أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

الصدام مع “إسرائيل”قادم لا محالة بقلم أسعد العزوني

الصدام مع “إسرائيل”قادم لا محالة

بقلم أسعد العزوني

اسعد العزوني
المنتصف / الكاتب الاردني اسعد العزوني

صحيفة المنتصف
قبل أيام تحدث جلالة الملك الهاشمي عبد الله الثاني بن الحسين، الوريث الشرعي الوحيد للحكم والمقدسات في الحجاز ،إلى صحيفة “دير شبيغل”الألمانية الكبيرة،وفجّر كعادته قنابل وألغاما كانت ربما مخفية عن عمد عن الرأي العام الغربي المضلل من قبل الصهيونية واليمين المتصهين،بخصوص نهايات الصراع العربي مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية،وكان أشد صراحة في هذه النقطة عندما حصر الأمر بين الأردن ،قلعة الصمود العربية الأخيرة وبين جار السوء مملكة الخزر الجديدة،بقوله محذرا على هيئة غضبة ملك أن الصدام مع إسرائيل قادم لا محالة في حال صمم قادتها على ضم الأغوار الأردنية.
قبل الغوص في التفاصيل لا بد من التنويه أن الغرب بكافة أصقاعه ودرجات صنع القرار فيه وإتجاهاته السياسية ،يرى في جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين صانع قرار حقيقي يمتلك رؤية صائبة ورأيا سديدا،ولذلك لا تنقطع دعواتهم له بإلقاء محاضرات في أعتى جامعاتهم ومعاهدهم ومراكز بحثهم،للتنور برأيه،لأنهم يقيسون قيمة الحاكم بعقله لا بحجم ثروته ومساحة بلده أو عدد سكانها،وقد حصل مؤخرا على جائزة رجل الدولة الباحث كتقدير عالمي لجلالته عام 2019 من قبل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى،سلمها لجلالته رئيس مجلس الأمناء جيمس شرايبر،في الوقت الذي يطارد زعماء عرب آخرون بتهمة القتل بالمنشار ولا يجرأون ربما على الخروج من مخادعهم التي يختفون فيها بحراسات أجنبية في الماء.
يرى جلالته ما لا يراه الآخرون الذين تواجدوا في مواقعهم القيادية بمحض الصدفة التاريخية ،وبناء على تفاهمات مع السير بيرسي كوكس قضت بالتنازل عن فلسطين لليهود مقابل تمكينهم من حكم الجزيرة العربية ،وها هو الحفيد يكمل دور الجد بتبني صفقة القرن ،وإقامة مملكة نعوم اليهودية التوراتية تحت مسمى مشروع نيوم،ناهيك عن أن جلالته يشعر أكثر من غيره بالضغوطات التي إنهالت عليه منذ مجيء المراهقة السياسية في الخليج،من أجل التخلص منه ومن ثقله السياسي في المنطقة والعالم،وطلبوا منه بيعهم الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة ،ولما تشبث في موقفه أرسلوا له فريق إغتيال يتكون من 45 ضابط مخابرات بحجة أنهم رجال أعمال سعوديين يريدون الإستثمار في التكنولوجيا الجديدة في الأردن،ولكن صحوة مخابراتنا ومشيئة الله ،كشفت الطابق المخزي وتم إعتقالهم جميعا ،وتبين بعد التحقيق معهم أن كيس النجاسة حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو ،زودهم بأجندة الحركة اليومية لجلالته،والقصة معروفة كيف تم الإفراج عنهم ومن توسط لذلك.
أدرك جلالته بعد ان كشف من كنا نظنهم أخوة لنا في العروبة والدين وتبين لنا العكس، أن الأردن في خطر خاصة بعد تحالف بعض دول الخليج “العربية”مع مملكة الخزر في فلسطين ،مدعوما بالمقاول ترمب طبيعة الحال والذي أتقن فن الحلب الجائر واوصلهم إلى درجة الإفلاس،وقد تحرك جلالته في كافة الإتجاهات مبكرا مستلهما بعض ما دار في رأس الملك العروبي الحر الملك ميشع ملك مملكة مؤاب العربية الذي سحق العبرانيين وأدّبهم،بعد أن تأكد أن الجبهة الداخلية متماسة وتدعمه من خلال تلبية الجميع بطبخ اللحم باللبن مخالفة لليهود،وسجل جلالته نصرا مؤزرا عندما خرج الأردن من الربيع العربي المفخخ بدون خسائر ،مخالفا كافة الدول العربية التي أصيبت بهذا الداء،ولذلك فإن الأردن يقف خلف جلالته ،ويتمنى إشارة للتحرك.
يعلم جلالته أن صفقة القرن التي جاءت بها المراهقة السياسية في الخليج ،لا تشطب القضية الفلسطينية لصالح الصهاينة فقط ،بل تشطب النظام الهاشمي لصالح آل سعود الذين يرغبون بإنهاء الصراع القائم بينهم وبين الهاشميين بالضربة القاضية ،عن طريق التحالف مع الصهاينة،الذين أوجعتهم مواقف جلالته المبدئية وفي مقدمتها رفض صفقة القرن ،والتمسك بالقدس وبالمقدسات ،وإستمرار منافحته الجادة عن القضية الفلسطينية ،إذ أنه الوحيد الذي يحمل القضية الفلسطينية إلى المحافل السسياسية في الغرب ويتحدث بلهجة الواثق من نفسه.
التحالف السعودي –الإسرائيلي الحالي يهدف إلى شطب الأردن من خلال تحجيم دور الهاشميين ،والإيهام بالكونفدرالية مع الفلسطينيين مع إنها ستقوم فوق أشلاء الأردن وليس مع الفلسطينيين ،وأن هدفها ليس وحدويا مقدسا كما يظن البعض ،بل خدمة للصهاية الذين يجهزون بالتحالف مع البترودولار العربي والمراهقة السياسية في الخليج لإقامة مملكة إسرائيل الكبرى التي ستجسد مشروع شيمون بيريز بعنوان الشرق الأوسط الجديد الذي يقضي بتلاقح المال العربي “السائب”مع العقل اليهودي “الذكي”.
لم يعد هناك شيء مخفي ولم يتحدث جلالته من فراغ ،وقد آن الأوان لتعديل المسار،فالقبائل الأردنية التي سيّرت قبائل الشهداء دفاعا عن فلسطين،وحذر زعماؤها من خطورة التطبيع مع اليهود،ما تزال على العهد،والمطلوب فقط تدريب شباب وشابات الأردن على حمل السلاح إستعدادا للمواجهة،أما الحصول على السلاح والإمدادات فإنهم يعرفون مواقع مستدمرات العدو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


تمكين الإشعارات yes no