جدد دعمه لصمود المقدسيين العاهل الأردني يؤكد وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين..بقلم المحامي راجح أبو عصب
جدد دعمه لصمود المقدسيين
العاهل الأردني يؤكد وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين
المحامي راجح أبو عصب
صحيفة المنتصف
انطلاقا من العلاقات الوثيقة بين آل البيت الكرام , وبين فلسطين بصورة عامه . والقدس ومقدساتها بصورة خاصة , حرص العاهل الأردني الملك عبداالله الثاني وولي عهده الأمير الحسين بن عبداللله الثاني على تهنئة الإخوة والأخوات المسيحيين في الأردن وفلسطين بأعياد الميلاد المجيدة . وذلك خلال لقائه يوم الأربعاء قبل الماضي , رؤساء الكنائس في الأردن والقدس , وممثلين عن أوقاف وهيئات مقدسية أسلامية .
وجاءت هذه اللفتة الملكية الكريمه لتؤكد مجدداً الدور الهاشمي في المحافظة على القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية , ولتعلن أن الوصاية الهاشمية الكريمة على تلك المقدسات راسخه وثابته , خاصه بعد أن تأكدت من خلال توقيع وثيقة الوصايه من الرئيس محمود عباس , والملك عبدالله الثاني في 31
آذار من عام 2013 .
وقد جاء في وثيقة الوصاية تلك : أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني يعمل على بذل الجهود للرعاية والمحافظه على الأماكن المقدسه في القدس وذلك بهدف تأكيد حرية جميع المسلمين في الانتقال اليها وأداء العبادة فيها وإدارتها وصيانتها , سعيا إلى تقدير مكانتها وأهميتها الدينيه والمحافظة عليها , وكذلك تأكيد الهوية الاسلاميه الصحيحه والمحافظة على الطابع المقدس للأماكن المقدسة , وتعزيز اهميتها الحضاريه , ومتابعة مصالح الأماكن المقدسة , وقضايا في المحافل الدوليه , وتتيح الاتفاقية للعاهل الاردني الاشراف على مؤسسة الوقف في القدس وممتلكاتها وإدارتها وفقا لقوانين المملكه الاردنية الهاشمية .
وقد أكدت هذه الوثيقة رسميا الدور الذي تلعبه الأسرة الهاشمية الكريمة منذ عهد جدها الأكبر الشريف الحسين بن علي مفجر الثورة العربية الكبرى , وقد تم تثبيتا هذه الوصاية منذ عام 1924 من خلال دور الشريف الحسين بن علي في حماية ورعاية الأماكن المقدسة وإعمارها , وقد استمر هذه الدور الهاشمي في حماية ورعاية مقدسات القدس منذ ذلك الحين , حيث يتوارثه أحفاده الكرام جيلا بعد جيل .
وقد حرص العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني , على أن يشارك في تهنئة الإخوه والأخوات المسيحيين في الأردن وفلسطين بأعياد الميلاد المجيده , وولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله الثاني , وذلك تأكيدا من جلالته أن الهاشميين الكرام يتوارثون الوصاية على مقدسات القدس الاسلاميه والمسيحيه كابراً عن كابر , وجيلا بعد جيل . وقد تمنى العاهل الأردني , خلال اللقاء مع رؤساء الكنائس في الأردن والقدس وممثلي أوقاف وهيئات مقدسية إسلامية أن يكون العام الجديد 2021 عام خير على الجميع , وشدد أيضا على الموقف الأردني الثابت والراسخ في الوقوف إلى جانب الأشقاء في القدس ودعم صمود المقدسيين .
ولا شك أن الأردن الشقيق , ملكا وحكومه وشعب , هو أكبر الداعمين للشعب الفلسطيني عامه وللمقدسيين خاصة . وذلك انطلاقا من الأواصر المتينه التي ترتبط بين الشعبين التوأمين الفلسطيني والأردني , فهما أكثر من شقيقين , انما توأمان , وهذه العلاقة الوثيقه قديمة قدم التاريخ ذاته ومعلوم
أن الاردن هو الرئة التي يتنفس منها الشعب الفلسطيني, وهو كذلك بوابته الى العالم الخارجي .
والعاهل الاردني يعتبر قضية فلسطين قضيته الشخصية , إلى جانب اعتبارها قضية الأردن الاولى وهو خير مدافع عنها في المحافل الدولية , وخلال لقائه قادة وزعماء العالم , ورؤساء المؤسسات الدوليه والشخصيات العالمية , حيث حظي لديهم باحترام كلي , ويقدرون مواقفه الحكيمة وآراءه وقدرته على طرح الحلول , وسعيه الصادق لتحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط , من خلال إيجاد حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي , من خلال رؤية حل الدولتين : دوله فلسطينيه مستقلة وقابلة للحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة , بعاصمتها القدس الشرقيه , وذلك ضمن خطوط الرابع من حزيران من عام 1967 .
وللمكانة المرموقة التي يحظى بها العاهل الاردني عربيا ودوليا , فإن الرئيس محمود عباس يحرص دائما على التنسيق والتشاور مع الملك عبدالله الثاني في كل ما يخص القضية الفلسطينيه بصورة عامه والقدس بصورة خاصه وذلك سعيا لكسب المزيد من التأييد للقضيه الفلسطينيه والمحافظه على عروبة القدس وحماية مقدساتها . وذلك من خلال الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام , تشارك فيه الدول الكبرى الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي , إلى جانب كل من فلسطين واسرائيل , وذلك كسبيل لكسر الجمود في عملية السلام , والوصول من خلال المفاوضات الجدية إلى انهاء الصراع , وتطبيق رؤية حل الدولتين .
وقد حيا الأمير الحسين بن عبدالله الثاني صمود رجال الدين الاسلامي والمسيحي في القدس ومحافظتهم على المقدسات , وأكد أن قلوب الهاشميين الكرام والأردنيين مع كل الأهل في فلسطين , وأشاد بحديث والده عبدالله الثاني عن المقدسات في القدس ورعايتها باعتبار ذلك واجبنا دينيا .
وقد شكر البطريرك ثيوفيلوس الثالث , بطريرك المدينه المقدسه وسائر أعمال الاردن وفلسطين العاهل الاردني , لدعم جلالته المحافظة على الوجود المسيحي الاصيل في الاراضي المقدسة , وقال مخاطب جلالته :” نقوم بمهامنا تحت وصاية جلالتكم والأسرة الهاشمية الكريمه .
أما البطريرك بيرباتيستا بتسايلا , بطريرك اللاتين في القدس فقد أشاد بجهود الملك عبدالله الثاني بصفته حارسا للمدينه المقدسه وملجأ في الشدائد , وقال انكم يا صاحب الجلاله تسعون ونحن معكم من أجل إقامة العدل والسلام , ولجعل المدينه المقدسة مدينة ذات طابع روحي , تحمل للعالم أجمع التناغم والطمأنينه .
ومن ناحيته , فإن الشيخ عزام الخطيب , مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الاقصى , فأشار إلى جهود العاهل الاردني في رعاية مسجد قبة الصخرة المشرفه , وترميم رخامها , وسجادها , وقيشانها ومؤخرا فسيفساء قبتها , وكذلك كحافظ جلالتكم وأبيكم وأجدادكم على الحرم القدسي الشريف منذ بداية الوصاية الهاشمية عام 1917 وأشار إلى اعتزاز المقدسيين بالوصاية الهاشميه على القدس ومقدساتها وأشاد بالتلاحم الاسلامي المسيحي في المدينة المقدسة .
وقد جاء هذا اللقاء الملكي الهاشمي مع رؤساء الكنائس في الاردن والقدس , وممثلي أوقاف وهيئات مقدسات اسلاميه عبر تقنية الاتصال المرئي “الفيديو كونفرنس” . والله الموفق