الأردن وإسرائيل وحتمية المواجهة..بقلم مزيد العرمان
الأردن وإسرائيل وحتمية المواجهة..بقلم مزيد العرمان
صحيفة المنتصف
خلال المقابلة التي أجرتها مجلة دير شبيغل الألمانية مع جلالة الملك عبدالله الثاني والتي حذر فيها من ان خطوات الحكومة الإسرائيلية التي على الأرض وهي ضم المستوطنات التي قامت على اراضٍ فلسطينية محتلة وضم منطقة غور الأردن وشمال البحر الميت وهي اراضي فلسطينية محتلة من قبل إسرائيل تدفع نحو الصدام المباشر مع الأردن. الخيارات الأردنية في مواجهة القرارات والتحركات الإسرائيلية التي لا تراعي المصالح الأردنية في إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ م وعدم الاعتراف بحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين وضم القدس الشرقية وعدم مراعاة الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة ، تتلخص في التحرك الدبلوماسي الأردني في المحافل الدولية وتحريك عواصم القرار العالمي التي يمكن أن تؤثر على الحكومة الإسرائيلية واتخاذ خطوات اردنية نحو تجميد معاهدة السلام مع إسرائيل وهو ما سيؤدي إلى تبعات خطيرة في وقت تشهد فيه العلاقات الإسرائيلية مع دول عربية تطورا واضحا بتطبيع العلاقات وفتح قنوات اتصال على مستويات اكبر ومعاهدات جديدة. الاردن يجب أن يدرس الموقف العربي أيضا في حال تصاعد التوتر مع إسرائيل وكيف سيكون الموقف العربي في حال دخول الأردن مع إسرائيل بصراع مسلح، كما يجب أن يدرس موازين القوى وحساب كيف ستكون كفة الصراع في حال تطور التوتر. الولايات المتحدة حليف قوي لإسرائيل في حين ان الأردن يعتمد على تحالفه مع الولايات المتحدة في وقف القرارات الإسرائيلية التي تعتمد اصلا على الدعم الأمريكي وخصوصا بما يسمى صفقة القرن (خطة السلام الأمريكية بين الفلسطينيين والاسرائيليين) . الاتحاد الأوروبي الذي يكتفي دائما بالانتقاد الخجل لإسرائيل على خطواتها الاحادية ولم يثني يوما إسرائيل عن أي قرار او خطوة وكذلك روسيا. الداخل الأردني وكيفية التحضير للتعامل مع أي توتر او خطوات إسرائيلية بشأن القضاء على إقامة الدولة الفلسطينية التي باتت بحكم النتهية بسبب ما تقوم به إسرائيل، وهو الأمر الذي يبقي خيار الدولة الواحدة والذي يصطدم أيضا بقانون يهودية الدولة والذي لا يبقي الفلسطينيين مكانا على أرضهم فاسرائيل حضرت كل شيء باتجاه واحد وهو ترحيل الفلسطينيين خارج أراضيهم وستكون الوجهة إلى الأردن في ظل الدعم الأمريكي الذي بدى جليا من خلال صفقة القرن. وفي ظل انشغال العالم بجائحة كورونا وإغلاق كل دولة على نفسها لمواجهة هذا الخطر هل سيبقى العالم غير مكترث بما يدور في الشرق الأوسط والتدخل من أجل إعطاء الفلسطينيين حقهم، لم يصنع العالم شيئا للقضية الفلسطينية سوى قرارات الأمم المتحدة التي لم تفرض على إسرائيل بل بقيت حبر على ورق فاسرائيل الطفل المدلل الولايات المتحدة الأمريكية لم تنفذ اي قرار اممي ينصف الفلسطينيين بل ان الاسرائيلي لم يفوا حتى باتفاقياتهم مع الفلسطينيين ولم ترى هذه الاتفاقيات النو وان رأى رأت النور تؤد على مائدة الأحلام. هل يملك الأردن خيارات قوية ورادعة لاسرائيل وهو يملك أطول حدود مع الجار المخادع والمتربص ويملك اوراقا يمكن أن يدفع بها بقوة لمواجهة القرارات الإسرائيلية، ومن المعلوم ام الأردن اتخذ قبل ذلك قرارا بإنهاء العمل بملحقي السلام فيما يخص الباقورة والغمر .