ما الفائدة المتوقعة للوطن العربي بعد تولي بايدن..؟
ما الفائدة المتوقعة للوطن العربي بعد تولي بايدن..؟
صحيفة المنتصف
عند إجراء كل انتخابات رئاسة أميركية يتم طرح سؤال في عواصم العالم كافة؛ «ما تداعيات فوز هذا المرشح علينا؟». وبينما ينشغل الأميركيون بالنظر إلى أفضل سياسات المرشحين الداخلية، ويعاينون شخصياتهم، ينهمك الساسة والمحللون في الخارج في دراسة مواقف المرشحين تجاه الشؤون الخارجية، ويدرسون الفرق المخصصة للسياسات الخارجية خلال فترة الانتخابات. من الطبيعي أن يُكرس كل هذا الانتباه لانتقال السلطة في القوة العظمى في العالم حتى إن كانت الحملات الانتخابية مركزة على القضايا الداخلية.
والآن، بعد تولي بايدن رسميًا للرئاسة الأميركية تتجه الأنظار إلى سياساته وفريق عمله، مع التكهن حول الخطوات الأولى التي من المتوقع أن يتخذها بعد وصوله للبيت الأبيض.
وقد أوضح نيته العودة إلى اتفاق باريس للمناخ وإعادة العلاقات مجدداً مع منظمة الصحة الدولية، بعد أن انسحب الرئيس الحالي دونالد ترمب منهما. وعلى الرغم من أن العالم العربي يتساءل عن سياساته تجاه المنطقة تحديداً، هاتان الخطوتان مهمة بالنسبة للمنطقة وللعالم. فمن دون تنسيق دولي جدي للحد من تداعيات وباء «كوفيد 19» والتنسيق لمواجهة التغيير المناخي، مستقبلنا جمعياً مهدد.
اختياره الرجل لفريق الشؤون الخارجية في غاية الأهمية، خاصة أنه من المتوقع أن يعيد الحيوية لوزارة الخارجية التي تراجع دورها في عهد الرئيس ترمب. فالملفات الليبية والسورية والفلسطينية كلها تنتظر تحركات الرئيس الجديد. لكن الأبرز بالطبع سيكون الملف الإيراني والتوسع الإيراني في العراق ولبنان وسوريا واليمن.
وقد أوضح الديمقراطيون أنهم يريدون إبرام اتفاق مع إيران، ولكن السؤال هو ما شكل هذا الاتفاق وكيف سينعكس على العالم العربي. الإجابة تعتمد على السياسات التي سيتم اتباعها في الدول العربية التي تعاني من التدخل الإيراني. على سبيل المثال، لقد تولى بايدن الإشراف على ملف العراق خلال رئاسة أوباما ولعب دوراً مفصلياً في القرار الأميركي لدعم نور المالكي بتولي رئاسة الوزراء بعد انتخابات عام 2010. على الرغم من فوز إياد علاوي بعدد أعلى من الأصوات في البرلمان. ذلك القرار التاريخي غيّر مسار العراق. كما أن بايدن كان ضد التدخل في سوريا؛ حيث كان ينظر للتطورات فيها بعد عام 2011 على أنها «صراع طائفي» وليس ثورة شعبية. لقد أوضح بايدن خلال مداخلات مقتضبة خلال الحملة الانتخابية أنه على علم بمدى التوسع الإيراني الحالي، لكنه كان حذراً ولم يوضح كيف سيتعامل مع هذا الملف، وإذا كان قد تعلم أي دروس من الحقبة الماضية.
هذه القضايا يمكن للساسة والمحللين في العالم العربي أن ينظروا إليها ويدرسوها رغم قلة تأثيرهم عليها. لكن الأمر الذي يمكنهم أن يؤثروا فيه هو طرح مقترحات فعلية واستراتيجية على الإدارة الجديدة.
بايدن سيبحث عن حلول سريعة وسيرغب في الظهور بأنه أنجح من سلفه في التوصل إلى حلول ملموسة. لا شيء في المنطقة سهل؛ مما يصعّب الخروج بحلول سريعة للشرق الأوسط، لكن طرح خريطة طريق أو رسم مسارات للحوار والتفاوض سيكون له تأثير إيجابي، وقد يحدث تغييراً يفيد جميع الأطراف.
عن وكالة الأخبار (صُحفيات) لندن