الملك عبد الله الثاني بن الحسين…المبدع الوحيد في دائرة صنع القرار العربي
الملك عبد الله الثاني بن الحسين…المبدع
الوحيد في دائرة صنع القرار العربي
بقلم …أسعد العزوني
صحيفة المنتصف
شهادة من أرض الواقع منبثقة من نتائج ملموسة،نزجيها بحق جلالة الملك الهاشمي عبد الله الثاني بن الحسين الوريث الشرعي الوحيد لحكم الحجاز،الذي أثبت أنه المبدع الوحيد في دائرة صنع القرار العربي ،لتعامل مع المستجدات بالعقل والمنطق وبشيء من الحزم الذي لا يفضي إلى إسالة دماء أو إنتاج دمار .
واجه جلالته كغيره من الحكام العرب جائحة ما أطلق عليه زورا وبهتانا “الربيع العربي”بعد إختطافه من قبل الأعداء الحاقدين وإعادة توجيهه من إصلاحي النزعة إلى تدميري التوجه ،كما رأينا ولا نزال نرى القتل والدمار في العديد من الدول العربية التي لم يحسن صانع القرار فيها التعامل مع الأحداث،فمنهم من تم شطبه وإستقر في القبر ومنهم من تم إيداعه السجن ،ومنهم من ضيّع سيادته وتسلّمت القوى الأجنبية بلاده لتحكم فيها حسب هواها ومصالحها،وما يزال شلال الدم يجري بقوة ،ومساحة الدمار تتسع يوما بعد يوم،في حين نجا الأردن بتوجيهات حاسمة وسليمة من جلالة الملك ،وإجتزنا المرحلة دون إراقة نقطة دماء واحدة ،أو تدمير بيت أو مؤسسة.
بعد جائحة “الربيع العربي المختطف” جاءتنا جائحة من نوع آخر وهي جائحة المراهقة السياسية في الخليج ،ممثلة بولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي جاء حاملا معه مؤامرة “صفقة القرن”التي تشطب القضية الفلسطينية لصالح الصهاينة ،وتشطب النظام الرسمي”الهاشميون”لصالح آل سعود الذين يرغبون بإنهاء حربهم القذرة مع الهاشميين إلى الأبد،ولكن سياسة جلالة الملك الهاشمي المدروسة والحكيمة ،لم تفت من عضد الأردن الذي يقف شامخا كالطود رغم رياح السموم التي تهب عليه من الجهات الأربع.
تواصلت الضغوط السعودية على الأردن وإستهدفت جلالة الملك شخصيا ،فقد حاولت القيادة السعودية المراهقة سياسيا إجبار جلالة الملك على قبول صفقة القرن ولكن العزيمة الهاشمية أبت الخنوع ،وتشبث جلالته بموقفه ،وطلبوا منه التنازل لهم هن الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة ،دون أدنى إستجابة تذكر،فعمدوا إلى رشوة شخصيات مقدسية مسلمة ومسيحية بدعوتهم لمؤتمر في الرياض يصدر عنه نداء بسحب الوصاية الهاشمية من الأردن مقابل شيكات فلكية ،لكن هذه الشخصيات أبت خيانة الأردن ،ووقفت إلى جانب القيادة الأردنية الهاشمية وفوتت الفرصة على آل سعود ،وهذا ما جعلهم يستكلبون في حربهم ضد الفلسطينيين وتبنيهم للرواية الصهيونية ،وترويجها عبر مسلسلات فنية هابطة لمستوى تفكيرهم.
تكالبت المؤامرات على جلالة الملك وتحالف الرئيس الأمريكي ترمب مع المراهقة السياسية في الخليج ،وكان الهدف إسقاط جلالة الملك ،ولكنه ولذكائه المفرط سجل إنتصارات عليهم ،تمثلت بصموده الأسطوري في وجه الضغوط وهو يعرف النتائج ،ولكنه آثر الصمود والثبات،ورفض التنازل عن القدس وإعتبارها عاصة لمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية.
وإبان ترؤسه للقمة العربية عام 2017 تعرض لإمتحان أصعب مما نتصور وهو إتخاذ موقف من حصار الأشقياء لدولة قطر الشقيقة،وطلبت منه القيادة السعودية التماهي معها والمشاركة في جريمة حصار قطر ،لكن مبادئه الرفيعة منعته من ذلك رغم الإغراءات،فما كان منهم إلا ان فرضوا على الأردن حصارا ماليا ،بهدف إسقاط جلالته ،ولكن الحكمة والعقل سندا الأردن ،ونجح جلالته في تحويل التحديات إلى مكاسب ،فما كان منه إلا إنجاز تحالف تكامل مع دولة قطر الشقيقة قائم على المصالح المشتركة والإحترام المتبادل.
ضربة معلم سيسجلها التاريخ لجلالته تمثلت في تحدي مستدمرة إسرائيل ومن لف لفيها إقليميا وعالميا،وتمسك جلالته بإستعادة منطقتي الباقورة والغمر المؤجرتين لإسرائيل ،ورغم التهديدات الإسرائيلية بعواقب الأمور وتعطيش عمان ،إلا أن جلالته تدثر بشعبه وأنجز ما وعد ،وعادت الباقورة والغمر إلى الحضن الأردني مجددا بفضل سياسة جلالته.
حاليا أثبت جلالته مجددا مقدرته الفائقة في التعامل مع الأحداث ،من خلال التعامل مع جائحة من نوع غريب وهي جائحة كورونا الستجد 19 التي فتكت حتى بالقوى العظمى ،لكننا وبجهود وتوجهات جلالته ،سجلنا إنتصارا وكنا من أنجح الدول في التعامل مع الجائحة ،رغم بعض الخطاء الحكومية ،لكن ما يهمنا ان توجيهات جلالته أتت أكلها وأثمرت فخرا، وأصبح الجميع يتغنون بمقدرة الأردن في مواجهة مثل هذه الجائحة،ونحجنا بحمد الله وبتوجيهات جلالة الملك في العبور إلى مرحلة التكيف مع كورونا.
ميزة أخرى يمتاز بها جلالة الملك الهاشمي عبد الله الثاني بن الحسين ،وهي أنه وفي الوقت الذي يتعرض العديد من القادة الإقليميين والعالميين إلى المحاكمات ومن لم يحاكم ،يكون مطلوبا للقضاء ،ومن يدفع الرشا يتمتع بسمعة غير طيبة ويطلق عليه أوصاف شتى مثل أبو المنشار وقاطع الطريق وأبو الرز وما إلى ذلك،ومنبوذ داخليا وخارجيا ،بينما يتمتع جلالته بسمعة مشرفة داخليا وخارجيا ،ويستقبل الجوائز العالمية لرفعة تفكيره وسمو أهدافه.
صحيج ان جلالته رجل عسكري ،ولكنه لا يعتمد الحل العسكري في تعامله مع الأحداث،وتعامل مع كورونا بالإنضباط والحزم والعزم والحسم،وجنّب الله الأردن بفضل هذه السياسية مصير دول عظمى تفشى فيها الفايروس ،وأهمل قادتها في مواجهته لأسباب شتى.