ان لم تكن معي فانت عدوي…بقلم ليث عكروش
ان لم تكن معي فانت عدوي
صحيفة المنتصف
ظاهرة اجتماعية ووباء يجتاح ويسيطر على عقليتنا الجمعية، ثقافة اصبحت متجذرة في نفوس العديد منا، تصب كلها في بوتقة عدم قبول الاخر وتصنف من يقاسمني العيش على هذا الكوكب بحرفين اثنين (مع-ضد)
اعراض هذا الوباء لا تقتصر في الواقع المعاش اجتماعيا في كل مفاصل الحياة والتي فيها اصبحت لغة الحوار معدومة وغلبت علينا لغة الاقصاء للاخر واصبحنا نصنف بعضنا في مجموعات متناحرة تعمق من الجرح الغائر في الجسد المجتمعي وتؤكد على مبدا عقيم بانك( ان لم تكن معي فانت ضدي وعدوي وخصمي).
و تتعدى اعراض هذا الوباء المجتمعي ارض الواقع لتصل مواقع التناحر (التواصل) الاجتماعي بعد ان سيطر التطرف بالراي جلساتنا الاجتماعية وانتشر العنف اللفظي في مدرجات ملاعبنا الرياضية ليصبح سمة مهيمنة على مواقع التواصل فاصبحت تخاض عبرها حروب حامية الوطيس لمن يختلف معنا بالراي او او التوجه او حتى المبدا.
همشنا لغة الحوار واشعلنا نيران عدم قبول الاخر وضربنا مقولة الاختلاف لا يفسد للود قضية بكل حائط فاصبح الاختلاف قضية تفسد الود والتجانس المجتمعي التي حثت عليه جميع الاديان السماوية والتي دعتنا لقبول الاخرين حتى مهما اختلفو معنا وعنا.
فلولا اختلاف الاذواق لبارت السلع فالاختلاف في الراي والمواقف صحي ومطلوب لمجتماعاتنا ويعتبر مخزون ايجابي يدعم التعددية من أجل بناء فضاء اجتماعي وثقافي وسياسي حر، يحترم مختلف الآراء والأفكار.
وهنا يطفو على السطح امر اساسي لايمكن لنا ان نضع راسنا بالرمال ونتغاضى عنه وهو انه لابد من التاكيد على المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق الأسرة الصغيرة التي يجب أن تزرع مبادئ السماحة وقبول الآخر وآداب الحوار، فضلا عن دور المدرسة في تعزيز ممارسات الديموقراطية وقبول الاخر وان نتكاتف جميعا لمحاربة هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعاتنا .