صحيفة المنتصف
آلاف المحتاجين في مخيمات النازحين بتخوم العاصمة الصومالية مقديشو يرقبون مساعدات دأبوا على تلقيها قبيل شهر رمضان الكريم من كل عام، لكنها قد لا تأتي هذا العام في خضم الأزمة الصحية العالمية الناجمة عن فيروس كورونا.
أزمة صحية تتزامن مع قرب حلول شهر رمضان الكريم، وتحرم سكان تلك المخيمات من الأنشطة الإنسانية بما فيها العمل الخيري، جراء العراقيل والقيود التي يفرضها الفيروس على حركة تنقلات رؤوس الأموال بعد تعليق المجال الجوي، في إطار التدابير الصحية العالمية لمنع تفشي الجائحة.
لكن “صندوق الإغاثة الإفريقي” (منظمة خيرية مقرها بريطانيا)، يحاول تخفيف معاناة النازحين الصوماليين في ظل تداعيات أزمة كورونا، ليعيد الوجه المألوف في هذا الشهر الفضيل، من خلال توزيع المساعدات الإنسانية على المحتاجين استعدادا لقدوم الشهر المبارك.
** عيون تترقب المساعدات
للوقوف إلى جانب هؤلاء المتحاجين وتخفيف وطأة معاناتهم ولو جزئيا، وزع صندوق الإغاثة الإفريقي معونات غذائية على أكثر من 100 أسرة، بمخيم “الهداية” في ضاحية مقديشو.
ويقول خالد حاج أحمد، مسؤول مكتب صندوق الإغاثة في الصومال إن المساعدات الإنسانية التي وزعها الصندوق، والتي تشكل المرحلة الأولى من المساعدات لا تلبي سوى نسبة ضئيلة من احتياجات النازحين في هذا المخيم الذي تعيش فيه آلاف الأسر الصومالية.
وأضاف أحمد، للأناضول: “رغم الوضع الاستثنائي الذي يعيش فيه الصومال بسبب الفيروس، إلا أن صندوق الإغاثة الإفريقي يقف إلى جانب هؤلاء المحتاجين لتوفير ما يسد رمق حياتهم خلال شهر الفضيل، والذي تزداد فيه معاناتهم بسبب ظروفهم المعيشية المتردية وغلاء الأسعار”.
وبحسب المسؤول، فإن “الحصص الغذائية التي وزرعها الصندوق قد تكفي الأسر المحتاجة لمدة شهر كامل، حيث تتألف من أرز وسكر والقمح والفاصوليا إلى جانب زيت والتمر والحليب المجفف وعلب من السمك”.
من جانبها، تقول آمنة حسين عبدلي، إحدى المستفيدات من المعونات للأناضول: “نحن قلقون على أوضاعنا المعيشية مع قدوم شهر رمضان المبارك نتيجة غياب الهيئات الإنسانية”.
واستدركت: “لكن صندوق الإغاثة أثلج صدورنا بتوفيره مساعدات قد تكفينا خلال شهر رمضان”.
وأضافت: “عيوننا كانت تترقب من يمد لنا يد العون، فحالتنا المعيشية تزداد تدهورا خلال رمضان التي تختفي جميع الأعمال التي كنا نعتمد عليها لسد حاجياتنا، إلى جانب ارتفاع الأسعار التي لا تناسب مقدرتنا”.
** شح في المساعدات
لم تقتصر التأثيرات السلبية لفيروس كورونا على الاقتصاد والمناحي المعيشية الأخرى، بل امتدت خيوطها نحو العمل الخيري الذي غالبا ما ينشط خلال الأسابيع التي تسبق شهر رمضان المبارك لدعم الفقراء والمحتاجين في بعض بلدان العالم بما فيها الصومال.
فمعسكرات النازحين في ضواحي مقديشو، تبدو خالية من أي تحركات في العمل الخيري، كما أن الساحات والأماكن المخصصة لتوزيع المعونات تحولت إلى مناطق استراحة للنازحين أملا بالحصول على مساعدات في ظل تفشي فيروس كورونا.
وتقول نظيفة حسين، رئيسة مخيم “الهداية”: “الأسابيع التي تسبق شهر رمضان كانت في العادة تشكل لحظات سعيدة طال انتظارها بالنسبة للنازحين في المخيمات، نظرا لما تقدمه الهيئات الإنسانية من مساعدات غذائية لدعم أسر المحتاجين خلال الشهر الفضيل”.
وتابعت: “لكن هذا العام، لم تكن في مخيلة هؤلاء النازحين أن فيروس كورونا سيضرب آخر مصادرهم، ويشل أنشطة العمل الخيري نتيجة الهلع الذي ينتاب الهيئات الإنسانية خوفا من تفشي هذا الفيروس”.
في السابق، كانت لافتات إنسانية تزين واجهات جدران المخيمات داخل العاصمة وضواحيها خلال الأسابيع التي تسبق رمضان، حيث تنتقل الهيئات من مخيم إلى آخر سعيا لسد احتياجات آلاف الأسر النازحة جراء الحروب والقحط والفيضانات في مناطق سكناهم جنوبي البلاد.
محمد نور، مسؤول في الهيئات الإنسانية المحلية، أرجع سبب تراجع دور الهيئات هذا العام بسبب الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها دول العالم وانشغالها في مواجهة الفيروس، حيث سخرت جميع دول العالم كل إمكانيتها لكبح جماح الفيروس مما أثر سلبا على العمل الخيري الذي كان يعتمد عليه ملايين المحتاجين في بقاع العالم.
ووفق أحدث إحصائيات فيروس كورونا، سجلت الصومال نحو 80 حالة بينهم أجنبيان، توفي منهم 5 وتماثل حالتين للشفاء، وسط مخاوف من حصد الفيروس لمزيد من الأرواح نتيجة قلة الإمكانيات الصحية للحد من تفشي هذا الفيروس في البلاد
مقديشو/ نور جيدي/ الأناضول