تطوير الاعلام الاردني لا يكون بندوات وحوارات
تحرير الاعلام الاردني … يحتاج الى قرار!!!
بقلم سالم كايد العبادي
صحيفة المنتصف
لندن
اولا اود ان اوضح انني عملت بكافة دوائر الاعلام الاردني, اذاعة تلفزيون, وكالة انباء , صحف ورقية, كما عملت مراسلا في لندن لكافة هذه الدوائر مجتمعة لمدة ثمانية عشر عاما. وانا لا اقف في صفوف المعارضة ولست حزبيا, بل اعلامي اعمل في هيئة اعلام مستقل في لندن منذ اكثر من ثلاثين عاما.
ما دفعني الى هذا التقديم هو ما قراته على مواقع التواصل الاردني حول تنظيم الديوان الملكي جلسات حوارية لتطوير الاعلام, وبحث مشكلاته من خلال لجنة شكلها كمال الناصر مستشار الملك.
وهذا ليس غريبا على الديوان الملكي الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة في الاعلام, ويفرض اراءه على مسؤولي دوائر الاعلام, بما ذلك فرض اشخاص غير مؤهلين للقيام بمهمات اذاعية او تلفزيونية وغيره, بعض هؤلاء الاشخاص الذي تبناه الديوان سمح لنفسه بشتم الشعب الاردني على صدر صحيفة حكومية ارضاء لشخصية في الديوان.
الديوان الملكي يتدخل ايضا في البرامج ويفرض عليها استضافة شخصيات مجهولة للتعريف بانها مشهورة تمهيدا للاعلان عن تعيينها لاحقا في مناصب رفيعة في الدولة.
في الديوان الملكي اكثر من مكتب اعلامي, وكل يفرض اوامره على وسائل الاعلام.
وحسب خبرتي فان للاذاعة والتلفزيون اربعة مدراء اضافيين عدا الديوان, من رئاسة الحكومة والجيش والشرطة والمخابرات.
ويتبنى الديوان الملكي صحفيين يروجون لشخصياته ولسياساته, واظهار قراراتهم وتوصياتهم بالانجاز الخارق والابداع النادر, ويهاجمون- على غير وجه حق كل من يحاول توجيه انتقاد مفيد او حتى ابداء راي.
ان مسؤولية تطوير الاعلام هي ليست من مهام مستشار او اي مسؤول اخر في الديوان, بل هي مسؤولية وزير الاعلام الذي يجب ان يكون المسؤول الاول عن ترتيب البيت الاعلامي.
اقول هذا لانني اعلامي اردني اتطلع الى رؤية اعلام حر ومستقل في بلدي, اعلام كالذي تعمل به مؤسسات اعلامية مستقلة كبرى, تحظى بالاحترام والتقدير من المتلقي الاردني.
انني ارى ان الاعلام الاردني سيبقى متخلفا عن العصر اذا ظل اعلام الديوان الملكي مهيمنا على مفاصله, ومسيطرا على خططه وبرامجه.
واخيرا اود اؤكد ان تطوير وتحرير الاعلام الاردني لا يكون في عقد ندوات واجراء حوارات… تحرير الاعلام الاردني يحتاج الى قرار, وتكليف اصحاب الخبرات بادارة دفته, بعيدا عن اي تدخلات من خارج دوائره.