تميم المجد في عمّان..بقلم أسعد العزوني
تميم المجد في عمّان..الفرحة الكبرى
أسعد العزوني
صحيفة المنتصف
يحق لنا في عمّان العروبة أن نبتهج بمقدم سمو أمير دولة قطر الشقيقة المحاصرة الشيخ تميم المجد بن حمد آل ثاني،في زيارة أخوية تكاملية،لأن الشيخ تميم لم يأتنا ليملي ويتمنن علينا من باب أنه سيقدم الدعم لنا ،كما يحق للأخوة القطريين أن يفرحوا هم أيضا لإنتعاش العلاقات الثنائية بين قطر والأردن ،رغم أنهما ما يزالان هدفا للمارقين والمراهقين سياسيا ،الذين لا يهنأ ولا يرتاح لهم بال ،وهم يرون عربيا يصافح عربيا ولو بسلام عابر ،فما بالك بلقاء زعيمين عربيين عقلانيين،تمردا على أطماع المراهقة السياسية،وهذا ما جعلهم منذ الحديث عن زيارة الشيخ تميم الم إلى عمّان ،يعيشون في همّ وغمّ،بعد أن ظنوا أننا لهم تبعا ،فخاب ظنهم وشرعوا يتقربون من الأردن ،وهم يعلمون كم ألحقوا بنا من الأذى بتحالفهم مع الصهاينة،وقيامهم بفرض حصار غاشم على دولة قطر الشقيقة.
جاءت زيارة سمو الشيخ تميم المجد إلى الأردن في وقت ظهرت علامات الحصار السعودي المالي على إقتصادنا،وكانوا يظنون أننا سنهوي تحت أقدامهم ونسلم لهم مفاتيح القدس كي يمنحوها لإسرائيل ،وتكون هذه المنحة أشد وأقوى وأكثر شرعية من منحة الرئيس الأمريكي ترمب،وهناك رغبة دفينة لديهم بشطب القدس من الخارطة الإسلامية ،لإعتقادهم المريض أنها تنافس مكة،وهذا هو سر إستكلابهم عليها ،وقد عرضوا المليارات في سبعينيات القرن المنصرم كي يظفروا ولو برفع العلم السعودي فوق الأقصى.
إستقبلنا سمو الشيخ تميم المجد في عمان بكل ما نملك من روح أخوية ،ومحبة كبيرة نكنها لدولة قطر قيادة وحكومة وشعبا،كما إستقبلنا سموه ليس ضيفا علينا ،بل نحن من كنا الضيوف عليه،ومثلما جاءنا محملا بالمكرمات القطرية ،فإن سموه سيغادرنا محملا بالمكرمات الأردنية أيضا،لأن زيارته ليست زيارة مجاملة ،بل كانت زيارة عمل سنرى في الأردن وقطر نتائجها فور إنتهائها،لنثبت للآخر الغبي المراهق المارق الذي إستل خنجره المسموم ،وطعننا في الأردن وفلسطين وقطر والكويت،اننا قادرون على التلاحم وبناء نموذج من العلاقات التكاملية بعيدا عن إملاءاته وشروطه .
أرى إنتعاشا في العلاقات الأردنية –القطرية ،لأن الأخوة القطريين قدموا لنا ما عندهم ،ونحن بالمثل قدمنا لهم ما عندنا،وهنا تبرز الحكمة والراشدية أن تقوم العلاقات على التكامل،وسيبدع أعضاء الوفدين الأردني والقطري في إنعاش العلاقات التكاملية ،كما أن ممثل جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين سعادة السفير المفوض فوق العادة زيد اللوزي،وممثل سمو الشيخ تميم المجد،السفير المفوض فوق العادة سعادة الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني سيتوليان ويبدعان في تسريع عملية التنفيذ ،والإرتقاء بالعلاقات بين البلدين فوق الخأوين إلى ما فوق الأخوية ،وستشهد دورة كأس العالم في قطر 2022 إحدى أجمل صور التعاون الأردني-القطري،وسيكون ذلك مدعاة لفخرنا في الأردن وقطر،لأن النتيجة ستكون نجاحا مبهرا لهذه الدورة التي طالما تمنوا وطالبوا بسحبها من قطر،لقصورهم وعجزهم وحسدهم وطمعهم ،ولا يزال لسان حالهم يقول:لماذا لسنا نحن من نستضيف هذه الفعالية العالمية؟
الأردن ودولة قطر يسعيان للتكامل ،وأُثبتت قيادتاهما أن لا شيء مستحيل،وأن لا أحد يفرض علينا ما لا نريد ،وأننا قادرون على خلق المستحيل بصمودنا وإصرارنا على نفض غبار الماضي ،لنثبت لهم أننا لسنا لهم تبعا،وإن لم يعجبهم ،فإننا مستعدون لإستضافتهم عندنا مجانا لنسقيهم من ماء البحر الميت حتى يرتوون ماء مالحا زعافا.
حمى الله جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ،وحمى الله سمو الأمير تميم المجد،وحفظ الله الأردن ودولة قطر،وسدد باليمن والبركات خطانا ،وأعاننا على تحمل تبعات سياسات المراهقة الخليجية ،التي عرّت نفسها بتحالفها مع أعداء الأمة ،وتبين أنها ومنذ بدايات القرن المنصرم وهي لهم تبعا بغض النظر عن مسلسل الحكم .