غزة ” التعليم المهني” .. القشة التي أنقذت الكثيرين من الغرق
التعليم المهني” .. القشة التي أنقذت الكثيرين من الغرق ”
صحيفة المنتصف
وردة بن جرمي – غزة
في مجتمع فقير يعاني من شح موارده كغزة ، ترتفع فيه البطالة بنسبة 47%، ومع تزايد نسبة الطلبة الملتحقين بالجامعات أصبحت بعض التخصصات الجامعية تعاني من تكدس خريجيها على حساب نقص التخصصات العلمية كالبرمجة و هندسة الآلات الطبية و غيرها من التخصصات التي يحتاجها سوق العمل ، و بات هناك فجوة بين عدد الخريجين وسوق العمل .
و لعل ظاهرة تكدّس الخريجين بشكل يفوق حاجة السوق المحلي ؛ سببها أن الجامعات في في قطاع غزة ؛ لا تركز على إرشاد الطالب للمجال الذى يناسبه عند إلتحاقه بالجامعة و إفتقارها للتعليم المهني ، لذلك يجب على الجامعات إعداد خطة عمل بالتعاون مع مؤسسات القطاع لمعرفة مدى ملاءمة التخصصات الجامعية مع سوق العمل.
لكن ثمة طلبة قرروا الخروج من الصندوق ، وتداركوا المعضلة متأخراً ، الطالبة وردة بن جرمي “26 عاماً” ، وهي خرّيجة علاقات عامة و إعلام ، إحدى التخصصات التي تعاني تكدسًا كبيراً ، لجأت مؤخراً للتعليم المهني كحل لأزمتها.
تجلس وردة على مقعد التدريب بإحدى المراكز برفح جنوب قطاع غزة ، تحيك بالإبرة والخيط على قطعة قماش بهدف امتهان حرفة الخياطة لتصبح هي مهنتها مستقبلاً.
تقول وردة : “سنوات وأنا في طابور البطالة انتظر ؛ حتى فقدت الأمل بالحصول على وظيفة أو حتى بطالة لمدة 6 أشهر ؛ فإتجهت للتعليم المهنى كي أتقن مهنة تكون باب رزق لي بعد أن أغلقت المؤسسات أبوابها”.
خطوة خطوة تتابع وردة مع مدربتها أم علي طرق الخياطة من حيث التشطيب والقص والرسم على البترون و الحرف اليدوية الأخرى كالتطريز بأنواعه ، حتى بدأت تجيد عملها ، وردة هي إحدى الشابات اللواتي قررن الإبحار بالتعليم المهنى بعيداً عن شطآن التعليم الأكاديمي الجامعي ، على أمل الاندماج في سوق العمل.
و أضافت : “نظرة المجتمع للتعليم المهني ما زالت دونية والأفضلية للتعليم الجامعي ، لذلك يجب زيادة الوعي عند الناس لتغيير نظرتهم إلى التعليم المهني والتقني وكأنه درجة ثانية بعد التعليم الجامعي”.
و استدركت : “لو كان هناك توجيه وإرشاد صحيح للأهالي و الطلبة عند إلتحاقهم بالثانوية العامة و الجامعة لما كان هناك تكدس في خريجي كثير من التخصصات الأكاديمية”.
بدأ التعليم المهني يشهد إقبالاً غير مسبوق في الفترة الأخيرة من الجنسين و الملفت للنظر أن عدد كبير من خريجي الجامعات و منهم يحمل درجات علمية عليا أصبح يدرك أهمية التعليم المهني حتى أن معظمهم ندم على أنه لم يختاره منذ البداية ، و لكن هناك معاناة فى نقص المواد الخام ، وهذا عائق كبير فالتعليم المهني يركز أساساً على الجانب العملي.
حيث بلغ معدل البطالة بين الشباب (19-29) سنة الخريجين من حملة شهادة الدبلوم المتوسط فأعلى 53% ( ويشكلون ما نسبتهم 27% من اجمالي المتعطلين عن العمل)، أما على مستوى الجنس فقد بلغ 66% للإناث مقابل 39% بين الذكور، أما على مستوى المنطقة فقد بلغ معدل البطالة للشباب الخريحين في الضفة الغربية 36% مقابل 74% في قطاع غزة.
و بلغ عدد العاطلين عن العمل من 15 سنة فأكثر 372 ألف شخص في عام 2021، بواقع 230 ألف شخص في قطاع غزة و142 ألف شخص في الضفة الغربية.