ربيع أمريكا.. بقلم أسعد العزوني
ربيع أمريكا.. بقلم أسعد العزوني
صحيفة المنتصف
من حفر حفرة لأخيه وقع فيها،فما بالك بمن حفر مليون حفرة لأعدائه كما فعلت أمريكا،التي أقيمت على أنقاض أصحاب الأرض الأصليين الهنود الحمر وإستعبدت السود الأفارقة،وخاضت حروبا في فيتنام وكوريا وأفغانستان والعراق وسوريا ولبنان ، ودمرت مدن اليابان بالقنابل النووية،ولم تترك بلدا في العالم الثالث إلا وتركت بصمتها الإجرامية فيه،وهي صاحبة عقوبة الحصار لكل من يرفض السير في ركابها كما هو الحال في كوبا وفنزويلا وإيران ؟
إنتهكت أمريكا العالم الثالث بإجرامها وأسلحتها الفتاكة وبمؤامراتها الإنقلابية ،ونهبت ثروات الجميع وها هي تنهب نفط سوريا،ولا أغالي إن قلت أن أمريكا تستحق نيل جائزة المدمر الأول في العالم،وهي صاحبة نظريات التقسيم “كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية،فيتنام الشمالية وفيتنام الجنوبية”وهي صاحبة مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي يقسم المقسم ويجزيء المجزأ في العالم العربي،ولا ننسى أنها صاحبة مشروع الفوضى الخلاقة في المنطقة ،من خلال مؤامرتها الدنيئة تحت عنوان “الربيع العربي” المختطف،كما أنها شريكة مع بريطانيا وإسرائيل في تأسيس داعش بتمويل من المراهقة السياسية في الخليج.
تشهد أمريكا منذ عدة أيام ربيعا حارقا إمتد لمساحات شاسعة فيها ووصل إلى بوابة البيت الأبيض ،بعد قيام شرطي أبيض بقتل المواطن الأسود جورج فلويد خنقا ولم يأبه لصرخاته بأنه يختنق،والغريب في الأمر أن السلطات الأمريكية إعتقلت القاتل الأبيض ووجهت له تهمة القتل غير العمد ،وربما يتم الإفراج عنه بكفالة أو بدفع عدة بنسات كما تفعل المحاكم الصهيونية مع القتلة والمجرمين من جيشها ومستدمريها.
يراقب العالم كله مجريات الأمور في أمريكا ويرى العنف الذي تحول إلى إرهاب فيها،إذ أنهم قتلوا الكلب الذي دافع عن صاحبه الأسود،وكانت تصريحات الرئيس المقاول ترمب وأفعاله منذ تسلمه مقاليد الأمور في البيت الأبيض،هي الدافع لكل تداعيات العنف الأمريكي سواء سواء العنف في المدارس أو الجامعات أو حتى في القواعد العسكرية.
ما أحزنني شخصيا هو ان السود كتبوا لافتات تقول”لسنا عربا لتقتلونا ونلوذ بالصمت”،فهم بذلك وجهوا لنا إهانة نستحقها وعبروا عن حجم المعاناة التي يعانيها العرب في بلدانهم وفي الخارج حيث فروا من البطش والحرمان والكبت،ويتعرضون للمضايقات بدفع من الصهاينة الذين لا يريدون للآخر أي آخر أن يسمع سوى الصوت الصهيوني.
ما يجري في أمريكا إنتقام رباني لكل الظلم الذي أوقعته السياسات الأمريكية على الشعوب المضهدة،وهي حرق متعمد لكل المنشآت التي بنيت بالمال الحرام ،الذي حلبته أمريكا من دول الخليج العربية وآخرها 460 مليار دولار ،لهفها ترمب من السعودية،وهي نذير بأن السود لن يسكتوا عن حقوقهم،وربما تحالف معهم من تبقى من الهنود الحمر.
آخر القول أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثبت ذكاءه لحسن إختياره ،وتكليف المقاول الرئيس ترمب لتفكيك الولايات المتحدة الأمريكية ،إنتقاما وثأرا من تفكيك امريكا للإتحاد السوفييتي السابق بعد حرب أفغانستان التي أسهم فيها الإسلام السياسي والبترودولار العربي،على يد الرئسين السابقين غورباتشوف ويلتسين.