صحيفة المنتصف
غزة-مصطفى دوحان
قال صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير: إن السلطة الفلسطينية، تتعرض لمشروع تدمير، وإن اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، جزء من ذلك المشروع التدميري، الهادف إلى إيجاد بدائل لها.
جاء حديث عريقات، خلال لقاء خاص في الجلسة الأولى من جلسات المؤتمر السنوي التاسع للمركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات) “فلسطين ما بعد رؤية ترامب.. ما العمل؟”، وقد أدار الحوار هاني المصري، مدير عام المركز.
وفي سياق إجابته عن سؤال المؤتمر “ما العمل؟”، وأين أخطأنا، قال عريقات: “كانت هناك اتفاقيات تعاقدية بين منظمة التحرير وإسرائيل، حددت بفترة انتقالية مؤقتة لخمس سنوات”، مشيرًا إلى أن الخلل بالاتفاق في عدم تطبيقه، وفي أنه لم يوضح إلى أين سنذهب في حال أخلّت إسرائيل بالاتفاق، خلال السنوات الخمس.
ولفت عريقات إلى أن كوشنير نجح في إقناع دولة عربية بالتنكر للإجماع العربي، وحقق اختراقًا كبيرًا وهائلًا في كسر المعادلة، المتعلقة بالسلام مقابل الأرض، التي لم تعد قائمة، في حين أن ذلك البلد العربي، يبرر تلك الخطوة بأنها لوقف مخطط الضم.
وقال عريقات: ما يخيفني هذه الفترة إثر الاتفاق ما نراه من كتابات وتغريدات، تصفنا بأننا بعنا أرضنا وأننا ناكرو جميل، وتصف الإسرائيلي بالجميل والجديد، مشيرًا إلى أن الشعوب العربية ليست هكذا، والقضية الفلسطينية قضية عربية بامتياز، والضربة الإماراتية ضربة قوية، ولن يقرر مصير هذه الأرض سوى الفلسطينيين، ومطلوب منا مواجهة القرار.
وحول من تنصل من فلسطين، وأنها ليست قضيته عقب الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، قال عريقات “لم يكن الجيش الإماراتي يقاتل على الجبهة، ومن ثم قرر الانسحاب وعقد اتفاقية سلام، ولم نقل لهم حاربوا عنا، نحن من نقاوم ونصمد، ونحن لن نكون في يوم من الأيام في أي محور من محاور المنطقة، ولن يُمس القرار الوطني المستقل”، مضيفًا أننا كنا نعلم منذ 3 سنوات ما يعمله سعيد العتيبة مع كوشنير، ومنذ 3 سنوات المسألة ليست تطبيعًا بقدر ما هي مسألة محورية إقليمية لها علاقة بإنشاء نظام ناتو عربي”.
وتابع: “نحن من نقرر مستقبلنا، وليس الإمارات أو غيرها، ولن يجدي معنا عملية تصدير الخوف، ونحن اليوم على استعداد للانتقال إلى مرحلة جديدة، وكل واحد فينا يفهم أن القدس أهم من كل عواصم العرب والمسلمين، ولن تكون القدس قربانًا للسياسة في المنطقة”.
وأردف: “التطبيع العربي ليس جديدًا، فمنذ مبادرة السلام العربية، خرج نتنياهو وقال المبادرة مقلوبة، أي أن التطبيع مع العرب أولًا، ومن ثم السلام مع الفلسطينيين، وكوشنير المتغطرس والجاهل الذي قابلته 37 مرة، يؤمن أن أميريكا ليست هي من اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإنما الله، وهو يوظف الدين ضد الفلسطينيين، كما يوظف السيد المسيح ضدنا، ولذلك هو يقف في الجامعات، ويقول إنه يمشي مع المسيح لشرعنة الاستيطان”.
وعن أوراق الضغط التي لدينا، قال عريقات: “إن أوراق القوة لا يستهان بها، فمنذ العام 1917، جرت 89 محاولة لطمس القضية الفلسطينية، والرئيس الأميركي ترامب اتخذ 48 إجراءً وقرارًا ضدنا، ونحن نعلم أن ترامب لديه 25% من الاقتصاد العالمي وقدرته على الضغط”.
ولفت عريقات إلى أن الدول العربية، إضافة إلى إيران وتركيا، تعيش فيما بينها نحو 18 صراعًا، وهي جميعها تمثل مداخل للرئيس ترامب، ومن يظن أن إسرائيل ستساعد أي دولة عربية فهو واهم، ومن يقول إنه نجح في تعليق الضم فهو يقر في نفس الوقت بموافقته عليه.
وأكد عريقات، أن نقاط ارتكازنا وقوتنا تتمثل بالشرعية والقانون الدولي، وثباتنا على موقفنا وإنهاء الانقسام، والاتفاق على الحد الأدنى من الأمور، مضيفًا أن فلسطين وطن شطب عن الخريطة وهدفنا جميعًا إعادة فلسطين إلى الخارطة الجغرافية.
وأضاف أن فلسطين تتعرض لأكبر مشروع تصفية منذ العام 1917، وجاء مشروع ترامب ليكمل تصفية القضية الفلسطينية، وتكريس أنها أرض للشعب اليهودي من البحر إلى النهر بولاية أمنية إسرائيلية، وضمن هذا السياق جاء الاتفاق مع الإمارات،
وأكد عريقات أن السلطة الفلسطينية، تجري اتصالات مع كل الدول العربية؛ لمنع أي دولة من القيام بما قامت به الإمارات، مستدركًا على قول البعض إن الإمارات لا يمكن أن تقوم بما قامت به دون موافقة هذه الدولة أو تلك، بأن هذا صحيح، ولكن وظيفتي أن أبذل كل جهد لمنع قيامها.
ويعقد المؤتمر برعاية كل من: شركة الاتصالات الخلوية الفلسطينية جوال (الراعي الرئيسي)؛ بنك القدس؛ مؤسسة منيب وأنجلا المصري؛ شركة المشروبات الوطنية؛ مؤسسة الناشر للدعاية والإعلان؛ د. محمد مسروجي؛ شبكة وطن الإعلامية (الراعي الإعلامي).