صحيفة المنتصف
سلطت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية الضوء على الوحدة رقم 29155 في المخابرات العسكرية الروسية، التي يعتقد أنها وراء العديد من مغامرات موسكو في الخارج.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد أشارت قبل أيام إلى أن موسكو ، عبر جهاز الاستخبارات العسكرية التابع لها، زودت المتشددين في أفغانستان بمكافآت مالية لقاء قتل أفراد من القوات الأميركية المتمركزة في هذا البلد.
وقالت “فورين بوليسي” إن هذا التطور يشير إلى الدور المتنامي الذي تقوم به الاستخبارات العسكرية الروسية، ولا سيما الوحدة 29155، في “زرع الفوضى حول العالم، بما في ذلك اختراق المرشحة الرئاسية الديمقراطية السابق في الولايات المتحدة هيلاري كلينتون”.
وبحسب المجلة الأميركية، فإن الوحدة المتهمة بقضية “مكافآت حركة طالبان”، قادت أكثر العمليات “وقاحة” في العالم، ومن هذه العمليات التي تكشفت محاولة اغتيال الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال قبل عامين في إنجلترا.
وتورطت الوحدة الاستخبارية أيضا في محاولة الانقلاب الفاشلة التي تمت في جمهورية الجبل الأسود عام 2018، بحسب “فورين بوليسي”.
وليس من الواضح كيف استطاع مجتمع الاستخبارات في الولايات المتحدة ربط هذه العمليات بالوحدة الخارجية في المخابرات الحربية الروسية.
وتقول التقارير الإعلامية الغربية إن المعلوامات حول تآمر الوحدة الروسية الاستخبارية مع حركة طالبان عرضت في الموجز الاستخباري اليومية أمام الرئيس دونالد ترامب، العام الماضي.
ولم تتسرب هذه المعلومات إلى الصحافة إلا في الأيام الأخيرة فقط.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الموجز الاستخباري كان مدعوما بسجلات التحويلات المالية التي تربط بين الطرفين (الاستخبارات وطالبان).
أخطاء قاتلة
ورغم أن الوحدة العسكرية رقم 29155 توصف بأنها سرية للغاية، إلا أنها وقعت في أخطاء لا يجب أن يقع فيها جهاز استخبارات مبتدئ، مثل الاستعمال المتكرر للأسماء المستعارة، بحسب التقرير.
وتمكن صحفيون غربيون عبر الحصول على سجلات جوازات السفر المسربة، وبيانات ركاب الرحلات وقواعد بيانت الحدود لعدد من الدول، ومصادر أخرى متاحة للجميع، من بناء صورة شبه واضحة للوحدة الاستخبارية الروسية وأعضائها.
ومن بين المواقع الإخبارية التي كشفت عن الوحدة الروسية موقع “بيلينكات” المتخصص في التحقق من المعلومات وعالم الاستخبارات.
ويقول مارك بوليمروبولوس، المشرف السابق على عمليات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في أوروبا “سي. أي. إيه” إن نتائج بيلينكات كانت دقيقة، رغم أنه يعتمد على مصادر مفتوحة.
وتوجد في روسيا ثلاثة أجهزة استخبارات وهي: المخابرات الخارجية، ومديرية المخابرات الروسية الرئيسية، وجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، وبحسب “فورين بولسي” فإن الأجهزة الثلاثة لها أنشطة خارج روسيا، بالإضافة إلى جهاز الاستخبارات العسكرية.
جهاز يمتلك الجرأة
لكن ينظر لجهاز مديرية المخابرات بأنها الذراع التي تمتلك الجرأة والقدرة على القيام بالعمليات الأكثر جرأة في الخارج.
وقال بوليمروبولوس إن هؤلاء مكلفون بالقيام بكل شيء، لكن أدواتهم ليست جيدة.
ويعتقد أن الوحدة 29155 بدأت العمل منذ أكثر من عقد من الزمان، لكنها لم تعرف إلا بعد محاولة اغتيال الجاسوس سكريبال قبل عامين، حيث بدأت أجهزة الاستخبارات الغربية والصحفيون من رسم خريطة تقريبية للوحدة وأعضائها، والعمليات التي تورطوا بها داخل أوروبا.
وفي ربيع عام 2018، أطلق رجلان جرعة من غاز الأعصاب صوب الجاسوس الروسي سيرغي سكريبال الذي كان يعيش في إنجلترا بعد فراره من روسيا.
وبعد 6 أشهر فقط، كان لدى المدعين العامين في بريطانيا كل المعلومات اللازمة لتحديد هوية الرجلين على أنهما عضوان في الاستخبارات العسكرية الروسية، وهما ألكسندر يفغينيفيتش ميشكين وأناتولي تشيبيغا.
وبعيد الكشف عن هذه المعلومات، ظهر الرجلان على شاشة تلفزيون روسي ليقولا إنهما كانا في بريطانيا لمجرد قضاء عطلة، حيث ذهبا إلى سالزبري، حيث وقعت محاولة الاغتيال.