كورونا والإعلام…بقلم د.قاسم المومني
كورونا والإعلام..بقلم د.قاسم المومني
صحيفة المنتصف
هو داء بلا ريب خطير داهم وما يزال يداهم الكبير والصغير والغني والفقير والشريف والحقير يداهمهم بلا هوادة أو رحمة فيلتهم بعضهم ممن وجدهم في طريقه ويعف عن بعضهم ممن حاد عن جادته أو ممن نجا من مغبته
ملأ هذا الداء الدنيا وشغل الناس فتعددت الآراء في حقيقته وجوهره واستكثرت-أو استقلت- في بيان أعراضه وطرق الوقاية منه وتراوحت في حمده أو ذمه وتضاربت في نقطة انتقاله وتباينت في التحولات الحياتية بعد زواله أو انقشاعه فوجد الإنسان نفسه بإزاء ذلك كله في حيص بيص فما هو بالمتيقن من حقيقة هذا الداء ولا هو بالمتشكك في وجوده
لقد صاحب الإعلام الداء لحظة بلحظة وجاراه خطوة بخطوة- ومع أني لست إعلاميا ولا أنا بالطبيب أو الصيدلاني-إلا أن
ماينهض به الإعلام-عندي-بالغ الأهمية والقيمة فإذا مانفخ الإعلام في الداء-مثلا- دب الذعر في أفئدة الناس وقلوبهم وأصابهم الهلع والجزع والخنوع وإذا ماخفف الإعلام من شأن الداء وهون من أمره أصابهم الاستهتار والاستهانة وتحول الداء إل ضرب من اللغو واللهو
إن الإعلام الذي هذا شأنه ليس من الإعلام في شيء ولا هو بالإعلام المطلوب وبخاصة أيام جائحة كهذه أو في وقت يعاني فيه العالم جراءها أشد معاناة
وسواء ماجاء عن الداء في الإعلام -مرئيا أو غير مرئي -وسواء ماجاء عن الداء في الإعلام عبر وسائل التواصل الاجتماعي فإن الإعلام الحق هو الإعلام الذي ينال ثقة متلقيه به فلا تتزعزع قناعته بمصداقيته وهي ثقة لاتأتي بالصدفة وإنما تتولد بصدق الخبر وصحة المعلومة وموثوقية المصدر وإتقان الصنعة وأن يتم تقديم ذلك كله في نطاق من الموضوعية والنزاهة والشفافية المهم أن نتذكر -ههنا-أن النظام الصحي والإعلام قد سارا بحنكة وبراعة جنبا إلى جنب في التصدي للداء ودحره والأهم أنهما معا ليسا إلا جزءا من منظومة شاملة ماتزال تنظر في الداء وآثاره وما يناسب ذلك من علاجات وأدواء يوجهها في كل ذلك مليك مقتدر
وقى الله البلاد والعباد سوء العذاب وكل رمضان وأنتم من أهله
كلام جميل من رجل وازن له كل الاحترام …