في الذكرى الـ 57 لانطلاقة الثورة المجيدة نجدد العهد لشعبنا الفلسطيني
بقلم / اللواء طلال دويكات
المفوض السياسي العام
صحيفة المنتصف
إن ذكرى انطلاقة الفاتح من كانون الثاني العام 1965 المجيدة تعيد بنا الذاكرة كيف أعادت حركة فتح فلسطين إلى الخارطة السياسية، حيث شكلت علامة فارقة وفجراً جديداً ومرحلة تاريخية استعاد من خلالها الشعب الفلسطيني زمام المبادرة وأمسك بقراره الوطني المستقل قرار قضيته الوطنية العادلة، قرار حقه المقدس بتقرير المصير، وما زالت تتمسك به.
نستذكر في هذه الذكرى روح النضال التي فجرتها حركة فتح وجسدت الوحدة الوطنية على أرض فلسطين وفي ساحات الشتات، عندما كانت تواجه كل التحديات التي كان يفرضها الاحتلال، والتاريخ الطويل الذي شقه الرئيس الشهيد ياسر عرفات وهو يقود منظمة التحرير وفتح في مواجهة الطغيان، ومواجهة المؤامرات التي تستهدف الشعب الفلسطيني وكرامته الوطنية.
نستذكر في هذه الذكرى القرار التاريخي الشجاع الذي اتخذه القائد الرمز ياسر عرفات ورفاقه أبو جهاد، وأبو اياد، وأبو مازن وإخوانهم من القادة المؤسسين الاوائل بأن يكون الشعب الفلسطيني هو صاحب القرار فيما يتعلق بقضيته ومصيره، وهذا لم يكن ولن يكون يوما متعارضا مع قومية القضية ومركزيتها بالنسبة لامتنا العربية العظيمة.
إن ذكرى انطلاقة حركة فتح كانت العنوان الذي رفض من خلاله الشعب الفلسطيني الظلم، والقهر والتمرد على اللجوء من اجل دولته فلسطين فجاءت الانطلاقة لتقول للعالم اجمع أننا اصحاب حق، وان الشعب الفلسطيني لن يقبل أن تذهب قضيته في ملفات التاريخ المنسية، واصبح الفدائي الفلسطيني عنوانا للفخر والعزة في كل بيت ومدينة وقرية ومخيم في فلسطين وخارجها.
إننا نجدد في هذه الذكرى التأكيد على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية والالتفاف حول القيادة الشرعية بقيادة الرئيس محمود عباس، التي تناضل في المحافل الدولية، من أجل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني فوق أرضه، ونيل حقوقه الشرعية في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والحفاظ على النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية هما الطريق لإفشال كل المحاولات المشبوهة التي تستهدف قضيتنا الوطنية.
إن حركة فتح هي حركة فلسطينية شاملة الابعاد يجتمع عليها وبداخلها كافة الفصائل، وهي جامعة لكافة الاجتهادات والآراء والمواقف، حركة جماهيرية قادرة علي التحرك واستنهاض الطاقات وتسخيرها في الوقت التي تريد، حركة شابه بشيوخها، كما انها حركة تعتمد بقراراتها علي مؤسساتها الحركية الملتزمة بنظامها الداخلي.
نعم، سيبقى الامل، الذي يحتاج الى عزيمة الرجال، الى ارادة الابطال، الذين لم تعجز الامهات عن ولادة جيل جديد قادر على التغيير والتجديد واستكمال مسيرة الثورة، التي لا يمكن ان تفشل او تخسر، فالثورات التي يصنعها ابناؤها قد تتعثر، وقد تخفق احيانا ولكنها ابداً ابداً لن تنهزم فهي ولدت لتبقى ولتنتصر.
ربنا يكون معكم