بمشاركة دولية معرض “زهور الخريف” في مصر لأول مرة
صحيفة المنتصف
في جو خريفي تملؤه البهجة، يجر شاب عشريني عربة صغيرة تحوي أنواعًا مختلفة من الزهور التي تتمايل يمينًا ويسارًا على وقع أغان فلكلورية، وعلى مقربة فتيات يبحثن بين أشواك الصبار عن ورود شجيرة “بنت القنصل” المستديمة الخضرة ذات الأفرع والسيقان العديدة.
إذ يتجمع لـ45 يومًا، أصحاب مشاتل وشركات زراعية ومنتجو زهور ونباتات الزينة في معرض “زهور الخريف” الذي تشهده مصر لأول مرة بمشاركة دولية.
ويقام المعرض الذي انطلق مطلع الأسبوع الماضي، بحي الدقي (غرب القاهرة) على مساحة تقترب من 25 ألف م2، وعلى امتداد تلك المساحة يتجول مصريون للبحث عن متنفس طبيعي بعيدًا عن صخب العاصمة.
ولا تخلو تلك المساحة من تجمعات لفئات عمرية مختلفة غلب عليها شباب الجامعات، ممن يبحثون عن أنواعٍ لم يروها من قبل، بينما يجتهد أصحاب العروض في تمييز وتنظيم منتجاتهم لاستقطاب المشترين.
** عِمَّة القاضي
ونبات الصبّار صاحب النصيب الأكبر من المعرض، بجانب أشجار الزينة المختلفة، وعلى رأسها المعروفة محليًا بـ”بنت القنصل” و”كرنب الزينة”، بخلاف أنواع مختلفة من طيور الزينة، ومستلزمات الحدائق، وفق مشاهدات.
كما تشهد ما يعرف محليًا بـ”عِمَّة القاضي” وهي نوع من الصبار مدور الشكل، إقبالاً كبيرًا ممن يرغبون في تزيين حدائقهم ومنازلهم.
وقال ثروت بدوي، أحد العارضين وهو صاحب مشتل خاص للصبَّار، إن المعرض يقدم أنواعًا مختلفة من الصبار والعصاريات (صبار بلا أشواك) المعروفة بمصر والتي يتجاوز عددها 25 ألف نوع.
لا يوجد تقدير معين لأنواع الصبار المزروعة في مصر، بحسب بدوي، الذي يشير إلى استيراد أنواع مختلفة لبيعها للمستهلك المصري من دول الأمريكيتين وجنوب إفريقيا وماليزيا وتايلاند، والتي يتم عمل “إكثار” لها من خلال بذورها أو عُقلها (السيقان).
تتراوح أسعار الصبّار ونباتات الزينة المختلفة في معرض “زهور الخريف” ما بين 15 إلى 600 جنيه (دولار واحد إلى 38 دولارًا).
ووفق بدوي، تستخدم الصباريات والعصاريات في الغالب في تزيين المنازل والحدائق، بخلاف استخدامها في المستحضرات الطبية كزيوت وكريمات الشعر أو مراهم الحروق.
** راحة مختلفة
بجانب الصبار والإقبال عليه، كانت مستخرجات زراعية كجنين القمح وبذرة الكتان وحبوب اللقاح وطلع النخيل وزيت الزيتون وعسل النحل، قبلة للباحثين عن راحة مختلفة.
فعلى أطراف المعرض، تنتشر أكشاك لبيع تلك المنتجات الطبيعية، التي تقدم خلطات خاصة لبعض الأمراض؛ منها الأنيميا والضعف الجنسي والبدائل الطبيعية لحرق الدهون.
** الاستمتاع بالطبيعة مرتين
وعن جدوى المعرض، أشارت وزارة الزراعة المسؤولة عن المعرض إلى أنها تسعى للترويج في الخارج لأنواع النباتات والزهور الخريفية المختلفة، التي لا تتناسب والمناخ الطبيعي الذي تمتلكه مصر والملائم لزراعتها طوال العام.
وكشفت أنه سيقام سنويًا في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، بحيث يكون في الخريف.
والمعرض يعد توأمة جديدة لمعرض “زهور الربيع” الذي يقام سنويًا بحديقة الأورمان (غرب القاهرة) أحد أكبر الحدائق النباتية في العالم والتي تضم مجموعة نادرة من الأشجار والنخيل والنباتات؛ وذلك للاستمتاع بالطبيعة مرتين في العام.