صحيفة المنتصف
فيما يلي نص التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في إطار مؤتمر صحفي مع مستشار الأمن القومي للولايات المتحدة روبرت أوبراين وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر في مقر إقامة رئيس الوزراء بأورشليم:
الترجمة من مكتب رئيس الحكومة
“يسرني دائمًا استضافتكما في أورشليم، لكن يسرني بشكل خاص استضافتكما هنا اليوم، لأنكما ستركبان يوم غد على متن الرحلة الجوية التجارية الإسرائيلية الأولى في التاريخ التي تتجه إلى الإمارات العربية المتحدة، برفقة وفد رفيع المستوى من إسرائيل.
كلنا منفعلون من الوتيرة السريعة التي يشهدها تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة, حيث ألغت الإمارات العربية المتحدة أمس رسميًا قانون مقاطعة الدولة اليهودية الذي ولى زمنه، مما يفتح الباب أمام التجارة، والسياحة والاستثمارات غير المحدودة، وعمليات التبادل بين أكثر اقتصاديين تطورًا في الشرق الأوسط. وستشاهدون انعكاسات ذلك الرائعة فهذا يحدث بالفعل.
وسيأتي يوم، وهو ليس ببعيد، حيث سنتساءل كيف كان يمكن للأمور أن تكون مختلفة فالانفراجات التي نحققها اليوم ستصبح أعراف الغد. وهي ستمهد الطريق أمام المزيد من الدول التي ستبادر إلى تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
وقد مارس الفلسطينيون حق النقض على إحلال السلام لفترة أطول من اللازم، وليس بين الفلسطينيين وإسرائيل فحسب وإنما بين إسرائيل والعالم العربي الأوسع. ولو كان الأمر يعتمد عليهم، لكان يتعين على إسرائيل الانسحاب إلى خطوط 67 التي يستحيل الدفاع عنها، وطرد 100,000 يهودي من منازلهم في وطننا التاريخي، وتقسيم عاصمتنا أورشليم، وإغراق إسرائيل بأنسال اللاجئين وتشكيل خطر على دولتنا، وكل ذلك مع استمرار تعنتهم بشأن عدم الاعتراف بالدولة اليهودية الواحدة والوحيدة.
إنهم يتشبثون بهذا المواقف منذ فترة طويلة. وقد حكيت لجاريد وللوفد كيف هم خططوا في الذكرى المئوية لإعلان بلفور، التي حلت قبل ثلاث سنوات، لمقاضاة بريطانيا بسبب إعلان بلفور. إذا كان الأمور منوطة بالانتظار للفلسطينيين، فكان يتعين علينا الانتظار إلى الأبد. ولكن هذا انتهى.
حيث غيّر أمران هذا الواقع. أولهما خطة ترامب وثانيهما استعداد الدول العربية، بتأييد هائل من الولايات المتحدة، لدفع السلام قدما بدون حق النقض الفلسطيني.
إذ شكلت خطة ترامب المبادرة الواقعية الأولى لإحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. حيث لن يُجبر بموجبها الإسرائيليون والفلسطينيون على ترك منازلهم، ولن يُشرّد أحد من مكان إقامته. فتقضي هذه الرؤية بدمج المناطق المأهولة بالسكان الإسرائيليين والمناطق الحيوية لأمن دولة إسرائيل ضمن حدود إسرائيل السيادية. بينما تحتفظ إسرائيل لنفسها بتحمل المسؤولية الأمنية عما يجري غربي نهر الأردن، برًا وجوًا.
وقد أبديت استعدادي لبحث السلام على أساس خطة ترامب. وكلما زاد عدد الدول العربية والإسلامية التي تنضم إلى دائرة السلام، فسيدرك الفلسطينيون أخيرًا أن حقهم في النقض قد تبخر، مما سيصعب عليهم البقاء خارج دائرة السلام.
إننا نعمل على إنجاز ذلك منذ فترة ما. وأنت جاريد تعمل على إنجاز ذلك في مجالك، بدعم من جميع أفراد طاقمك والرئيس ترامب.
إنني أعمل على تحقيق هذا الهدف من اتجاه آخر. قبل ثلاث سنوات بدأ تسيير الرحلات الجوية الإسرائيلية إلى الهند التي مرت فوق الأجواء السعودية، وأعتقد بأن الولايات المتحدة قد ساهمت في تحقيق ذلك أيضًا؛ وقبل سنتين قمت بزيارة إلى سلطنة عمان؛ وقبل عام واحد قمت بزيارة لتشاد؛ وقبل ستة أشهر التقيت بالزعيم السوداني. ولا يشكل ذلك إلا جزءًا من الخطوات التي تم نشرها. فأقيمت لقاءات عديدة أخرى جمعتنا بزعماء عرب وإسلاميين والتي لم يتم الإعلان عنها. ويدرك هؤلاء الزعماء بأن مصلحتهم الحيوية تكمن في تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
أعتقد بأن السلام يحب الأقوياء، والسلام يحب المبتكرين، والسلام يحب الذين يكونون مستعدين لمواجهة البلطجي في هذه المنطقة. إن السلام يحب إسرائيل، ولم نكن لنتمكن من التوصل إلى هذا السلام التاريخي مع الإمارات العربية المتحدة وغيرها من الدول المنتظرة في الدور، بدون المساعدة الملموسة التي قدمها أصدقاؤنا الحميمون والأوفياء في الولايات المتحدة.
جاريد، لقد قلت منذ البداية إن المزيد من الدول ستصنع السلام مع إسرائيل. ولم يكترثوا بك بل كانوا يستخفون بك أحيانًا. لكن يسرني أن هؤلاء المنتقدين قد أخطؤوا خطأ جسيمًا.
صحيح أنه ما زال بعض الذين يصرون، ويدلون بتصريحات سطحية تأييدًا للمطالب الفلسطينية، إلا أننا ندرك بأن الواقع قد تغير، لأننا نغيّره ونحن نتكلم. فألتمس التوجه إليك بالشكر على كل ما تقوم به لتحقيق هذه الغاية.
ولا يرحب الجميع بهذه التطورات الإيجابية. ففي حين نسعى للتقدم والحداثة، يلتمس طغاة طهران إرجاعنا إلى عصر ظلامي من الحكم الديني الذي كان يميز العصور الوسطى. إذا تمكن هذا النظام القاتل الإرهابي من تطوير أسلحة نووية في أي وقت، أو امتلك الوسائل لتطويرها، فهو سيقوم بتبديد السلام بسرعة ليشكل خطرًا على العالم كله. لا يجوز لنا السماح بحدوث ذلك، فلن نسمح بحدوثه.
أشيد بالرئيس ترامب على وقوفه الحازم أمام إيران واعتراضه على الاتفاقية النووية المعيبة والخطيرة، وعلى مبادرته لتصفية كبار الإرهابيين أمثال قاسم سليماني وتفعيله لآلية إعادة فرض العقوبات على إيران في الأمم المتحدة. وسأناقش هذه المواضيع وغيرها مع مستشار الأمن القومي، روبرت أوبراين.
بوقوفها أمام آلة الحرب الإيرانية، فإن الولايات المتحدة تعبّر عن قيادتها الحقيقية للعالم. ودعوني أشير بارتياح إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تؤيد الموقف الأمريكي علنا, على غرار إسرائيل، وأؤكد أنها تفعل ذلك علنا. وهي قد أيدت ضمنيًا وبشكل خفي المعارضة للاتفاقية النووية، أما الأن فقد خرجت لتعلن تأييدها للموقف الأمريكي، مما يدل على تغيير حاصل. أناشد كافة الدول تأييد الولايات المتحدة في مواجهتها للعدوان الإيراني.
وأشكر كل واحد منكم على عملكم الجاد. وأشكر الرئيس ترامب على دعمه وصداقته المتواصلين. لقد باتت أهدافنا المشتركة المتمثلة في السلام، والازدهار والأمن في متناول اليد. وبينما نواجه الجهات الإرهابية والعدوان، نحن مقبلون على حراثة حقول السلام، وحصاد فواكهه الوفيرة بما يصب في مصلحة مواطنينا، والمجتمع الدولي والعالم.
المصدر حسن كعبية / الخارجية الإسرائيلية