سعياً لإنهاء الصراع وتحقيق حل الدولتين ” الرباعية الدولية ” والصين تدعوان لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المحامي راجح أبو عصب
سعياً لإنهاء الصراع وتحقيق حل الدولتين
” الرباعية الدولية ” والصين تدعوان لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية
المحامي راجح أبو عصب
صحيفة المنتصف
التقى مبعوثو اللجنة الرباعية الخاصه بعملية السلام في الشرق الاوسط , يوم الثلاثاء قبل الماضي عبر تقنية التواصل عن بعد ” الفيديو كونفرس ” وذلك لمناقشة إحياء مفاوضات ذات معنى بين اسرائيل والجانب الفلسطيني , وذلك سعيا للتوصل إلى حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي , على أساس حل الدولتين : دولة فلسطينيه إلى جانب دولة اسرائيل .
وذكرت اللجنة في بيان صحفي , عقب اجتماعها أن ذلك الحل والوصول إليه يتضمن إتخاذ خطوات ملموسه من أجل تعزيز حرية وأمن وإزدهار الفلسطينيين والاسرائيليين , وهذا يعد أمراً مهما في حد ذاته وأضاف البيان : إن المبعوثين ناقشوا أيضا الوضع على الأرض , وخاصه في ظل جائحة كورونا والتفاوت غير المستدام في التنمية بين الفلسطينيين والاسرائيليين , وضرورة أن تمتنع الأطراف عن إتخاذ إجراءات أحادية تجعل تحقيق حل الدولتين أكثر صعوبه .
والواقع أن الذي يتخذ إجراءات أحادية الجانب هو حكومة اسرائيل ورئيسها بنيامين نتنياهو , الذي يرفض حل الدولتين , ويعمل على جعله مستحيلا , من خلال الاستمرار في سياساته الاستيطانية التوسعية فلا يكاد يمضي اسبوع دون أن تعلن اسرائيل عن مصادرة أراض فلسطينيه , ودون أن تعلن عن بناء مستوطنات جديدة , أو توسيع مستوطنات قائمه , رغم ان ذلك مخالف لقرارات مجلس الأمن الدولي الذي يعتبر الاستيطان , بكل صوره وأشكاله غير شرعي خاصه القرار رقم 2334 الذي أصدره في 23 كانون الأول 2016 الذي دعا إلى وضع نهاية للإستيطان في الضفة الغربيه بما فيها القدس الشرقية وعدم شرعية البناء في الاراضي الفلسطينيه بصوره عامه .
أما الجانب الفلسطيني فقد التزم بكل قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة واتفاق أوسلو , وكل ما تبع أوسلو من اتفاقات وتفاهمات , وما زال يتخذ من السلام خياراً استراتيجيا .
وفي ذات السياق , فإن وزير خارجية الصين وانغ يي , خلال زيارته المملكة العربية السعوديه الأسبوع الماضي قال : أن حل القضية الفلسطينيه , وتحقيق حل الدولتين , يمثل أهم محك للعدالة الدوليه والانصاف في الشرق الأوسط , وأكد أن الصين تدعم جهود الوساطة الحثيثة للمجتمع الدولي , بغية تحقيق هذا الهدف .
وحول عقد المؤتمر الدولي الذي ينادي الرئيس محمود عباس بعقده , على غرار دول خمسه + واحد التي توصلت الى الاتفاق النووي مع ايران , فإن الوزير الصيني أكد دعم بلاده لعقد مؤتمر دولي ذي مصداقية في حاله نضوج الظروف لعقد ذلك المؤتمر , وشدد على أن الصين حريصه على دفع مراجعة القضية الفلسطينيه في مجلس الأمن الدولي , وذلك أثناء رئاسته لمجلس الأمن في شهر أيار القادم , وذلك تأكيداً لحل الدولتين . وهكذا يظهر جليا أن الموقف الصيني من حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي يتطابق تماما مع الموقف الفلسطيني , حيث أن الرئيس محمود عباس يشدد باستمرار على أنه لاسبيل إلى حل الصراع إلا من خلال حل الدولتين : دوله فلسطينيه إلى جانب دولة اسرائيل , تعيشان في أمن وأمان وسلام والذي يعرقل هذا الحل هو رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو , الذي عمل منذ حكومته الاولى عام 1996 , على نسف اتفاق أوسلو , الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينيه , باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني , مع حكومة اسرائيل برئاسة رئيس وزراء اسرائيل الاسبق اسحق رابين , الذي اغتاله المتطرف الاسرائيلي يجئال عمير .
وما زال نتنياهو , وحتى حكومته الانتقالية الحاليه , يعرقل حل الدولتين , ويمارس سياسة التوسع الاستيطاني , ويرفض الاعتراف بالقدس الشرقيه عاصمه للدوله الفلسطينيه رغم أن العالم كله ما عدا اسرائيل وعدد من الدول الهامشيه الصغيره , يعترف بأن القدس الشرقيه يجب أن تكون عاصمه للدوله الفلسطينيه المستقله , والرئيس محمود عباس يؤكد باستمرار أنه لن يوقع أي اتفاق سلام مع اسرائيل لا يتضمن الاعتراف بالقدس الشرقيه , عاصمه للدوله الفلسطينيه المستقله , وفي ذات الاطار فإنه يؤكد أن قيام الدوله الفلسطينيه المستقله , لن يكون على حساب اسرائيل , كما يزعم نتنياهو واليمين الاسرائيلي في تبريرهم لرفضهم حل الدولتين .
وعوده الى تصريحات وزير الخارجيه الصيني , خلال زيارته مؤخراً للعربية السعوديه , حيث قال ايضا : إن هناك قضايا كثيره ساخنه ومعقدة في منطقة الشرق الاوسط , ومن بينها قضايا خطيرة تؤثر في الأمن والاستقرار العالميين , وعلى المجتمع الدولي , بصفته صاحب المصلحه , أن يقوم بدور ايجابي في دعم الأمن والاستقرار في الشرق الاوسط وأكد الوزير الصيني حرص بلاده على الاحترام المتبادل والالتزام بالانصاف والعدالة في منطقة الشرق الاوسط .
والذي لا شك فيه أن الجانب الفلسطيني ينادي بالانصاف والعدالة في حل قضيته العادلة فهو لا يطلب أكثر مما تنادي به القوانين الانسانيه والشرائع الدوليه , التي تدعو إلى أن من حق كل شعب من شعوب العالم أن يحكم نفسه بنفسه , دون أي تدخل خارجي , وذلك من خلال إقامته دولته المستقله , الكاملة السيادة , القابلة للحياة , المتواصله جغرافيا , والمعترف بها دوليا وبحدودها . ولذا فإن الشعب الفلسطيني متمسك بإقامة دولته ضمن حدود الرابع من حزيران من عام 1967 , في الضفه الغربيه وقطاع غزة بعاصمتها القدس الشرقيه , ويرفض السياسات الاسرائيليه الاستيطانية التوسعية , التي هدفها جعل إقامة تلك الدوله المستقله أمراً مستحيلا .
وقد رحبت وزارة الخارجية الفلسطينيه بهذه المبادرة الصينيه التي أعلنها وزير خارجية الصين , وأبدت استعدادها للتعاون مع الصين من أجل انجاحها , وتنفيذ حل الدولتين , واعتبرتها أحدث مبادره تقوم بها الصين , لإعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينيه الاسرائيليه , من أجل إحلال السلام والأمن والاستقرار في الشرق الاوسط , من خلال تجسيد دوله فلسطين المستقلة .
وهكذا يؤكد الجانب الفلسطيني سعيه الصادق لاحلال سلام عادل ومشرف , وترحيبه بكل المبادرات العربية والإقليمية والدولية الهادفه إلى إنهاء الصراع وتحقيق ذلك السلام المنشود . والله الموفق