سقى الله على ايام زمان…بقلم ليث عكروش
سقى الله على ايام زمان…بقلم ليث عكروش
صحيفة المنتصف
انا مش ضد التطور وحياة المودرن، لكن صرت اشعر بانه الحياة بتدور بحلقة مفرغة من المظاهر و الكماليات والبرستيج ، وابتعدنا كثير عن بساطة ايام زمان بصدقها والمحبة والوفا.
ايام زمان كانت جلساتنا العائلية اكثر حميمية وبساطة ، كنا نجتمع في ليالي الشتاء الطويلة، حول صوبة البواري نشوي البطاطا الحلوة ونحمص خبز الطابون ونغمسه بزيت الزيتون والزعتر البلدي واللبنة المدحبرة ونفغم معها زر البندورة الي يشرشر على اوعينا.
كنا نكيف على فصل الشتا، لانه في طبخات مقترنه فيه زي الرشوف مع السمن البلدي، وفتة مرقة العدس مع الخبز الطابون ورشة السماق البلدي، وصحن الفجل والبصل الاخضر ومخلل الفقوس.
كنا نقضي الليل نقلد بعض ونمزح ، وضحكاتنا توصل لاخر بيت بالحارة، كانت لما تنقطع الكهربا بايام الشتا والعواصف نضوي الفانوس والشمع، وسنا الفانوس وريحة الشحبار تعبي الدار.
بايام الصيف وبعطلة المدارس، وباول يوم نحضر شنتات اوعينا ونركض عبيوت جدودنا ، تنبات عندهم و انام مرداح واحد، ونسهر الليل كله ويقضيها جدودنا يقولوا (متنامو يا ولاد خلص الليل)، واذا واحد منا قام يشرب مي بدعس ببطن او وجه اثنين ثلاث من النايمين جنبه.
اليوم بعصر السرعة اختلفت الامور، صار الي بفكر يزور قرايبه يوخذ موعد قبل بأيام او باسابيع ، واذا ما اخذ موعد بتكون قلة ذوق، وممكن يسمع بعض كلمات تحرجه، وصارت معظم لقاءات الاقارب بالمطاعم واذا احرجوك واعملت العزومة بالبيت بتجيب الاكل دليفري.
اليوم تغيرت حياتنا، واتبدلت الاحوال تغيرت حياة البساطة وبردت جلساتنا.. واذا اجتمعنا مع العيلة بالصدفة، بكون كل واحد من مشغول بتلفونه عالفيس والواتس اب وغيره من وسائل التواصل الحديثه الي ابعدتنا عن بعض، وعن الي قاعدين معنا بنفس الجلسة يعني كانه كل واحد منا بعالم اخر .
اختلفت الحياة وتفشت العزلة بيننا، حتى أصبحنا حاضرين بأجسادنا غائبين بمشاعرنا وإدراكنا غزتنا وطاردتنا مواقع التواصل الاجتماعى وانشغلنا بالشير واللايك عن اقرب المقربين منا.
سقى الله على ايام زمان.