في خطابيهما في الدوره ال 74 للامم المتحده
الرئيس عباس والملك عبدالله الثاني يجددان تمسكهما بالسلام كخيار لانهاء الصراع
المحامي راجح ابو عصب
صحيفة المنتصف
الرئيس عباس والملك عبد الله الثاني يجددان تمسكهما بالسلام كخيار لانهاء الصراع منذ ان تأسست في 24 تشرين اول من عام 1945 وحتى اليوم تعقد الجمعية العامة للامم المتحدة دورتها السنوية في شهر ايلول من كل عام في مقرها في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الاميركية ويحضر هذه الدورة معظم قادة دول العالم وفي مقدمتهم رئيس الولايات المتحدة الدولة المضيفة للامم المتحدة ولذا فان هذه الدورة السنوية للامم المتحدة تعد اكبر تجمع دولي حيث يلقي قادة العالم او ممثلوهم كلمات خلال تلك الدورة يشرحون فيها سياسات حكوماتهم ويفصلون مواقفهم من كافة القضايا العالمية ويسعون لكسب التأييد لقضاياهم اذ انهم يخاطبون من هذا المنبر الدولي كافة شعوب العالم فهي المناسبة الافضل والاوسع لشرح مواقفهم ولمخاطبة شعوب العالم قاطبة .
ولاهمية هذه الدورة ولكونها تخاطب الرأي العام الدولي ولانها اكبر تجمع دولي سنوي فان الرئيس محمود عباس وكذلك العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني يحرصان كل عام على التوجه الى نيو يورك ليلقيا كلمة فلسطين وكلمة الاردن ويستغلان ايضا هذا المحفل الدولي للالتقاء بقادة دول العالم لكسب مزيد من التأييد والدعم لقضايا بلديهما اولا ثم للقضايا العربية وفي مقدمتها قضية العرب الاولى وهي قضية فلسطين.
وقد شارك الرئيس محمود عباس والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين التي عقدت في الاسبوع الاخير من شهر ايلول الماضي وقد القى الرئيس عباس وكذلك العاهل الاردني في هذه الدورة كلمتي فلسطين والاردن ركزا فيهما على الوضع المضطرب في منطقة الشرق الاوسط بصورة عامة وعلى القضية الفلسطينية وتطوراتها بصورة خاصة الى جانب قضايا اخرى ولدى قراءة كلمتي الزعيمين العربيين فيما يخص القضية الفلسطينية يلاحظ تطابق تام بين موقفي فلسطين والاردن من هذه القضية وسبل حلها والتحذير من مخاطر استمرار الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والصراع العربي الاسلرائيلي على الوضع في منطقة الشرق الاوسط وعلى السلم الدولي .
وقد اكد الرئيس عباس في كلمته على ان استمرار الاوضاع كما هي فيما يخص القضية الفلسطينية لن يحقق الامن والاستقرار لاي من شعوب هذه المنطقة وشدد على ان مسؤولية حماية السلام والقانون الدولي تقع على عاتق الامم المتحدة وكرر الموقف الفلسطيني ان اسلوب حل هذا الصراع الذي مضى عليه قرن من الزمان والمتمثل في الالتزام بقرارات الشرعية وقال ان القانون الدولي الذي قبلناه وتمسكنا به والسلام الذي نسعى اليه اصبحا اليوم في خطر شديد بسبب سياسات الحكومة الاسرائيلية وتنكرها للاتفاقات التي وقعناها معها في اتفاق اوسلو عام 1993 .
ولا شك ان حكومة اسرائيل برئاسة نتياهو ومنذ ان شكل حكومته الاولى في عام 1996 وحتى حكومته الانتقالية اليوم سعت الى افراغ اتفاق اوسلو من مضمونه حيث لم تنفذ ما التزمت به حكومة اسرائيل برئاسة اسحق رابين الذي وقع الاتفاق بينما نفذت السلطة الفسطينية كل ما التزمت به في ذلك الاتفاق فقد رفض نتياهو بحث قضايا الوضع النهائي التي جاءت في الاتفاق وخاصة قضايا القدس والحدود والدولة والاستيطان واللاجئين فهو يرفض الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين وهو بالاساس يرفض فكرة حل الدولتين دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل كما يرفض وقف اوتجميد الاستيطان بل انه اعلن خلال الحملة الاخيرة لانتخابات الكنيست انه في حال فوزه برئاسة تشكيل الحكومة الاسرائيلية سيضم منطقة الاغوار التي تشكل ربع مساحة الضفة الغربية وانه سيفرض القانون الاسرائيلي على المستوطنات في الضفة الغربية .
كما اشار الرئيس عباس في كلمته الى تنكر الولايات المتحدة لمسؤولياتها الدولية والقانونية والسياسية والاخلاقية من خلال تأييدها الكامل لسياسات حكومة اسرائيل خاصة تخليها عن حل الدولتين واعترافها بالقدس عاصمة لاسرائيل وتأييدها لضم اسرائيل اراضي من الضفة الغربية ولذا فهي بذلك افقدها المصداقية كما قال الرئيس عباس ولم تعد وسيطا نزيها ولذلك فهو يرفض انفرادها بالاشراف على عملية السلام ومن هنا جدد الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام يستند الى المبادرة التي طرحها في مجلس الامن في شهر شباط من عام 2018 بحيث تشارك في هذا المؤتمر الاطراف العربية والدولية المعنية كافة بما فيها الدول دائمة العضوية في مجلس الامن والرباعية الدولية بحيث توضع خطة تستند الى الاجماع الدولي وقرارات الامم وتتضمن اطرا زمنية محددة لانهاء الصراع واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .
اما العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني فقد ركز ايضا على مخاطر عدم حل القضية الفلسطينية وحذر من ان عدم حل هذه القضية سيجعل الاستقرار الاقليمي والعالمي يدفع ثمن ذلك وابدى استغرابه من الا يسود السلام هذه الاراضي المقدسة ارض السلام ومهد الديانات السماوية الثلاث وقال انه ما من شيء يستطيع ان يسلب حقوق الشعب الفلسطيني الدولية بالمساواة والعدالة وحق تقرير المصير ورفض باعتباره صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس تغيير الوضع القائم في المسجد الاقصى المبارك واكد التزامه بواجبه الخاص تجاه حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس .
ودعا العاهل الاردني الى انهاء الصراع والوصول الى سلام عادل وشامل من خلال تحقيق حل الدولتين وهو الحل وفق القانون الدولي وقرارات الامم التحدة الذي ينهي الصراع ويؤدي الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وتعيش بامن وسلام الى جانب اسرائيل .
وشدد على ان البديل عن حل الدولتين هو حل الدولة الواحدة والدولة الواحدة هي وصفة لاستمرار الصراع وليست السبيل نحو الامن والاستقرار وقال جلالته ان التسامح والتعاطف والمساواة بين جميع البشر هي القيم التي بني عليها ميثاق الامم المتحدة : ان نعيش معا بسلام وان نحترم حقوق الجميع والمساواة بينهم والعمل على تحسين حياة الناس من خلال العدالة وازدهار وتوفير الامن للبشرية .
وهكذا يتضح التطابق التام بين موقفي الرئيس عباس والملك عبد الله الثاني من سبل انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي من خلال القوانين الدولية وشرعة حقوق الانسان ولذلك اتخذا من السلام خيارا استراتيجيا ولذا فان حكومة اسرائيل وادارة الرئيس الاميركي ترامب تتحملان مسؤولية فشل كافة الجهود العربية والدولية لتحقيق السلام ورفض اليد العربية الممدودة للسلام وعليهما ان تعيدا النظر في موقفهما وان تتجاوبا مع هذه اليد العربية , والله الموفق