أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

وعادت جرائم القتل تطل برأسها من جديد !! المحامي راجح ابو عصب

وعادت جرائم القتل تطل برأسها من جديد !!
المحامي راجح ابو عصب

راجح ابو عصب
المنتصف / الكاتب المقدسي راجح ابو عصب

صحيفة المنتصف

كل الشرائع السماويه والقوانين الوضعيه حرمت القتل ووضعت العقوبات المشدده على من يرتكبون جرائم القتل , وذلك باعتباره اعتداء على النفس البشريه التي حرم الله عز وجل ازهاقها بغير وجه حق , لأن الروح هي ملك لله وحده , كما قال تعالى في كتابه العزيز : ” فاذا سويته ونفخت فيه من روحي
فقعوا له ساجدين ” سورة ص ايه 72 , ولذا فان الانتحار محرم شرعا والمنتحر في الشريعه الاسلاميه خالد في النار .
وفي هذا السياق , فان الاسلام كرم الانسان أعظم تكريم , حيث يقول الله عز وجل :” ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ” سوره الاسراء ايه 70 . وحرم الاعتداء عليه بغير وجه حق , حيث يقول سبحانه وتعالى :” ولا تقتلو النفس التي حرم الله الا بالحق ” سوره الاسراء ايه 33 كما اعتبر الله عز وجل أن قتل النفس بغير حق قتلا للناس جميعا
واحياءها احياء للناس جميعا , حيث قال :” من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحياها جميعا ” .
وهناك أيضا عشرات الايات في الكتاب العزيز التي حرمت القتل , وتوعدت القتله بالخلود في النار وبالغضب من الله حيث يقول :” عز وجل ” ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ” سوره النساء ايه 93 . فهذه الايه الكريمه تحرم القتل أعظم تحريم
وتتوعد القاتل العمد , الذي يرتكب جريمه القتل بأشد العقوبات وهي : أولا خالد في النار , وثانيا أن الله غضب عليه , وثالثا أنه أعد له عذابا عظيما .
كما ان السنه النبويه الشريفه حافله بالأحاديث التي حرمت قتل النفس بغير حق , وحرمت كذلك الانتحار , وتوعدت القتله بأشد العذاب , وكذلك المنتحر , وفي خطبه الوداع التي ألقاها رسولنا الأكرم صل الله عليه وسلم , في حجه الوداع في السنه العاشره للهجره النبويه الشريفه , أعلن حرمة دماء المسلمين , حيث قال :” ان دماءكم وأموالكم عليكم حرام الى أن تلقوا ربكم ” فالاعتداء على الاموال والأنفس وسفك دماء الأبرياء محرم الى أن نلقى ربنا عز وجل يوم القيامه .
ومن بين الوصايا العشر في التراث اليهودي المسيحي : ” لا تقتل ” كما في العهد القديم :” من ضرب انسانا فمات يقتل قتلا ” . كما جاء في العهد الجديد :” قد سمعتم أنه قيل للقدماء : لا تقتل , ومن قتل يكون مستوجبا الحكم ” .
وقد وردت في القران الكريم في سورة المائده , وكذلك في العهد القديم , قصه أول جريمه قتل في تاريخ الانسانيه , حين قتل قابيل ابن ادم عليه السلام أخاه هابيل وذلك حسدا من قابيل على أخيه هابيل , لان الله عز وجل تقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل , لان هابيل قدم أعز ما لديه قربانا لله , حيث كان راعي غنم فقدم أفضل كبش عنده قربانا , وأما قابيل فكان مزارعا فقدم أسوأ ما عنده من الزرع قربانا . فكان الدافع لأول جريمه قتل في تاريخ الانسانيه هو الحسد .
كانت هذه المقدمه , وان طالت بعض الشيء , ضروريه وهامه جدا لتبين مدى خطورة جرائم القتل وكان
الداعي أصلا لكتابة هذا المقال الخاص بجرائم القتل , حدوث عدد غير قليل من جرائم القتل خلال الاسابيع القليله الماضيه : في القدس والضفه الغربيه وقطاع غزه , والتي كان اخرها جريمه قتل شاب في عمر الورود في مدينه القدس يوم الاثنين 20 نيسان الماضي , حيث قتل طعنا في محطه الحافلات بالقرب من باب العامود , اثر حادث سير بسيط , وقد أحدث قتله أجواء من الحزن الشديد في مدينه القدس , ومن جرائم القتل البشعه التي ارتكبت مؤخرا , جريمه يوم الجمعه الماضيه , في قطاع غزه حيث قام القاتل” 30 “عاما بقتل طفل في العام الثاني من عمره , وقد وقعت هذه الجريمه البشعه في أول أيام شهر رمضان المبارك , شهر الرحمه والمغفره وتصفيد ” تقييد” الشياطين ! .
وتتميز الجرائم التي أرتكبت مؤخرا بالبشاعه , ولعل أبشع تلك الجرائم , جريمة قتل الفتى منتصر عبد الحق حرقا في مدينه جنين . وقد قال محافظ جنين أن هذه الجريمه أرتكبت خلال شجار وقع مساء يوم الأحد الوافق 29 اذار الماضي . وكذلك قيام شخص بقتل أخيه شنقا في مدينه رفح , وذلك على خلفية خلافات عائليه . وذلك في ساعه متأخره من مساء يوم الأحد الخامس من نيسان الماضي . كما قتل رئيس مجلس قروي النصاريه في ساعه متأخره من مساء يوم السبت الموافق 28 اذار الماضي . وفي الثاني عشر من اذار الماضي قتل مواطن دهسا خلال شجار في بلده بني نعيم شرق مدينة الخليل . كما عثر على مواطن من محافظه نابلس , وجد مقتولا في يطا , جنوب مدينه الخليل .
ولا شك أن ارتفاع نسبه جرائم القتل في الاراضي الفلسطينيه أمر مثير للقلق وكذلك للتساؤل حيث من المعروف أن المجتمع الفلسطيني مجتمع متمسك بالروابط العائليه والعشائريه , ولذا فان أثار جرائم القتل هذه وردود أفعالها لا تقتصر على أسرة القتيل فقط بل تتعداها الى عائلته الكبيره وكذلك الى عشيرته , وكذلك فان في أحيان كثيره وخلال ما يعرف ب ” بفوره الدم ” فان الكثير من أهالي القاتل وأقاربه وعشيرته يتعرضون للأذى بما في ذلك احراق منازل ومتاجر وغيرها من الممتلكات , هذا عدا أن جرائم الثأر قد تقع عقب عمليه القتل . ما يؤدي الى الحاق أضرار كبيره في النسيج الاجتماعي الفلسطيني .
وارتكاب هذه الجرائم يؤكد ضعف الوازع الديني والانساني لدى مرتكبي هذه الجرائم كما أن هذه الجرائم التي تزهق فيها أرواح بريئه كثيرا ما تكون لاسباب تافهه و مثل الخلاف على ايقاف سياره , أو اثر حادث سير بسيط أو اثر خلاف مالي , أو نزاع على قطعه أرض , أو التأثر بما يعرض من مسلسلات وأفلام تحرض على الجريمه , وعلى القتل , وعلى تعاطي المخدرات , وعلى أخذ القانون باليد .
ولا شك أن السبيل للحد من جرائم القتل يتمثل أولا في ايجاد العقوبات الرادعه بحق القاتل و وكذلك من خلال تكثيف مراقبه الاباء لأبنائهم , وتربيتهم على الفضيله واحترام الاخرين , وكذلك تقويه الوازع الديني في النفوس , وبيان بشاعه جرائم القتل وعقوبه القاتل في الاخره .
وفي الختام نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنب شعبنا الفلسطيني كل الشرور والاثام , وأن يمن عليه
بنعمه الامن والأمان والسلام . والله الموفق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى