باكستان.. التغذية الطبيعية سر الحياة الطويلة لشعب “الهُنزَة” (تقرير)
صحيفة المنتصف
يعيش شعبا “بروشو” و”وخی”، في وادي هنزة على ارتفاع ألفي مترًا عن سطح البحر
– يسجل سكان وادي هنزة في باكستان معدلات حياة طويلة تصل إلى 145 عامًا
– يُجبَرُ سكان الوادي على العيش لأشهر في عزلة تامة عن بقية المدن المأهولة خلال الشتاء
– يتغذى السكان على الخضار والفواكه، ومنتجات الماعز والأغنام المنزلية وجواميس القطاس البري
– تشتهر الوادي بانتاج المشمش وزيت المشمش، والمنتجات الحيوانية الطبيعية، المنتجة بوسائل تقليدية
– العمر الطويل الذي يتمتع به سكان هنزة، دفع سكان المناطق المجاورة لنسج الأساطير حوله
يؤكد سكان وادي هنزة في باكستان، المعروف بتسجيله معدلات حياة طويلة تصل إلى 145 عامًا، الأساطير التي تتناول هذه الظاهرة، ويعزونها إلى الطعام الطبيعي والهواء النقي والرقص والرياضة.
ويعيش شعبا “بروشو” و”وخی”، في وادي هنزة الواقع على ارتفاع ألفي مترًا عن سطح البحر، وعلى بعد 200 كيلومترًا عن إقليم “كلكت بلتستان”، أقصى شمالي باكستان.
** عزلة وغذاء صحي
ويُجبَرُ سكان الوادي على العيش لأشهر في عزلة تامة عن بقية المدن المأهولة خلال فصل الشتاء، بسبب المناطق الجبلية الوعرة المحيطة بهم وظروف فصل الشتاء القاسية.
ويتغذى سكان المنطقة على الخضار والفواكه، ومنتجات الماعز والأغنام المنزلية، فضلاً عن منتجات جواميس القطاس البري (الياك) الشهير في المنطقة.
وتشتهر منطقة وادي هنزة بانتاج المشمش وزيته، إضافة إلى المنتجات الحيوانية الطبيعية، الذي يجري إنتاجها بوسائل تقليدية.
وفي وادي هنزة، يستخدم السكان الزبدة وزيت المشمش في جميع الوجبات، ويعتبر المشمش جزء لا يتجزأ من النظام الغذائي في تلك المنطقة النائية من العالم.
ويعيش سكان هنزة، في منطقة تستضيف 17 من أعلى 50 قمة في العالم، بعيدًا عن الأجندة السياسية الصاخبة لباكستان، لا سيما خلال فصل الشتاء.
ويتغذى سكان الهنزة الذين يعيشون في معزل عن التطورات التي يشهدها العالم، ومنذ عقود طويلة على أطعمة طبيعية، ساهمت في تسجيلهم معدلات حياة طويلة تصل إلى 145 عامًا.
وكتب الكاتب الباكستاني سوجيش غوبالاكريشنان، في مقالة معنونة بـ “شعوب هنزة وحياتهم الاستثنائية”، أن سكان وادي هنزة سجلوا فعليًا معدلات حياة طويلة وصلت إلى 145 عامًا.
وأضاف الكاتب، أن سكان الوادي يعيشون في معزل عن التطورات التي يشهدها العالم، ويتغذون منذ عقود طويلة على الأطعمة الطبيعية، التي ساهمت إطالة عمرهم المديد.
وأشار غوبالاكريشنان أن العمر الطويل الذي يتمتع به سكان هنزة، دفع سكان المناطق المجاورة لنسج الأساطير عن سكان الوادي.
وذكر أن شرب عصير الفاكهة والخضروات الجافة أو الفواكه، والصوم يومًا واحدًا في الأسبوع، إضافة إلى البنية الجغرافية للمنطقة وطبيعة حياة سكان الوادي المليئة بالحركة، جعلت أعمارهم طويلة.
وفي رواية “الأفق المفقود” للكاتب الإنجليزي “جيمس هيلتون” (سنة 1933)، تحدث عن سفر أربع أشخاص إنجليز إلى منطقة خيالية تدعى “شانغري لا”، في جبال الهيمالايا، حيث يعيش السكان فترات عمرية طويلة، ويتعالجون بواسطة مياه تمتلك خصائص سحرية.
وفي الوقت نفسه، فقد بثت محطة “تي ار تي” الوثائقية فيلمًا بعنوان “الصور الظلية المفقودة في الشرق”، حيث تحدث الفيلم عن سكان وادي الهنزة وعمرهم الطويل.
وأشار الفيلم الوثائقي أن سكان الهنزة يواصلون العمل بالزراعة وتربية الحيوانات رغم التقدم في السن، بينما يلعب الجميع شبابًا وفتيات، رياضة الهوكي خلال أوقات الفراغ في البحيرات المتجمدة.
وتعد المنطقة، التي تبلغ فيها معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة 77 في المئة، واحدة من الأقاليم الرائدة في باكستان حيث تلتحق الفتيات بجميع مستويات التعليم
وعلى عكس عموم الباكستانيين، يتميز شعبا “بروشو” و”وخي” بلون بشرة فاتحة مائلة إلى الشقرة، وأحيانًا بعيون مسحوبة مائلة.
وهناك ادعاءات مختلفة حول أصل هذين الشعبين، ونظرًا لأن اللغة المحلية لكليهما تندرج ضمن عائلة اللغات الهندية الأوروبية، فإن البعض يعتقد بالأصول الغربية لسكان الهنزة.
ويُعتقد أن سكان وادي هنزة وصلوا إلى المنطقة كجنود في جيوش الإسكندر الأكبر (المقدوني)، بقيادة القائد المقدوني برجوس.
ويقول سكان الوادي الذين تربطهم علاقات وثيقة مع الشعوب التركية في آسيا الوسطى، إنهم قد يمتلكون أصولًا تركية أيضًا، وأن استقرارهم في وادي هنزة جاء نتيجة مرور طريق الحرير بالمكان.