كوثر النشاشيبي… بقلم نبيل عماري
كوثر النشاشيبي.. بقلم نبيل عماري
صحيفة المنتصف
وسلامي لكم يا أهل الأرض المحتلة يا منزرعين بمنازلكم قلبي معكم وسلامي لكم من لا يحن لصوت كوثر النشاشيبي الشجي عبر أثير الإذاعة الأردنية لسنوات طويلة، خلت عبر برنامجها اليومي رسائل شوق فصوتها أرتبط بالأهل في فلسطين وبحالة وطنية رائعة وحنين وشوق للأهل في القدس ونابلس وبيت لحم ورام الله وهي التي بصوتها تعطي أمل بالعودة وخاصة عندما تختم الرسالة بأننا لعائدون وخاصة عندما تتحفنا بأغاني فيروزية أثناء ذكرها للأسماء ب جايبلي سلام عصفور الجناين ومريت بالشوارع شوارع القدس العتيقة ووطني يا جبل الغيم الأزرق وسنرجع يوماً لحينا ونغرف في دفئات المنى سنرجع خبرني العندليب غداة ألتقينا على منحنى حين يجتمع صوت فيروز مع كوثر النشاشيبي فكلا الصوتان تنتظره الأذان والمهج كل يوم في ساعة معينة ربيعاً صيفاً شتاء . صوتها كان يحمل أحلام النازحين واللأجئين وحنين العرب لفلسطين فهي أحلام المنتظرين والحالمين بجسر العودة فغدت ضمير مرسل الرسالة ولهفة متلقي الرسالة بالجانب الغربي ” الضفة الغربية ” هي راديو ترانزستر متنقل يحمله الفلاح في كرمه والبدوي في مرعاه والمدني في بقالته ليسمع رسائل شوق فهو المنفذ الوحيد للأطمئنان وتوصيل الأشواق لمن هم خلف النهر . نعم كوثرالنشاشيبي هي الصوت الأشهر عبر أثير الإذاعة الأردنية، منذ تأسيسها ولعقود طويلة من العطاء والتميز، فالقدس مسقط رأسها بشوارعها ومساجدها وكنائسها وقدمها الغارق بالتاريخ فقد ولدت بها في العام 1930ودرست بدار المعلمات بالقدس وحصلت على وظيفة معلمة ولكن الأذاعة وسحرها أخذها إلى إذاعة رام الله لتقديم برامج للطفولة والأطفال وأستمرت تقدم تلك البرامج حتى أنتقلت لأذاعة عمان وكان للشهيد وصفي التل دور في أقناعها للأنتقال لأذاعة عمان بعد أن أعجب بصوتها الرخيم والرائع فقد صدح صوتها عبر الأثير وواصلت النجاح في تلك المسيرة ودخلت كل بيت وكل حارة وكل مدينة وقرية وسكنت القلوب ولم تكن كوثرالنشاشيبي فقط إعلامية ناجحة فقط بل قامت بتأليف مسرحيات ناجحة وشاركت بالتمثيل بعدة مسلسلات أردنية منها مسلسل إبراهيم طوقان ومسلسل حارة ابو عواد ومن البرامج الأذاعية والتي أشتهرت بها وجميعها مميزة مثل لمسة حنان ، والأسرة ، وما يطلبه المستمعون ، . وقد ارتبطت بالإعلامي عصمت النشاشيبي، فكان زوجها ورفيقها،
وفي العام 2004 أنتقلت كوثر النشاشيبي للرفيق الأعلى وبقي عبق وشجن صوتها يذكرنا بالعصر الذهبي للإذاعة الأردنية.