صحيفة المنتصف
أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية عن أربع أولويات للمرحلة المقبلة، مبينًا أن حركته ستقدم مبلغ مليون دولار لتنفيذ مشاريع في مخيمات لبنان.
كلام هنية جاء خلال لقاء ضم الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في العاصمة اللبنانية بيروت الجمعة، وحضر الاستقبال ممثلون عن الفصائل الفلسطينية والقوى الشبابية والعلمائية ووجهاء من المخيمات والتجمعات الفلسطينية.
واعتبر هنية أن “هذه اللحظة فارقة وعظيمة وموجعة أن يكون اللقاء خارج هذا الوطن وخارج القدس. لكن أقول لعدونا اليوم من أرض لبنان الصمود، ونحن في وسط أهلنا الذين قدموا الشهداء والجرحى والتضحيات، أقول لهذا العدو: لا مستقبل لإسرائيل على أرض فلسطين”.
وتابع: “زرنا اليوم مقبرة شهداء فلسطين، ومقبرة شهداء صبرا وشاتيلا، ونقولها: لن يفلت العدو من العقاب، ونحن شعب لا ينسى، يحتفظ بالذاكرة، لا يتبنى ثقافة الهزيمة، نحن لا ننسى، ولن نغفر. إن انتقامنا لن يكتمل من هذا العدو إلا بعودة كل شعبنا إلى أرضه، وطرد هذا العدو من كل شبر من أرض فلسطين”.
وقال: “لقد أتيت إلى لبنان قبل 27 عاماً مبعداً إلى مرج الزهور… وتشرفت بشهر أيلول/ سبتمبر 1993 مع صحبة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي بزيارة المخيمات في لبنان، كحلنا عيوننا برؤية هذا العضو الحي من أبناء شعبنا. واليوم لسنا مبعدين، خرجت من غزة؛ أرض معادلات الردع مع الكيان الصهيوني، بصحبة إخواننا لنلاقي أهلنا في لبنان مرة جديدة، ونبلغكم تحيات أحبابهم في غزة والضفة وكل أرض فلسطين”.
ولخّص هنية الأولويات فقال “الأولوية الأولى أن لا نتنازل عن أي من ثوابتنا، وعلى رأسها عودة اللاجئين إلى القرى والمدن التي هجروا منها، وكذلك أكرر اليوم: لن نعترف بإسرائيل، نسير مع الكل الفلسطيني لكن بشرطين: لا اعتراف بإسرائيل، ولا تنازل عن شبر واحد من أرضنا”.
أما الأولوية الثانية فهي “لا تنازل عن المقاومة، وأي مقاومة نحن نؤيدها، مقاومة بكل أشكالها، لكن نؤكد في مقدمة المقاومة وذروة سنامها المقاومة المسلحة، وأي مقاومة شعبية أو غيرها لا تتعارض مع المقاومة المسلحة، لم تعد هناك أي أوهام سياسية، الخيار الاستراتيجي مع هذا العدو هو المقاومة، وهذا شعبنا في لبنان هو يقاوم طالما يرفض التهجير والتوطين، ومقاوم طالما متمسك بحقّ العودة”.
وأشار إلى أن الأولوية الثالثة “هي العمل بكل قوة من أجل الوحدة الوطنية، لأن العامل الأساس لدفع المخاطر هو الوحدة الوطنية، والبناء على المشتركات الكثيرة، وأثمّن موقف إخواننا في فتح وفي كل الفصائل، ونقول لأهلنا ليست وحدة وطنية بين غزة والضفة فقط، هي وحدة وطنية بين كل القوى وفي كل مكان، دور شعبنا في الخارج لا يقل استراتيجية عن دوره في الداخل”.
وتابع أن “الأولوية الرابعة هي ترتيب علاقتنا بالأمة العربية والإسلامية”.
وشدد هنية على أن “المخيمات في لبنان أوضاعها صعبة ومأساتها الإنسانية قاسية جداً، ومحروم الفلسطيني من الوظائف والتملك والإعمار، شعبنا الفلسطيني سنبقى له مظلة، وسنقتسم معه لقمة العيش حتى العودة، وتحدثنا من خلال لقاءاتنا مع الإخوة المسؤولين في لبنان، وقلنا آن الأوان لتوفير متطلبات العيش الكريم للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وسنتابع الأمور مع المسؤولين”.