رؤية جو بايدن لتحقيق السلام… المحامي راجح ابو عصب
مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسه الاميركيه القادمه
جو بايدن يؤكد ان رؤيه الدولتين السبيل الوحيد لتحقيق السلام …المحامي راجح ابو عصب
صحيفة المنتصف
شرح المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسيه الاميركيه جو بايدن خططه لحل الصراع الفلسطيني في حال فوزه في الانتخابات الرئاسيه القادمه التي ستجري في الثاني من شهر تشرين الثاني القادم حيث شدد على تمسكه بحل الدولتين : دوله فلسطينيه الى جانب دوله اسرائيل كسبيل وحيد لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ودعا اسرائيل الى الاعتراف برغبه الفلسطينيين في اقامه دولتهم .
واكد بايدن في حديثه عن خططه تلك والتي نشرها وكاله انباء “معا” على موقعها الالكتروني يوم الاثنين الماضي ان السبيل الوحيد لضمان امن اسرائيل والمحافظه على هويتها كدوله ديمقراطيه يهوديه هو حل الدولتين وفي ذات الوقت فان ذلك الحل هو الطريق الوحيد لضمان كرامه الفلسطينيين وتامين حقهم المشروع في تقرير المصير وهذا شرط ضروري لاستغلال الانفتاح الحالي للتعاون بين اسرائيل وجيرانها العرب .
ولا شك ان خطط بايدن هذه لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي تمثل راي الحزب الاميركي الذي يعتبر بايدن احد مرشحيه للانتخابات الرئاسيه حيث ان الديمقراطيين منذ عهد الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما اعلنوا تمسكهم بحل الدولتين لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وذلك كمقدمه لانهاء الصراع العربي الاسرائيلي المستمر منذ قرن من الزمان ولفتح صفحه جديده في منطقه الشرق الاوسط صفحه من التعاون وتوجيهه كل الجهود من اجل ازدهار شعوب المنطقه وتقدمها وانهاء صفحه العداء والحروب .
ومعلوم ان رؤيه حل الدولتين هي رؤيه طرحها الرئيس الجمهوري الاسبق جورج بوش وهذه الرؤيه تتوافق وقرارات الشرعيه الدوليه وشرعه حقوق الانسان التي تنص على انه من حق اي شعب من شعوب العالم ان يقيم دولته المستقله على ارض وطنه وان يحكم نفسه بنفسه دون اي تدخل خارجي
اضافه الى عدم جواز ضم اراضي الاخرين بالقوه وكذلك رفض سياسه الامر الواقع وبناء على هذه القوانين والشرائع جاءت قرارات مجلس الامن الدولي التي ترفض ضم اسرائيل للقدس الشرقيه وفي مقدمتها القرار 476 الذي صدر في 30\6\1980 والقرار رقم 478 الذي صدر في 20\8\1980
واللذان اكدا بطلان وعدم شرعيه تغير وضع القدس الشرقيه العربيه وعدم الاعتراف بقانون ضم اسرائيل للقدس . وفي ذات السياق فان الجمعيه العامه للامم المتحده شجبت في قرار اتخدته في 15\12\1994
قيام بعض الدول بنقل بعثاتها الدبلوماسيه الى القدس واكدت ان الاجراءات الاسرائيليه لتغيير الوضع في القدس باطله وغير قانونيه كما اعربت في الرابع من كانون الاول من عام 1995 عن رفضها لكافه الاجراءات التشريعيه والاداريه والتصرفات الاسرائيليه الهادفه الى طمس او تغير هويه ونظام القدس
وبصوره خاصه ما اسمته اسرائيل القانون الاساس للقدس وكذلك رفضها اعلان اسرائيل القدس عاصمه موحده واعتبرتها اجراءات باطله وقد اعتبرت قرارات الامم المتحده المستنده الى المواثيق والعهود الدوليه والقانون الدولي واضحه كل الوضوح بما يخص القدس وهي تتمثل في ان القدس الشرقيه جزء لا يتجزأ من الضفه الغربيه واكدت عدم شرعيه الاجراءات الاسرائيليه التي غيرت الوضع الجغرافي والسكاني للمدينه العربيه واعتبرتها لاغيه وباطله كما اكدت ان تطبيق القوانين الاسرائيليه على القدس
يعتبر انتهاكا لاتفاقيات جنيف لعام 1949 وطالبت بالغاء وتفكيك المستوطنات .
والواقع ان حكومه نتنياهو الحاليه هي اكثر الحكومات اليمينيه في تاريخ اسرائيل سعت وبشكل خاص رئيسها منذ ان شكل حكومته الاولى في عام 1996 وحتى حكومته الحاليه حكومه تصريف الاعمال سعت وسعى الى جعل اقامه دوله فلسطينيه قابله للحياه ومتواصله جغرافيا في الضفه الغربيه وقطاع غزه بعاصمتها القدس الشرقيه ضمن حدود الرابع من حزيران من عام 1967 امرا مستحيلا او شبه مستحيل من خلال زرع الضفه الغربيه بالمستوطنات ومن خلال ضمها للقدس وفرض القوانين الاسرائيليه عليها .
وقد جاء الرئيس الاميركي دونالد ترامب ليجعل من تطبيق رؤيه الدولتين امرا مستحيلا من خلال اعلان رفضه للرؤيه ومن خلال اعترافه بضم اسرائيل للقدس ونقل سفارته من تل ابيب الى القدس والاعتراف بان المستوطنات شرعيه واطلاق الاسم التوراتي يهودا والسامره على الضفه الغربيه كما يؤيد ضم اسرائيل لمنطقه الاغوار وفرض القوانين الاسرائيليه على مستوطنات الضفه الغربيه وضم مناطق “ج”
ولا شك ان خطط جو بايدن لتحقيق السلام تلغي كل قرارات ترامب هذه كما ان ترامب يخشى ان يخسر الانتخابات الرئاسيه القادمه لصالح بايدن ومن هنا سعى الى الاساءه الى سمعته من خلال ملف اوكرانيا والذي عرف في الولايات المتحده بفضيحه اوكرانيا على غرار فضيحه وترغيت التي ادت الى استقاله الرئيس الاميركي الاسبق ريتشارد نيكسون وقد سعى قاده الحزب الديمقراطي الى عزل ترامب من خلال
تلك الفضيحه .
وقد فقدت الولايات المتحده من خلال قرارات ترامب كوسيط نزيه في عمليه السلام في الشرق الاوسط
كما فقدت مصداقيتها تماما حيث اتخدت مواقف يمينيه متشدده اكثر من حكومه اليمين الاسرائيلي الحاليه . ومن هنا قال بايدن في حديثه عن خططه لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ” ساستعيد مصداقيتنا مع طرفي الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ويجب على الولايات المتحده ان تحافظ على التزام لا يتزعزع بامن اسرائيل ” والواقع ان تطبيق حل
الدولتين يشكل ضمانه حقيقيه لامن اسرائيل حيث اكد عباس اكثر من مره ان اقامه الدوله الفلسطينيه لن يكون على حساب اسرائيل ولا على حساب امنها كما ان اقامه الدوله الفلسطينيه سينهي الصراع والنزاع والعداوات وسيحل بدلا منها السلام العادل والشامل وسيكون ذلك وفق قرارات الشرعيه الدوليه وبضمانات الدوله الفلسطينيه ومجلس الامن والدول العربيه كافه وفق ما طرحته مبادره السلام العربيه التي طرحتها قمه بيروت العربيه عام 2002 ولا تزال الدول العربيه تؤكد التزامها بها في انتظار اسرائيل الموافقه عليها .
كما جاء في خطط بايدن لحل الصراع انه سيجدد الدعم المالي للسلطه الفلسطينيه وذلك من اجل دعم التعاون الامني الاسرائيلي الفلسطيني ومن اجل التنميه الاقتصاديه ومن اجل المساعدات الانسانيه والخدمات الصحيه للشعب الفلسطيني .
وكان الرئيس ترامب اوقف كل تلك المساعدات الماليه للسلطه الفلسطينيه عقابا لها على
رفض كل قراراته المعاديه للشعب الفلسطيني ولرفضها صفقه القرن التي تريد تصفيه القضيه الفلسطينيه تماما وتجاهل كافه الحقوق المشروعه للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره واقامه دولته المستقله .
وقال بايدن في خططه تلك يجب على القاده الاسرائيليين وضع حد لتوسيع المستوطنات في الضفه الغربيه ووقف سياسه الضم الذي يجعل حل الدولتين امرا مستحيلا كما يجب على القاده الاسرائيليين الاعتراف بشرعيه طموحات الشعب الفلسطيني في اقامه دولته .
والواقع ان الادارات الاميركيه السابقه كانت تعتبر المستوطنات عقبه امام تحقيق السلام ولكن جاء ترامب والغى كل تلك المواقف بزعمه ان المستوطنات شرعيه ولا تخالف قوانين
الشرعيه الدوليه الامر الذي شجع الاسرائيليين على توسيع المستوطنات القائمه ومصادره الاف الدونمات لاقامه مزيد من المستوطنات والاخطر من ذلك اعلان نتنياهو اعتزامه ضم مناطق الاغوار وفرض القانون الاسرائيلي على مستوطنات الضفه ما يجعل من اقامه الدوله امرا مستحيلا وبالتالي يجعل حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ومن ثم الصراع العربي الاسرائيلي حلما بعيد المنال بالتالي لن يكون هناك سلام ولا استقرار ولن تجد اسرائيل عند ذلك زعيما فلسطينيا كالرئيس محمود عباس وهو اخر القاده الفلسطينيين التاريخيين يوقع
معها اتفاق سلام ينص على اقامه الدوله الفلسطينيه على 22% من اراضي فلسطين التاريخيه .
ان مواقف بايدن التي طرحها في خططه لتحقيق السلام وحل الصراع هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام الذي تنشده شعوب هذه المنطقه وتاتي ردا على سياسات ترامب المتهوره التي تعمل على ادانه الصراع وتفجير الاوضاع المضطربه في المنطقه .
ولا شك ان القياده الفلسطينيه ثابته على مواقفها من حل الصراع من خلال تمسكها بالسلام كخيار استراتيجي وستظل تعمل وفق هذه الخيار لتحقيق اماني الشعب الفلسطيني في اقامه
دولته المستقله .والله الموفق