صحيفة المنتصف
أعلن ملك الأردن عبد الله الثاني، أن المرحلة المقبلة ستشهد تعاونا وتنسيقا عربيا مكثفا، مُعتبراً أن لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدين بالفلسطينيين والإسرائيليين قبيل قمة السعودية “رسالة مهمة من الولايات المتحدة تعكس اهتمامها بالمنطقة”.
جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة “الرأي” (شبه رسمية)، الأحد، تحدث فيها عاهل الأردن عن أبرز القضايا المحلية وتناول عددا من الملفات الإقليمية في مقدمتها فلسطين وإيران وسوريا.
وقال الملك عبد الله إن “المرحلة المقبلة ستشهد تنسيقا وتشاورا وتعاونا عربيا مكثفا وفاعلا، من أجل شعوبنا، ومن أجل قضايانا”.
وحول تصريحه السابق عن “ناتو عربي”، وما رافقه من تحليلات، أوضح: “نحن نتحدث عن الحاجة إلى منظومة عمل دفاعي مؤسسي عربي، وهذا يتطلب تشاورا وتنسيقا وعملا طويلا مع الأشقاء، بحيث تكون المنطلقات والأهداف واضحة”.
واستدرك: “هذا الطرح جزء أساسي من المبادئ التي قامت عليها جامعة الدول العربية، ومع ذلك فإن موضوع الحلف لا يتم بحثه حاليا”.
وفي سياق ربط الموضوع بإيران، أكد ملك الأردن أن “المنطقة ليست بحاجة لمزيد من الأزمات والصراعات، بل إلى التعاون والتنسيق”.
وأضاف: “الأردن وكل الدول العربية تريد علاقات طيبة مع إيران مبنية على الاحترام المتبادل، وحسن الجوار، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، ونرى أن الحوار هو السبيل لحل الخلافات”.
وتابع: “التدخلات الإيرانية تطال دولا عربية، ونحن اليوم نواجه هجمات على حدودنا بصورة منتظمة من مليشيات لها علاقة بإيران، لذا نأمل أن نرى تغيرا في سلوك إيران، ولا بد أن يتحقق ذلك على أرض الواقع”.
وبخصوص القضية الفلسطينية، قال الملك عبد الله : “هي قضيتنا الأولى ومفتاح السلام والاستقرار الشامل والدائم (..) التمكين الاقتصادي ليس بديلا عن الحل السياسي. هذا موقف نؤكده دوما”.
وأضاف: “الجانب الاقتصادي مهم، وحق الفلسطينيين بالعيش الكريم حق إنساني، ولا يمكن تحقيق التنمية الاقتصادية دون حل سياسي للصراع..”.
وتابع: “جهودنا خلال الأيام والأسابيع المقبلة، منصبة على التواصل الفاعل مع الأطراف المعنية وتهيئة الظروف لاستئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.
وعن دور بلاده في دعم تحقيق التعاون الإقليمي، أشار الملك عبد الله إلى تعاون ثلاثي مع مصر والعراق، وآخر مع السعودية والإمارات، وغيره مع اليونان وقبرص (الرومية).
وأوضح: “نحن معنيون بالانخراط في أي جهد إقليمي يستهدف تعاونا يحقق الازدهار والتنمية لشعوب المنطقة، ويتصدى للتحديات المشتركة”.
وبخصوص قمة جدة الأخيرة ومشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وما يؤمّل منها بشأن القضية الفلسطينية، قال الملك : “الرئيس بايدن التقى الفلسطينيين والإسرائيليين قبل القمة، وهي رسالة مهمة من الولايات المتحدة تعكس اهتمامها بالمنطقة”.
وأضاف: ” مشاركتها (الولايات المتحدة) في القمة تبرز الأهمية الاقتصادية والسياسية لباقي الدول المشاركة”.
وعلى صعيد متصل بسوريا، اعتبر أن “هناك تبعات كثيرة وكارثية للأزمة السورية، وحلها يكون بالتوصل لحل سياسي شامل يعالج كل تبعاتها، ينهي معاناة الشعب السوري الشقيق، ويوفر ظروف العودة الطوعية للاجئين، ويعيد لسوريا الأمن والاستقرار. وهذا ما سنبقى نعمل من أجله”.
والجمعة، أعلن الجيش الأردني، إحباط محاولة تسلل وتهريب أسلحة وذخيرة من سوريا إلى أراضي المملكة، وفق بيان نشره الجيش على موقعه الإلكتروني، نقلاً عن مصدر عسكري وصفه بـ “المسؤول”.
وذكر الجيش في البيان أن المنطقة العسكرية الشمالية وبالتنسيق مع مديرية الأمن العسكري، أحبطت فجر الجمعة محاولة تسلّل وتهريب كمية من الأسلحة والذخيرة.
وفي 17 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن الأردن تغيير قواعد الاشتباك على الحدود ووسّع عملياته، إثر ارتفاع عدد عمليات التهريب والتسلل.
وخلال السنوات الماضية، شهد الأردن مئات محاولات التسلل والتهريب، أبرزها على الحدود مع سوريا (شمال) والعراق (شرق)، نتيجة تردّي الأوضاع الأمنية في البلدين.