أكبر عدو للإسلام جاهل يكفر الناس …بقلم د. حنا عيسى
أكبر عدو للإسلام جاهل يكفر الناس …بقلم أ.د. حنا عيسى
صحيفة المنتصف
الفيلسوف ابن رشد ، كم نحن بحاجة لك في هذا الزمن ، اتهموك الجهلاء والأغبياء وبعض تجار الدين بالإلحاد ، بينما انت كنت نوراً تضيء طريقهم ألمظلم. لذا ، بكى تلميذ ابن رشد بينما كان العرب يحرقون كتب معلمه . فالتفت له المعلم وقال : إذا كنت تبكي حال المسلمين فأعلم أن بحار العالم لن تكفيك دموعا ، أما إذا كنت تبكي الكتب المحروقة فاعلم أن للأفكار أجنحة وهي تطير لأصحابها ..وعلى ضوء ذلك ، قال ابن رشد : “إذا أردت أن تتحكم في جاهل فعليك أن تغلف كل باطل بغلاف ديني. التجارة بالأديان هي التجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل”لذا ، نجد ابن رشد أخذ في (تهافته) المواقف الثلاثة الآتية:
· زعم أن النظرية الأرسطوطاليسية (قالب) مقبول لتبيين الدين.
· رفض نظرية إرادة الله كما عرضها وحددها الغزالي.
· عوضا أن يقدم لنا (قالبا) مقبولا للدفاع عن الدين ، منع أن يبحث أمر الدين أمام الجمهور وأمر بقبول تعاليم الدين كما هي.
يرى ابن رشد أن التفلسف واجب بمقتضى شريعة الإسلام ، والفلسفة هي أخت الدين ، والفلسفة حقيقة ، والدين كذلك حقيقة ، وفي الواقع هذه الحقيقة المزدوجة مكونة من جانبي حقيقة واحدة (لأن الحقيقة لا يمكن أن تكون ضد الحقيقة) فإذا كانت الآية القرءانية الصريحة تمس جوهر الدين فمن الممنوع قطعا تأويلها، فإذا كانت لا تمسه، فمن الواجب على ذوي الحجة البرهانية أن يتأولوها ، بينما من الممنوع قطعا على ذوي (الحجة الجدلية) أن يفعلوا، كما أنه من الممنوع على البرهانيين أن يذيعوا تأويلهم على الجدليين)، ولا ينبغي أن يتحدث للجمهور لا على التأويل الحق ولا على التأويل الباطل. والحق أن ابن رشد في كتابه (فصل المقال) حل مسألة العلاقة بين الفلسفة وبين الدين بصفة واقعية كما سبق أن قاله جوتيير وإن كان ابن رشد في هذا المؤلف يلح في التوفيق الضروري بين الفلسفة وبين الدين.