لوين رايحين ؟ … بقلم داود المناصير
صحيفة المنتصف
سوأل يُطرح (لوين رايحين) يُطرح من كافة المستويات، فهل هذا السوأل يعكس وجهة نظر صاحب القرار والنخبة ام يعكس تخوف العامة من المستقبل.
لماذا هذا السوأل؟ هل يؤكد ان صاحب القرار وعقل الدولة لديهم رؤية وخارطة طريق واضحة تبين اين نحن ذاهبون مع كثرة اللغط والتفسيرات لما يحاك للوطن من صفقات ستفرض علينا بحكم ضعفنا كغيرنا من العرب؟ وهذا يتطلب توضيحاً للناس عن الخطط والبرامج والإجراءات وفق جدول زمني محدد ومدروس يعالج الاختلالات ويعترف بالفشل والمعيقات لتخطي ما نعاني منه بهدف الوصول إلى بر الأمان الذي يحصن الوطن للوقوف بوجه العاديات.
ان كان اصاحب القرار لديهم هذة المعرفة الأكيدة وفق سياسات واضحة فيجب ان نطمئن ونعرف أين نحن ذاهبون.
من جهة أخرى ان كان هذا السوأل(لوين رايحين) ناتج عن حالة تخوف من المستقبل المجهول بالنسبة للعامة الذي يرعب الناس لاعتقادهم بان نتائجه كارثية وخصوصا فئة الشباب الذي ينتابه يأس وقلق مشروع لضبابية المشهد فهم يحلمون بمستقبل افضل ولكنهم لا يرون في الافق ملامح امل فهم معطلون عن العمل والإنتاج ومن يعمل فأن دخولاته لا تلبي طموحات واحتياجاته فتمر الشهور والسنون ولا بارقة امل على الاقل في المدى المنظور.
وياتي المنظرون والمخططون بوعودٍ وخططٍ براقة وعلى الواقع لا شيً سوى مزيدٍ من العذابات والاحباطات ويعدون بأن المستقبل قادم ولم يأتي المستقبل بعد، فما هو المتوقع من الشباب الذي يرى الفساد والغبن والتهميش جهاراً نهاراً.
ان المنظرين والمفسدين والمتزلفين لا يعلمون بأن لهب الفساد يوقد النار في قلوب الشباب والمحيدين ويذكي مشاعرهم ويفرض عليهم توحيد مواقفهم وان كانت الان مبعثرة فربما تفاجئنا وتتحول إلى مواقف موحدة وغاضبة كما هو الحال في بلدان مجاورة.
نعم نحن نعلم ونعرف ان ضغوطا خارجية اكبر من حجمنا في ظل التردي العربي وانشغال الكل او اشغاله بحروب جانبية لتنفيذ المخطط المرسوم للمنطقة برمتها ولكن هل هذة الحالة التي نعيش من التهميش والتضييق هي السبيل لمواجهة ما يحاك لنا، فالجبهة الداخلية يمكن أن تواجه كل الاحتمالات اذا احس وأمن الناس انهم جميعا مواطنين يدفعون الثمن بنفس المقدار وصانع القرار بأمس الحاجة إلى التماسك في هذة المرحلة.
ان المماطلة والممانعة والتحريف لا يلبى رغبة الناس العيش بكرامة وحرية وأمان وان تهشيمهم بهذا الشكل ثمنه باهظا جداً ولا سبيل سوى الحوار والمكاشفة بروح وطنية صادقة فروح الشعب لا تموت تحت الضغط والجوع والخوف.
ان السبيل للخروج من الحالة التي نعيش تكمن في فهم الواقع على علاته دون تجميل او تزييف وعلى صانع القرار الإسراع في الإصلاح قبل فوات الأوان فالحزم والمسكنات أصبحت موضع تندر وسخرية وليعلم عقل الدولة ان الإصلاح يحتاج إلى مخلصين وطنيين أصحاب كفاءة لاً دهاء وخبث الفاسدين