الأمير الحسين أفشل مخطط فرض السيادة الاسرائيلية على “الأقصى”…بقلم المحامي راجح ابو عصب
عندما ألغى زيارته للحرم القدسي الشريف
الأمير الحسين أفشل مخطط نتنياهو فرض السيادة الاسرائيلية على “الأقصى”
…بقلم المحامي راجح ابو عصب
صحيفة المنتصف
أراد الأمير الهاشمي الحسين بن عبدالله الثاني ولي عهد الأردن , أن يحتفل بليلة الاسراء والمعراج في المكان أسرى به جده الأول الرسول محمد صل الله عليه وسلم , ومن موطن المعراج , الذي شهد عروجه عليه السلام , بصحبة جبريل عليه السلام إلى السموات العلى , وهو المسجد الأقصى المبارك , كما أراد أن يكون ذلك الاحتفال بمشاركة أحبائه المقدسيين الذين يمنون للعائلة الهاشمية الكريمة كل محبه وتقدير باعتبارها الحامية للمقدسات الاسلامية , منذ جدهم الشرف الحسين بن علي , مفجر الثورة العربيه الكبرى الحديثه , وباعتبار أن الوصاية الهاشمية الكريمه على المقدسات , تكرست حديثا في معاهدة السلام الأردنيه الاسرائيليه عام 1994 , حيث اعترفت اسرائيل في تلك المعاهدة بتلك الوصايه .
وكذلك تثبتت تلك الوصايه في الوثيقه التي وقعها الملك عبدالله الثاني , عاهل الأردن مع الرئيس محمود عباس , في العاصمة الاردنيه عمان في 31 آذار من عام 2013 .
وقد أجرى الجانب الاردني ترتيبات الزيارة , خاصه الجانب الأمني منها , مع حكومة اسرائيل حيث اتفق الطرفان , على أن يرافق سمو الامير الحسين في الحرم القدسي الشريف , رجال أمن أردنيون فقط ولكن ما أن وصل سمو الامير الحسين إلى المعبر على جسر الملك حسين في طريقه الى القدس حتى نقض الجانب الاسرائيلي الترتيبات الأمنية المتفق عليها . ورفض دخول عدد من رجال الأمن الأردني , وأصر على أن يرافق سمو الامير الحسين داخل الحرم القدسي الشريف الامن الاسرائيلي , وهنا تنبه سمو الامير الحسين الى الهدف الاسرائيلي من ذلك , وهو إعلان السيطرة الاسرائيليه على المسجد الأقصى المبارك والعبث بالوصاية الهاشميه على الحرم القدسي الشريف , والامير الحسين رجل يتصف بالذكاء الشديد والجرأة , والشجاعة وقد ورث هذه الصفات عن جده الذي يحمل اسمه وهو الملك الحسين بن طلال وعن والده الملك عبدالله الثاني , ففهم رأس الخطه الاسرائيليه لاستغلال زيارته للحرم القدسي لشطب الوصاية الهاشميه , وفرض السيادة الاسرائيليه , فاتخذ قراره الجريء والشجاع بإلغاء الزيارة والعودة الى عمان
ولا شك أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لاستغلال كل فرصه وكل مناسبه لزيادة فرص استمراره في رئاسة الوزارة الاسرائيليه , عقب انتخابات الكنيست التي ستجرى في الثالث والعشرين من شهر آذار الحالي , وكان يقدر أن رضوخ الأمير الحسين للطلب الاسرائيلي بأن ترافقه حراسه امنية داخل المسجد الأقصى المبارك سيرفع من أسهمه لدى اليمين الاسرائيلي , الذي يرفض الاعتراف بالوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس , وخاصه في المسجد الاقصى المبارك الذي يزعم أن اسمه ” جبل الهيكل ” وهذا الاسم استخدمه نتنياهو في تعليقه على رفض الاردن مرور طائرته , عبر الأجواء الاردنية , خلال توجهه الى الإمارات العربيه التي كان يعتزم زيارتها يوم الخميس قبل الماضي .
وقد رأى الاردن أن تغير ترتيبات الزيارة للأمير الحسين للمسجد الاقصى المبارك التي اتفق عليها , انما هو انتهاك لاتفاق السلام الاردني الاسرائيلي , الذي أقرت فيه اسرائيل بالوصاية الاردنيه على الحرم القدسي الشريف وقد أشار الى ذلك وزير خارجية الاردن أيمن الصفدي , في مقابله مع شبكة ” سي إن إن” الاميركيه , يوم الجمعه قبل الماضي , حيث قال مخاطبا نتنياهو : إنك تنتهك اتفاقية مع الاردن وتتدخل في زيارة الامير الاردني للمسجد الاقصى , وتهيء الظروف التي لا تسمح بالزيارة في يوم مقدس للمسلمين . وقال الصفدي : إن الأمير حسين نفسه هو الذي قرر إلغاء زيارته , التي كانت مقرره ليلة الاسراء والمعراج , لكننا فوجئنا في اللحظة الأخيرة أن اسرائيل تريد فرض ترتيبات جديده , وتغيير برنامج الزيارة بشكل يفرض مزيدا من القيود على سكان القدس , وأضاف قائلا : إن منع طائرة نتنياهو من المرور بالأجواء الأردنيه جاء رداً على منع اسرائيل زيارة ولي العهد الأمير الحسن بن عبدالله إلى المسجد الأقصى المبارك .
وأكد الصفدي أن :” الحرم القدسي الشريف , والمسجد الأقصى المبارك بمساحتها كلها مكان عباده للمسلمين , ولا سياده اسرائيليه عليها , وبالتالي لا نقبل بأي تدخل اسرائيلي في شؤونها ودائرة الاوقاف والمقدسات الاسلاميه هي الجهة الوحيدة المخوله بإدارة شؤون الأوقاف ” واشار إلى أن الامير الحسين بن عبدالله قرر ألا يسمح بالتضيق على المسلمين في ليلة الاسراء والمعراج المباركة .
وقد انتقد وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس موقف نتنياهو من العلاقه مع الاردن , حيث قال : سلوك نتنياهو في السنوات الاخيرة مسّ بشده بالعلاقات مع الاردن ما أدى إلى ضياع ذخائر ذات مغزى لاسرائيل ” وقالت صحيفة ” يديعوت ” العبريه :” إن التقديرات في اسرائيل تشير إلى أن المس بالأمير الحسين يعتبره الجانب الاردني تجاوز الخط الاحمر لا يمكن المرور عليه مر الكرام ” .
وقد شعر المقدسيون بأسى وحزن عميق لإلغاء زيارة الأمير الحسين للمسجد الأقصى ومشاركتهم في الاحتفال بليلة الاسراء والمعراج , ولكنهم في الوقت ذاته ” أشادوا بشجاعة وجرأة الأمير الحسين , الذي اتخذ القرار الحاسم بإلغاء الزيارة والعودة من المعبر على الجسر , جسر الملك حسين , حيث أفشل خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي نتياهو لاستغلال زيارة سموه لتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف , والعبث بالوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس . وتمنوا أن يزورهم في وقت قريب خاصه ليلة القدر في شهر رمضان القادم , ليحتفلوا معه بتلك الليلة المباركة, لكن شرط أن تتم الزيارة وفق الشروط الأردنيه الملكية الهاشمية . والله الموفق