صحيفة المنتصف
شوارع فارغة ومواصلات متوقفة وذعر بين المواطنين والمقيمين، هذا هو الحال في مدينة ووهان وسط الصين، حيث بدأ انتشار فيروس “كورونا” الذي سبب رعبا عالميا على مدار الأيام القليلة الماضية.
لكن بالنسبة للجالية المصرية التي تقدر ببضع مئات في البقعة الموبوءة التي يسكنها نحو 13 مليون نسمة، فالأمر أخطر بكثير حسبما يقول طالب دكتوراه مصري يدرس ويقيم في قلب المدينة التابعة لمقاطعة خوبي، في حديث إلى موقع “سكاي نيوز عربية”.
ويروي الباحث الذي طلب حجب اسمه، الصعوبات التي يواجهها في ووهان، بؤرة الفيروس القاتل الجديد الذي حصد أرواح 106 أشخاص حتى الآن من بين اكثر من 4500 حالة إصابة مؤكدة.
ويقول الباحث المصري: “في أواخر العام الماضي تصاعدت أنباء في الإعلام الصيني عن تفشي بعض الفيروسات في الجو من دون معرفة هويتها، ثم سرعان ما اتضحت الحقيقة وأعلن عن فيروس كورونا الجديد، وقيل إن سبب انتشاره تناول لحوم ومأكولات بحرية في حي يدعى (خانكو) في ووهان”.
وتابع: “بدأنا نلاحظ بعض الإجراءات الوقائية، مثل الفحص العشوائي لمرتادي القطارات والمطارات، ثم أعلن الحجر الصحي في المدينة بما يشمل حظر الدخول والخروج من ووهان، ثم امتد إلى وقف المواصلات العامة ثم الخاصة”
انتشار الجيش
وقال طالب الدكتوراه الذي يعيش في ووهان منذ أكثر من عامين، إن السكان رصدوا وجود قوات من الجيش في الشوارع لضمان فرض حظر الدخول والخروج من المدينة، في محاولة لاحتواء الفيروس الذي وصفه الرئيس الصيني شيجين بينغ بـ”الشيطان”.
ووسط مخاوف متصاعدة من الفيروس وتحذيرات دولية من السفر إلى الصين، قالت لجنة الصحة الوطنية في بيان إن جميع حالات الوفاة نتيجة الفيروس وقعت في ووهان، باستثناء 6 حالات.
حركة مشلولة
وبحسب الوضع الحالي في المدينة، فإن الحركة أصبحت محرمة على الجميع، حسب وصف الباحث الذي شبه وضعه وزملائه في جامعة وسط الصين الزراعية بـ”الإقامة الجبرية”.
ويضيف: “اتبعت السلطات فكرة العزل. البؤر المصابة يتم عزلها حتى تتضح الأمور بشكل أفضل. الآن الجميع يلزم بيته ولا يغادره إلا لشراء الحاجات الأساسية”.
واتخذت السلطات الصينية مؤخرا، قرارا بتأجيل الفصل الدراسي الجديد للمدارس والجامعات الحكومية بعد إجازة السنة القمرية الجديدة، حتى إشعار آخر.
ويقول الباحث إن الفيروس الذي باغت الصين فجأة، لم يعط الكثيرين الوقت الكافي للاستعداد للأزمة، ومن بينهم أفراد الجالية المصرية ومعظمهم من الباحثين العلميين في الجامعات.
وتابع: “بداية انتشار الفيروس تزامنت مع الاحتفال بالسنة الصينية، وكان كثير من المصريين في بلدهم مستغلين الإجازة الممنوحة للجهات الحكومية، وهذا قلل عدد المتأثرين بالأزمة بعض الشيء”.
لكنه أضاف: “الجامعة كانت دائما توافينا بالأخبار، لكن الحجر تم بصورة مفاجئة، ولم يتمكن الجميع من توفير مواد غذائية أو مستلزمات طبية كافية لفترة الحجر غير المحددة. الحركة مستحيلة دون ارتداء الماسكات. هناك أطباء وممرضون انتقلت لهم العدوى عبر المرضى وهناك طبيب توفي”.
وأوضح: “كانت هناك صعوبة شديدة عند أغلب أعضاء الجالية في توفير المستلزمات الأساسية”، مشيرا إلى صعوبة أوضاع من يصطحبون أسرهم معهم.
واستطرد الباحث: “الجامعة بدأت توفر بعض المنتجات الغذائية عبر متجر تابع لها، لكن بـ3 أو 4 أضعاف سعرها الحقيقي لأن هناك حظر على دخول أو خروج أي منتجات إلى ومن ووهان، والمتجر يفتح 5 أو 6 ساعات فقط يوميا”.
مطالب بإجلاء المصريين
وقال طالب الدكتوراه إن السفارة المصرية على تواصل مع الجالية في ووهان، وجمعت بعض البيانات عنهم، بل إن السفير بنفسه تواصل مع بعض المقيمين.
لكن مطلب عدد كبير من المصريين المقيمين في ووهان، وهو الإجلاء الفوري، على غرار ما فعلت دول أخرى، لم يتحقق بعد، وفقا للباحث.