صحيفة المنتصف
انتهى المؤرخ المفكر د احمد عويدي العبادي (أبو البشر) من تأليف كتابه الجديد وهو (المملكة الأردنية المؤابية) التي امتدت ما بين 3000 – 450 ق. م. على ارض مؤاب الأردنية. وجاء الكتاب على شكل دراسة تحليلية تاريخيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا ودينيا وجغرافيا، القى فيها الضوء على هذه المملكة العريقة التي كانت من اهم واقوى الممالك الأردنية القديمة، والتي استمرت ما يزيد على 3500 سنة. وكانت دولة منظمة ومتطورة وغنية ومتماسكة.
ومن اهم ملوكها: الملك (بولاق بن صفور) الذي حارب العبرانيين بعد خروجهم من التيه الموصوف في القران الكريم، وكان بولاق حليفا ومعاصرا لكل من الملك الأدومي الاردني (حدد بن بدد)، وفرعون التسخير (رعمسيس الثاني) وفرعون الخروج (مرنبتاح)، وجميعهم عرب ثموديون.
وقد تطرقت نصوص ونبوءات التوراة كثيرا الى مؤاب والى الملك بولاق، والى قائد جيش المملكة الأردنية المؤابية في حينه (عجلون) الذي صار ملكا بعد بولاق لان نظام الوراثة على العرش لم يكن متبعا لدى المؤابيين والأدوميين كليهما.
كما تطرق الكتاب الى علاقة بولاق بالنبي (بلعام) الذي ورد ذكره في القران الكريم الآية 175 من سورة الأعراف، ودوره في الوظيفة الروحية لسائر الممالك الأردنية في حينه وكان مركزه في بلعما الحالية. وتطرق د عويدي العبادي الى الحروب السجال بن العبرانيين والمؤابيين، وتحالفات الممالك الأردنية لمجابهة العبرانيين
، وقام بشرع نص / مسلة حجر ذيبان باستفاضة واسعة، وهو اول شرح يتم لوثيقة الملك ميشع المشهورة، واستطاع المؤلف ان يحدد مواقع الأماكن المؤابية التي وردت في مسلة ميشع، وفي التوراة، وقام بتفسير كثير من الاصطلاحات والكلمات التي أوردتها التوراة، وصحح المفاهيم الخاطئة بهذا الخصوص
كما خصص بابا طويلا ل بلدانية / جغرافية المدن والقرى المؤابية التي لازالت عامرة منذ خمسة الاف سنة الى يومنا هذا، وشرح أهمية حجر (مؤاب المقدس) وهو المعروف في عصرنا ب (الصخر الزيتي)، وهو اول من فسّر وجود هذه الدوائر الحجرية في الصحراء وتسمى (الجلجال). كما تطرق الى حواضر مؤاب السابقة والدارسة، ومراكزهم الدينية، واستفاض في شرحها، وشرح أيام الأعياد عندهم التي كانت تسمى أيام الزينة مرتين في العام
ويأتي الكتاب في 700 صفحة، أي في حوالي 280 ألف كلمة، واستغرق تأليفه سنة بالتمام والكمال
الجدير بالذكر ان د احمد عويدي العبادي سبق وكتب عدة مؤلفات عن تاريخ الأردن القديم من أهمها (التاريخ السياسي للممالك الأردنية القديمة 950 صفحة)، والمملكة الأردنية الأدومية (500) صفحة، وكتاب بالإنجليزية وهو (التاريخ السياسي للعشائر الأردنية من 7000 ق.م. – 2000 م من ثلاث مجلدات كبيرة)
ويتبع د احمد عويدي العبادي في كتابه: المنهج التحليلي التعليلي، وليس المنهج السردي
الجدير بالذكر ان د احمد عويدي العبادي متخصص وخبير بالشؤون الأردنية