اليمين الاسرائيلي يعود مجددا الى اسطوانة الوطن البديل ” المشروخة !!..بقلم المحامي راجح ابو عصب
اليمين الاسرائيلي يعود مجددا الى اسطوانة الوطن البديل ” المشروخة !! بقلم …
المحامي راجح ابو عصب
صحيفة المنتصف
عاد اليمين الاسرائيلي المتشدد مؤخرا الى الاسطوانة المشروخة التي يرددها بين الحين والاخر : اسطوانة الوطن البديل اي حسب زعمه اقامة الدولة الفلسطينية في المملكة الاردنية الهاشمية وقال النائب اليميني المتشدد السابق ارييه الداو في الكنيست الاسرائيلي في مقابلة اجرتها معه صحيفة هارتس العبرية الاسبوع الماضي : ان عددا من اعضاء اللوبي البرلماني في الكنيست الذي يدعم فكرة السيطرة الكليه على ارض فلسطين التاريخية وجعل الاردن دولة فلسطينية ارتفع في الآونة الاخيرة وهو يضم نوابا من كافة ثقل الائتلاف الحاكم واليمين المعارض واضاف قائلا في المقابلة : انه ليس صاحب فكرة الوطن البديل بل ان هذه الفكرة ظهرت في سبعينات القرن الماضي على يد ارئيل شارون ويفتال الون في الوقت ذاته فان فكرة الوطن البديل هي البرنامج التاريخي لحزب حيروت اليميني المتشدد الذي على اساسه تاسس حزب الليكود الحالي عام 1974 والذي يرأسه اليوم بنيامين نتنياهو رئيس حكومه تصريف الاعمال الاسرائيليه .
وقال الداو ” ان نشيد حركه بيتار” الصهيونيه الذي يردده اعضاء حزب الليكود يقول : لاسرائيل ضفتان واحده في الشرق والاخرى في الغرب ويقصد ضفتان الاردن اي ان هذه الحركة المتشددة تعتبر الضفة الشرقية التي تقوم عليها المملكةالاردنية الهاشمية جزء مما تزعم انها ارض اسرائيل التوراتيه ولم يكتفي الداو بالتعبير عن هذه الاراء المتشددة بل ادعى في المقابلة مع صحيفة هارتس انه يعتزم اجراء استطلاع في الاردن لمعرفة نسبه تاييد الشعب الاردني لفكرة الوطن البديل هكذا وبعد جرأة ودون احترام للقانون الدولي الذي يؤكد سيادة الدولة على اراضيها وكان الاردن الشقيق ليس دولة ذات سيادة وليس لها قيادة هامشية كريمة وليس فيها شعب اردني شقيق ابي يلتف حول قيادته الهاشمية التي يتراسها العاهل الاردني عبدالله الثاني الذي هو رمز من رموز الإباء والكرامة العربية والذي ورث المجد كابرا عن كابر وكأن ليس في الاردن جيش عربي نشمي ابيي يلتف حول قيادته الهاشمية ويدين لها بالولاء التام والشعب الاردني الشقيق بكل مكوناته هو شعب واحد متأخ لا يستطيع احد ايا كان ان يفرق بين ابنائه او ان يثير فتنة بينهم فهو شعب عصي على الانكسار وهو شعب يعشق الحرية والكرامة ويعشق تراب وطنه الطاهر .
وقفة اخرى يغفل عنها الداو وكافة اعضاء اليمين الاسرائيلي المتشدد وهي ان الشعب الفلسطيني ليس حجارة شطرنج يحركها هو ويمينه المتشدد وينقلها من فلسطين الى الاردن كما يزعم وكما يشتهي بل هو شعب ينحدر في ارضه راسخ في وطنه رسوخ في جبال ذلك الوطن وهو لا يتخلى عن ذرة من تراب ارضه مقابل كنوز الدنيا كلها فارضه مباركة طاهرة باركها الله عز وجل وباركها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فالاوطان لا تباع ولا تشترى والشعب الفلسطيني ليس طارئا على ارضه بل هو مقيم فيه منذ الاف السنين منذ ايام اجداده الكنعانيين ورغم كل الغزوات والحروب التي شنت على هذا الشعب فانه لن يتخلى عن ارضه لان الارض هي العرض ومن يتخلى عن ارضه يتخلى عن عرضه .
ومن انصار فكرة الوطن البديل اساف دافيد الباحث الاسرائيلي في معهد ترومان في الجامعة العبرية والذي يزعم انه يعتقد انه حتى ولو تتم الاطاحة بالعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني فانه سيفقد الدعم الجماهيري ويزعم اساف دافيد في دراسته التي نشرها على الموقع الالكتروني لمعهد ترومان ان الاضطرابات في الاردن بدأت قبل الاحتجاجات في دول اخرى في منطقة الشرق الاوسط زاعما ان ذلك يعود الى السياسة الاقتصادية التي ينتهجها الملك عبد الله الثاني وزعم ان السياسة الاقتصادية للعاهل الاردني من شأنها تعزيز سيطرة اللاجئين الفلسطينيين على القطاع الخاص في الاردن وهو يحاول بذلك دق اسفين بين ابناء الشعب الاردني الشقيق من اصول اردنية ومن اصول فلسطينية وهو ينسى او يتناسى ان الشعب الاردني من كافة اصوله واحد هو الشعب الاردني الملتف جميعا حول قيادته الهاشمية الحكيمة فالاردن الشقيق ليس بلدا طائفيا ويقول اساف دافيد ان سياسيين اسرائيليين يقومون بالترويج بفكرة الاردن كوطن بديل للفلسطينين وان هذه الدعوات تتزايد من اجل تنفيذ هذه الفكرة حتى بين اعضاء حزب الليكود الحاكم واضاف قائلا ان لجنة الخارجية والامن في الكنيست ارجأت مناقشة موضوع تحت عنوان الاردن هو فلسطين وذلك بسبب حساسية المسألة وان هذا الموضوع طرحه الداو الذي زعم في تصريحات صحفية ان مناقشة هذه القضية اصبحت اكثر الحاحا من اي وقت مضى .
وقال الباحث دافيد ان الملك عبد الله الثاني يرفض هذه القضية الوطن البديل منذ زمن طويل وان هذه القضية موجودة في عقول الضعفاء ولكن النائب السابق الداو رد على قول دافيد بالزعم بان الملك عبد الله الثاني يعلم جيدا انه لا يوجد مبرر اخر .
وفي ذات الاطار فان كاتبا اسرائيليا اخر هو مردخاي نيسان استاذ الدراسات الشرقية في الجامعة العبرية في القدس زعم ان عندما تقام الدولة الفلسطينية في الاردن يستطيع الفلسطينيون حل قضيتهم ووضع حد لمعاناتهم ويتوقفون عن استخدام العمليات المسلحة ضد اسرائيل لان منذ عام 1988 كان بامكان فلسطيني الضفة الغربية الحصول على جوازات سفر اردنية مؤقتة الامر الذي ساهم على حد زعمه في ازدياد وتعاظم الجالية الفلسطينية بشكل كبير في الضفة الشرقية واصبح لها وفق ادعائه وجود فعلي ونفوذ متزايد .
وقد تجاهل مردخاي نيسان حقيقة ان الاردن بلد عربي مضياف يفتح ابوابه باستمرار لاشقائه العرب من كافة الاقطار حيث استقبل مئات الاف اللاجئين خلال الحرب الاهلية اللبنانية التي استمرت من عام 1975 وحتى عام 1990 كما استقبل مئات الاف اللاجئين العراقيين خلال حروب الخليج الاخيرة ومؤخرا استقبل مئات الاف اللاجئين السوريين خلال الحرب الاهلية السورية الاخيرة فاذا اصدر جوازات مؤقتة لاشقائه من الضفة الغربية انما يفعل ذلك من انتمائه العروبي والقومي وتسهيلا على اولئك الاشقاء وليس من اجل جعل الاردن وطنا بديلا لاشقائه الفلسطينيين في ذات السياق فان الكاتب الاسرائيلي روغل الفر كتب يوم الاحد الماضي مقالا في صحيفة هأرتس نشرت ترجمتها القدس يوم الاثنين الماضي وكان عنوانها اليمين الاسرائيلي يريد تدمير السلام مع الاردن وهو عنوان صادق تماما اذ ان اليمين الاسرائيلي من خلال كل افعاله وتصريحاته حول الوطن البديل وحول اعتزامه ضم غور الاردن وفرض القانون الاسرائيلي على المستوطنات انما يريد تدمير السلام ليس مع الاردن فقط بل ومع الشعب الفلسطيني ومصر .
وقال روغل في مقالاته تلك انه نشرت في الاسبوع الماضي مقالات في الصحف الاسرائيلية لكتاب مقالات من اليمين ومن رجال دعاية للحكومة الاسرائيلية كانت كلها موجهة لهدف واحد هو تفجير اتفاق السلام مع الاردن واضاف قائلا يبدو ان ضم اسرائيل غور الاردن هو عملية تكتيكية هدفت الى ضرب عصفورين بحجر واحد هما اولا العمل على ضم الضفة الغربية والغاء اتفاق سلام مع الاردن والهدف الاستراتيجي يتمثل في اسقاط العائلة الهاشمية وتجسيد حلم ان الاردن هو فلسطين وذكر روغل ان اليمين الاسرائيلي يأمل في حدوث ربيع اردني وانتفاضة من الاغلبية الفلسطينية في المملكة وان تمتلىء الشوارع بمظاهرات الاحتجاج حتى يتم تنفيذ انقلاب .
ويبعد الملك عبد الله الثاني ويسيطر الفلسطينيون على الاردن وعندها سيكون بامكان اسرائيل استكمال ضم الضفة الغربية واقامة الكونفدرالية الليبرالية والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية والاردن الفلسطيني .
ويرى اليمين الاسرائيلي في اوهامه ان الملك عبد الله الثاني يشوش على هذه الخطة وان اتفاق سلام مع الاردن يشوش ايضا عليها بذلك سيتم ازاحة الملك عبد الله وسيتم الغاء اتفاق السلام ويرى الكاتب روغل اولغار ان اليمين الاسرائيلي يعتقد ان ازاحة الملك عبد الله الثاني هو السبيل لضم الضفة الغربية دون ضم لملايين الفلسطينين والذين بحسب زعم ذلك اليمين لا توجد لهم اي حقوق !
ولا شك ان اليمين الاسرائيلي باعادة احيائه فكرة الوطن البديل يعيش في احلا م اليقظة وفي اوهام ليس لها اي نصيب من الحقيقة فالاردن دولة الشعب الاردني الشقيق ولن تكون ابدا وطنا بديلا للشعب الفلسطيني كما ان الضفة الغربية هي ارض الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية ضمن حدود العام 1967 ولن يقبل الشعب الفلسطيني اي بديل عن ذلك .
وعلاقات الشعبين الشقيقين الفلسطيني علاقات توأمة واخوة وكل يحترم بلد الاخر والعاهل الاردني هو خير مدافع عن الشعب الفلسطيني وعن قدسه ومقدساته .
فقد صرح العاهل الاردني يوم الاثنين الماضي خلال استقباله في العاصمة الاردنية عمان رؤساء الكنائس في الاردن وشخصيات مسيحية اردنية وممثلين عن اوقاف وشخصيات مقدسية اسلامية صرح قائلا ان دفاعي عن حقوق المسلمين والمسيحيين في القدس واجب وارث هاشمي .
واخيرا فان على اليمين الاسرائيلي ان يصحو من الاوهام وعن فكرة الوطن البديل فليست الشعوب حجارة تنقل من بلد لاخر فالاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطين والله الموفق .