أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

حكاية الزمن ” بقلم صافي خصاونه

“حكاية الزمن ” بقلم صافي خصاونة

الصحفي الأردني صافي الخصاونة/المنتصف
الصحفي الأردني صافي الخصاونة/المنتصف

صحيفة المنتصف
حكاية الزمن حكاية قديمة حديثة ، تتجدد باستمرار ، لا تبقى على حال ، تتغير ، تتبدل ، تتلون تبعا لحال الناس والبشر ، بمعنى أن البشر هم سبب تغير حال الزمان من حال إلى حال …
فعندما يكون الناس اسوياء ، فإنهم يسلكون طريق الخير والصلاح ، صادقين ، انقياء، اتقياء …
وعندما تكون نفوسهم راضية مرضية ، طيبة ، واثقة ، متعاونة ، محبة …
عندما يكون الناس هكذا فلا شك أن الزمن يكون باسما مشرقا ، حينها يقال هذا زمن الخير والمسرات ، زمن الصفاء والنقاء ، زمن المحبة والإخاء ، زمن الابداع والتفوق والإنجازات …
وما كان هذا كله ليتأتى لو كانت نفوس الناس ساخطة ، كئيبة ، كارهة ، ساخطة ، شاكة في كل شيء وإنانية بغيضة …
مثل هذه الحالات النفسية الواهنة تنعكس على الزمن الذي يعيشه الناس في هذه الفترة فيكون الزمن كالحا ، داكنا ، لا يوحي الا بالخذلان والتراجع والنكوص …
عندها يقال انه زمن قاس وايام صعبة وسنين عجاف ذلك ان الانسان مهما حاول أن يُحَسِّنَ صورة الأيام فإنه لا يستطيع الى ذلك سبيلا اذا كانت نفسه يتغشاها البؤس والظلامية …
وفي هذه الحالة يقف الإنتاج ويتعطل الابداع ويسود الجهل والخوف والفزع وتطغى الأنانية وتتجذر الرذيلة …
ويقال عندها هذا هو زمن الويلات ويبالغ البعض فيقول هذا هو آخر الزمن كناية عن اقتراب نهاية العالم لما يسود فيه من الطغيان والفجور …
فنظرة الناس الى الزمن مقترنة بحالة هؤلاء الناس وسلوكهم فإن كان خيرا فزمانهم خير وبركة وان كان شرا فزمانهم شر وويلات …
فما أحوجنا ان نهذب نفوسنا على الخير والصلاح والتقوى والصدق والأمانة وكل قيم الفضيلة لننعم بزمان نعيش فيه بسعادة وراحة بال ونتخطى مصاعب ومصائب ازمنة الشقاء والكمد والنكد وهذا يعتمد علينا نحن البشر ، إذ لابد من إنماء بذرة الخير في نفوسنا ورعايتها والعناية بها حتى تثمر زمناً وضاءً سعيدا ننعم فيه بكل الخير …
فبذرة الخير موجودة في نفوسنا منذ الأزل وما علينا إلا أن نرعاها حق الرعاية ونجتز من حولها كل بذور الشر والافك والعدوان …
فنحن مرآة زماننا . .
وزماننا هو مرآة حياتنا …
فلنحرص ان تكون المرآة صقيلة شفافة لتكون الصورة زاهية ناصعة نقية …..

#صافي_خصاونة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


تمكين الإشعارات yes no