صحيفة المنتصف
أقدم شاب مصري، الخميس، على إضرام النار بنفسه في “ميدان التحرير” المعروف بـ”ميدان الثورة” وسط القاهرة، بسبب كشفه عن “الفساد وغياب العدالة”، حسب مقطع مصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأظهر المقطع الذي تداوله نشطاء عبر مواقع التواصل، شابا يبدو بالعقد الرابع من العمر، اشتكى خلاله من حالته المادية والمعيشية؛ نتيجة ما أقدم عليه من محاولات كشفه الفساد، حسب قوله.
وقال حسني، إنه “مطارد من (وزارة) الداخلية، التي حاولت تلفيق قضايا له، ردا على كشف فساد يخص مسؤولين كبارا ورجال أعمال في الدولة”.
وانتقد حسني، “غياب العدالة في مصر، التي تسببت في فصله من عمله، والتحقيق معه من قبل الأمن الوطني (جهاز استخباراتي داخلي تابع لوزارة الداخلية المصرية، عُرف سابقا بأمن الدولة)”.
وشدد على أنه لا يتبع لجماعة “الإخوان المسلمين”، التي عادة ما يتهم النظام المصري المعارضين أو المنتقدين لأوضاع البلاد، بالانتماء إليها.
وحاولت قوات الأمن إلقاء القبض عليه، لكنه هدد بإشعال النار بعدما سكب البنزين على جسمه، وأخذ يردد هتافات، بينها: “يا بلدنا يا تكية.. ماسكينك شوية حرامية.. حاكمك حرامية.. حسبي الله ونعم الوكيل” ثم أشعل النار في نفسه.
وتداولت حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع مصورة أخرى، قالت إنها للرجل وهو يحترق.
ولم تصدر وزارة الداخلية المصرية أي بيان أو تصريح بخصوص الواقعة، فيما لم تصدر وزارة الصحة أي تعليق على حالته الصحية.
وشبّه مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي، الحادثة بواقعة إضرام الشاب التونسي محمد بوعزيزي، النار بنفسه في ديسمبر/كانون الأول 2010، والتي كانت بمثابة الشرارة الذي أشعلت الثورة في تونس، والتي امتدت لثورات في دول أخرى عُرفت باسم “ثورات الربيع العربي”.
ويصف ناشطون “ميدان التحرير” بأنه “أيقونة ثورة 25 يناير”/كانون الثاني 2011؛ حيث شهد اعتصام متظاهرين بمئات الآلاف لنحو أسبوعين؛ انتهت بتنحي الرئيس الأسبق حسنى مبارك.
واحتلت مصر المركز 106، على مؤشر الدول المحاربة للفساد لعام 2019، الذي يشمل 180 دولة، وتصدره منظمة الشفافية العالمية.
وعادة ما يشتكي المصريون من غلاء إثر “إجراءات اقتصادية تقشفية”، في مقابل حديث رسمي عن أن الإجراءات تستهدف النهوض بالأوضاع الاقتصادية في ظروف معيشية صعبة.
وفي يوليو/ تموز 2019، قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، إن “الدراسات كانت تقول إن معدل الفقر من الممكن أن يتجاوز 10%، لكن برامج الحماية الاجتماعية (التي تقدم للفقراء)، أوصلتها 4% وهذا إنجاز هائل”.
وآنذاك، كشف تقرير حكومي أنه في 2017-2018 وصلت نسبة الفقر في مصر نحو 32.5% مقابل 27.8% في 2015-2016 بزيادة 4.7%.