مصر.. بدء تنفيذ خطة الاكتفاء الذاتي من لقاحات كورونا
صحيفة المنتصف
أعلنت شركة “فاكسيرا” المصرية للقاحات، عن قدرتها على الوصول لمرحلة الاكتفاء الذاتي من إنتاج لقاحات كورونا.
وعرض مسؤولو “فاكسيرا” على رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الاثنين، جاهزية مصانع الشركة لإنتاج أكثر من 200 مليون جرعة من لقاحات كورونا بنهاية 2021، وهو ما يكفي لتحقيق هدف الحكومة المصرية بتطعيم 40 مليون مواطن، وتخصيص فائض الإنتاج للتصدير إلى “الدول الصديقة والشقيقة”.
وتفقد رئيس الوزراء المصري خطوط إنتاج لقاح كورونا “فاكسيرا – سينوفاك” في مصنع العجوزة، المنفذ بالتعاون بين حكومة مصر وشركة “سينوفاك” الصينية.
وكشف مدبولي عن وجود ضغط وطلب عالمي “كبير جدا” على اللقاحات، قائلا: “من أول لحظة كانت أعيننا على امتلاك القدرة الإنتاجية لها، حتى لا نكون تحت رحمة السوق العالمي، وهو ما تم بالتعاون مع الشركاء الصينيين”.
ولفت إلى أن مصر كانت متعاقدة مع الشركاء الصينيين لتوريد مواد خام تكفي لـ40 مليون جرعة هذا العام، وطلبت مصر بعدها كميات أكبر من المواد الخام لإنتاج 80 مليون جرعة تكفي 40 مليون مواطن.
يذكر أن موقع “سكاي نيوز عربية” كان قد انفرد في 18 يونيو الماضي، بنشر “الخطة الكاملة للاكتفاء الذاتي من لقاحات كورونا في مصر.
وحسب وزارة الصحة والسكان المصرية، تبلغ الطاقة الإنتاجية لـ”فاكسيرا العجوزة” 600 ألف جرعة يوميا، على فترتي عمل، بإجمالي يتراوح ما بين 110 إلى 220 مليون جرعة سنويا.
وقال مسؤولون بقطاع الصحة لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن مصنع فاكسيرا بالعجوزة أنتج مليون جرعة من لقاحات “فاكسيرا – سينوفاك”، عبر 3 “تشغيلات” تجريبية.
وأوضح المسؤولون أن هيئة الدواء المصرية أجرت تحليلات على عينات من تلك اللقاحات للتأكد من فعاليتها وأمانها، واستغرقت التحليلات فترة تراوحت بين أسبوعين حتى 3 أسابيع.
وتعد شركة “فاكسيرا” هي ذراع الدولة المصرية في تصنيع اللقاحات، سواء المضادة لكورونا أو غيرها، مثل لقاحات شلل الأطفال.
40 مليون جرعة
وأطلعت رئيسة شركة “فاكسيرا”، الدكتورة هبة والي، رئيس الوزراء المصري، على خطط الشركة الإنتاجية فيما يتعلق بلقاح كورونا.
وقالت والي إن قدرات مصنع “فاكسيرا” بالقاهرة تصل إلى 40 مليون جرعة من لقاح “سينوفاك” بنهاية 2021، ومن المُقرر افتتاح خط إنتاج جديد في مصانع الشركة بمدينة 6 أكتوبر خلال 3 أشهر.
وأوضحت أن مصنع “6 أكتوبر” ستبلغ طاقته الإنتاجية 2 مليون جرعة في اليوم الواحد، بما يزيد عن قدرات مصنع العجوزة 6 مرات، فيما يسير إنتاج المصنعين بالتوازي معا.
مصنع “6 أكتوبر”
وتتواصل حاليا أعمال الإنشاءات و”التشطيبات” النهائية لمصنع فاكسيرا 6 أكتوبر، ليبدأ الإنتاج قريبا.
وكانت وزيرة الصحة المصرية، الدكتورة هالة زايد، قد تفقدت المصنع قبل أيام، ومن المخطط أن يكون أكبر مجمع لإنتاج اللقاحات في الشرق الأوسط وإفريقيا.
ويضم المصنع خط إنتاج و8 معامل مركزية للرقابة على الأمصال واللقاحات المُنتجة، ومجمع ثلاجات مركزي يسع لتخزين 150 مليون جرعة، وتصل طاقته الإنتاجية إلى مليار جرعة سنويا.
وابتداء من أغسطس المقبل، حسب الوزيرة، سيصل إنتاج مصر إجمالا من “سينوفاك” إلى 15 مليون جرعة شهريا.
وقالت مصادر مسؤولة بوزارة الصحة لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن تجهيزات مصنع 6 أكتوبر ستشمل خطوط إنتاج لقاح “أكسفورد أسترازينيكا”، بجانب “سينوفاك” الصيني.
وقال رئيس الوزراء المصري إن مصنع 6 أكتوبر سيعمل على تصنيع اللقاحات اللازمة لتطعيم الأطفال، ضمن جدول التطعيمات الإلزامية في مصر.
فعالية “سينوفاك”
وحسب نتائج الدراسات السريرية على “سينوفاك” في مصر، والتي أقرتها منظمة الصحة العالمية، فإنه يمنع الإصابة بالأعراض الخطيرة من كورونا. ولم تظهر أعراض الإصابة بالمرض لدى 51 بالمئة ممن حصلوا على جرعتين منه.
ويقول المستشار بمنظمة الصحة العالمية، رئيس الجمعية المصرية لأمراض الصدر والتدرن، الدكتور عصام المغازي، إن “سينوفاك”، من اللقاحات ذات “النوعية المفضلة” لدى المواطنين وأطباء الصدر المصريين، لاعتماده على تقنية أثبتت فعاليتها في الوقاية من أمراض خطيرة.
ويوضح المغازي في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن تقنية “سينوفاك” قائمة على “استخدام فيروس تم قتله أو إضعافه لتنشيط المناعة لدى الجسم البشري، للتعرف على الفيروس وإنتاج الأجسام المضادة له دون أعراض، أو بأعراض خفيفة، عكس لقاحات تعتمد على تقنية RNA، مثل أسترازينيكا، وتسبب أعراضا تماثل نزلة زكام شديدة قد تستمر 4 أيام”.
ويكشف المستشار بمنظمة الصحة العالمية أن اللقاح “سينوفاك – فاكسيرا” المنتج في مصر، يخضع لرقابة هيئة الدواء المصرية، وجهات صحية أخرى، بالتعاون مع خبراء الشركة الصينية المصنعة له، مما يؤكد أنه آمن وفعال.
تصنيع وتصدير
وتسعى مصر إلى أن تكون مركزا لتصنيع وتصدير لقاحات كورونا في إفريقيا، بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي منها.
وتعمل الحكومة المصرية على تصنيع مزيد من اللقاحات مثل “أسترازينيكا” و”سبوتنيك في” الروسية، فضلا عن 3 أنواع مصرية من اللقاحات. وبدأت خطوات تصنيع أحدهم بالتعاون مع شركة “إيفا فارما”، لكن لم يتم تسميته بعد.
وقالت مصادر مطلعة لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن دراسات التجارب ما قبل السريرية على اللقاح المصري انتهت، وبدأت التجارب السريرية عليه.
وأضافت أن “حرص مصر على تنويع اللقاحات وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها سيسهم في تنفيذ خطط التطعيم الموسمي حال الحاجة إليها، وعدم الاكتفاء بجرعتين فقط من لقاح كورونا”.
جرعات التطعيم
ويقول استشاري الأمراض الصدرية وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، الدكتور مجدي بدران، إن الفرد قد يحتاج لجرعة منشطة لبناء مناعة قوية بعد أخذ الجرعتين.
ويضيف لموقع “سكاي نيوز عربية” أن بعض الفيروسات تتحور مع مرور الوقت، مما يحتاج تعديل على اللقاح والتطعيم مجددا، مثلما يحدث مع الإنفلونزا الموسمية كل عام.
ويوضح أن هناك بلدان تعطي مواطنيها جرعات ثالثة من اللقاحات الداعمة للمناعة، مثلما حدث في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالنسبة لمن حصلوا على لقاح جرعتين من “سينوفارم” الصيني.
ويلفت استشاري الصدر إلى أن الجرعات المعززة ستحسن الاستجابة المناعية لتحقيق أفضل وقاية، وإقرار الجرعة الثالثة سيكون بعد فترة تتراوح بين 6 إلى 12 شهرا من الحصول على أول جرعتين، وربما يتم دمجها مع تطعيم الإنفلونزا السنوي
المصدر : سكاي نيوز + المنتصف