الغنى الفاحش والفقر المدقع..بقلم موسى العدوان
الغنى الفاحش والفقر المدقع..بقلم
موسى العدوان
صحيفة المنتصف
في كتابه وعاظ السلاطين، يقول الدكتور علي الوردي ما يلي وأقتبس :
“لقد اتفق المفكرون في هذا العصر، على أن الغنى الفاحش والفقر المدقع رذيلتان اجتماعيتان، ولا تنهض أمة حديثة وفيها هاتان العورتان.
إن الغنى والترف والطغيان أمور مترادفة. لا يظهر أحدهما في مجتمع حتى يظهر الآخر ان معه. والغني المترف كالحاكم المستبد، يشتهي . . ثم يجد في من حوله من يؤيده في شهوته تلك، ويدعمها بالبراهين العقلية والنقلية.
ومن الأحاديث المأثورة عن النبي محمد ( صلعم ) أنه قال : ما ازداد رجل من السلطان قربا، إلا ازداد من الله بعدا، ولا كثرت أتباعه، إلا كثرت شياطينه، ولا كثر ماله، إلا اشتد حسابه.
إن الأفكار الخفية التي تساور نفوسنا، لا يعرف الناس عنها شيئا، إذ أننا لا نملك المقدرة على تحقيقها، وبذا يعتبروننا من الصلحاء الأنقياء.
ولو كنا محاطين بظروف كظروف نيرون، لكنا مثله طغاة أدنياء. إن نيرون كان محاطا بزمرة من الجلاوزة الجلادين، يأتمرون بأمره ويسوغون له ما يفعل. فكل فكرة سوداء تطرأ على ذهنه، يجد حوله من ينفذها ويؤيدها.
إن نيرون يختلف عنا بكونه يشتهي فيحقق شهوته. أما نحن فنشتهي من غير أن نقدر على تحقيق تلك الشهوة. إن كل واحد منا هو نيرون على وجه من الوجوه.
التعليق : إذا ما صارح الإنسان نفسه، وفكر في هذا الكلام الذي يسبر غور النفس البشرية، لوجد أنه ينطق بالحقيقة التي نخفيها داخل نفوسنا.
فهنيئا لمن اتقى الله وحكم ضميره في أقواله وأفعاله واجتنب ظلم الآخرين، ثم ابتعد عن نصيحة المنافقين، الذين يزينون له سوء الأفعال، ويشجعونه على اقترافها . . !