن البضائع الإسبانية أرخص بكثير من نظيرتها الفرنسية.
ويعود الاختلاف في أسعار المواد الاستهلاكية وغيرها بين جانبي القرية إلى الاختلاف في مقدار الضريبة بين البلدين، فعلى سبيل المثال، يبلغ سعر علبة السجائر في الجانب الفرنسي من القرية نحو 8 يوروهات، بينما لا يزيد سعرها في الجانب الإسباني على 5 يوروهات.