يتحالفون مع “إسرائيل”وينكرون التقارب مع إيران وتركيا المسلمتين
يتحالفون مع “إسرائيل”وينكرون
التقارب مع إيران وتركيا المسلمتين
بقلم …..أسعد العزوني
صحيفة المنتصف
عجيب أمر المراهقة السياسية في الخليج ونظام السيسي في مصر، فهم يتحالفون مع أعتى أعداء الأمة الذين يضمرون لبلدانهم كل الشر ،ولكنهم ينكرون على بعض الدول العربية التي طفح الكيل بها أن تتقارب مع كل من الدولتين الإسلاميتين تركيا وإيران،علما أن توجهنا كعرب يجب أن يكون بإتجاه هاتين الدولتين الجارتين الكبيرتين اللتين ترتبطان بنا بعلاقات أخوية متجذرة ،وهما صمام الأمان لنا وفي حال تحالفنا معهما فإننا جميعا سنكون في مأمن ،لأن رباط العقيدة متين ،وإمكاناتنا كبيرة وعدد سكان بلداننا كبير،وموقعنا الإستراتيجي سياج لنا .
لدينا مثالان على تحالف المنطق الذي نتحدث عنه ويلزمنا ، وهما دولة قطروليبيا اللتان نسجتا علاقات حميدة مع إيران وتركيا”قطر”،وتركيا”ليبيا”،وقد جن جنون من تحالفوا مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية،ناسين أو متناسين أن من حق الجميع البحث عن مصالحه،وأن نظرية الخ الأكبر الخبيث الجشع الحاسد والحاقد ما عادت موجودة.
عندما إتفق نظام السيسي مع المراهقة السياسية في الخليج على حصار قطر تمهيدا لغزوها عسكريا صيف العام 2017،من أجل تقاسمها بينهم،لجأت القيادة القطرية للتحالف النافع مع كل من إيران وتركيا،وقامت إيران وتركيا بحل المعضلة الإقتصادية من خلال توفير مستلزمات السوق المحلية في قطر حتى لا يتأثر المواطن القطري والمقيم بتبعات حصار الأخوة الأعداء،كما أن تركيا وقطر قامتا بتفعيل الإتفاقية العسكرية بينهما ،ووصلت المنتجات التركية إلى السوق القطرية ،وفي هذه الحالة هل يستطيع أحد لوم القيادة القطرية على تحالفاتها النافعة تلك،لمواجهة حقد وحسد وجشع الأخوة الأعداء؟
أثار ذلك حنق الأخوة الأعداء الذين إتهموا دولة قطر وقيادتها بما ليس فيها ،وقالوا أن قطر فتحت المجال للأجنبي كي يطأ بأقدامه الخليج،ناسين أو متناسين أنهم هم أول من فتح كافة فضاءاته للأجنبي الحلاب الناهب ،وعلاوة على ذلك فإنهم فتحوا فضاءاتهم لمستدمرة إسرائيل بالتطبيع معها ،وإدخالها إلى مصر والخليج،ولكن الجمل وعلى ما يبدو لا ينظر إلى إعوجاج رقبته.
بالأمس جن حنون نظام السيسي على حكومة السراج في ليبيا ،التي تعاني من الإضطراب الدموي بسبب دعم الإخوة الأعداء للمجرم حفتر،وكان ذنب حكومة السراج الليبية الشرعية هو تحالفها مع تركيا،الأمر الذي أثار حفيظة نظام السيسي الذي يهاجم حكومة السراج ليل نهار ،وتحالف مع اليونان وقبرص ضد تركيا،ولا ندري أي منطق يمكن أن نستدل به من خلال الموقف الغريب العجيب الذي إتخذه نظام السيسي،الذي يكيل بألف مكيال ومكيال،علما أن تحالف حكومة السراج مع تركيا أعاد لها مساحات بحرية شاسعة كانت اليونان تهيمن عليها.
يقول المثل الدارج “حلال على أمي وحرام على زوجة عمي”،فأي منطق أعوج هذا الذي يبيح لتحالف الغدر والشر مع إسرائيل،وتحريم تقاربنا مع تركيا وإيران؟ آن الأوان أن نعمل العقل كي نحفظ ما تبقى من كرامتنا المهدوره على مذبح التطبيع مع مستدمرة الخزر في فلسطين على يد تحالف الشر والغدر،ودفع الرشا للحلابين وما أكثرهم ،وليكن زيتنا في دقيقنا كما يقول المثل،وعلى تحالف الشر والغدر أن يغير من طريقة تفكيره.