صحيفة المنتصف
أصيب ما لا يقل عن 31 شخصًا، مساء الثلاثاء، في اشتباكات بين محتجين وعناصر من الجيش اللبناني، خلال احتجاجات على تردي الأوضاع المعيشية.
ووقعت الاشتباكات في مدينة طرابلس (شمال) والعاصمة بيروت، بحسب الصليب الأحمر .
وألقى الجيش قنابل غاز مسيّلة للدموع من أجل تفريق محتجين رشق بعضهم بالحجارة قصر رئيس الحكومة السابق، نجيب ميقاتي، في طرابلس.
وأفادت مراسلتنا بتوجّه سيارات إسعاف إلى المكان، لنقل جرحى، نتيجة لتدافع ورشق الحجارة.
وقال الصليب الأحمر اللبناني، عبر “تويتر”، إنه تم نقل 4 جرحى إلى مستشفيات، إضافة إلى إسعاف 22 مصابًا آخرين.
ويجوب محتجون شوارع طرابلس سيرًا على الأقدام وبالدراجات النارية، وهم يردّدون شعارات مندّدة بتردي الأوضاع الماليّة والاقتصاديّة، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه.
واندلعت مواجهات بين محتجين وعناصر من الجيش أطلقت رصاصًا مطاطيًا وقنابل غاز مسيلة للدموع باتجاه المحتجين لتفريقه، كما طاردت أشخاصًا ارتكبوا أعمال شغب وعنف، بينها تحطيم واجهة مصرف.
وتجمع مئات المحتجين، الثلاثاء، في ساحة النور بطرابلس، وأضاؤوا شموعًا على روح فواز السمان، وهو شاب قُتل خلال مواجهات مع الجيش، الإثنين.
وفي بيروت، انطلقت مسيرات راجلة لمئات من المحتجين، من منطقة كورنيش المزرعة (غرب) باتجاه منطقة المتحف (شرق)، بوجود عناصر من قوات الأمن.
ووصل عشرات المحتجين أمام مصرف لبنان المركزي في الحمرا (غرب)، ورشقوا مبنى المصرف بحجارة، في ظل انتشار لعناصر قوات مكافحة الشغب.
وأفادت مراسلتنا بسقوط 5 جرحى في مواجهة بين المحتجين وعناصر من الجيش في منطقة الضبية شرقي بيروت.
وفي صيدا (جنوب)، نفّذ مئات الشباب وقفة احتجاجيّة أمام فرع مصرف لبنان المركزي بالمدينة، رفضًا للغلاء المستشري واحتجاجًا على ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية.
وتجاوزت قيمة العملة اللبنانية عتبة 4 آلاف مقابل الدولار الواحد في السوق غير الرسمية (السوداء)، مقارنة بسعر الصرف الرسمي البالغ نحو 1500 ليرة.
وألقى محتجون مفرقعات نارية باتجاه مبنى المصرف، مّا أدّى إلى اشتعال النيران في المكان.
ووضعت عناصر من قوات الأمن أسلاكًا شائكة بمحيط المصرف، بعد محاولة محتجين تسلّق بوابته.
ووقع تدافع بين المحتجين وعناصر من الجيش، ما أسقط جرحى لم يتضح عددهم على الفور.
وأفادت الوكالة الوطنية (رسمية) بإصابة جندي، جراء رشقه بالحجارة من محتجين في سوق صيدا التجاري.
وفي البقاع (شرق)، نفّذ محتجون وقفة احتجاجية في ساحة منطقة الهرمل، مطالبين بمحاسبة السياسيين و”الفاسدين” واستعادة الأموال المنهوبة.
وطالبت مديرية قوى الأمن الداخلي، في وقت سابق، “المتظاهرين بالابتعاد عن أعمال الشغب والتخريب”، مشددة على أنها “مُلزَمة بحماية المتظاهرين السلميين”.
ويشهد لبنان، منذ 17 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، احتجاجات شعبية ترفع مطالب سياسية واقتصادية، ويغلق مشاركون فيها من آن إلى آخر طرقات رئيسية ومؤسسات حكومية.
وأجبر المحتجون، بعد 12 يومًا من الاحتجاجات، حكومة سعد الحريري على الاستقالة، وحلت محلها حكومة حسان دياب، في 11 فبراير/ شباط الماضي.