وبدأت المواجهات عقب اعتقال الأجهزة الأمنية الفلسطينية مصعب اشتية، أحد أعضاء كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، فأغلق مسلحون فلسطينيون عددًا من شوارع مدينة نابلس، وأشعلوا النار في إطارات مطاطية على ميدان الشهداء وسط نابلس، بحسب شهود عيان.
وقال الشهود إن مواجهات اندلعت بين المحتجين والأمن الفلسطيني، رشق خلالها المحتجون الأمن بالحجارة، فيما يسمع صوت إطلاق نار في عدة مواقع بنابلس.
وقالت حركة “حماس” في بيان، إن فراس يعيش (53 عامًا)، قُتل متأثرا بجراحه التي أصيب بها مساء الإثنين “برصاص أجهزة أمن السلطة”.
وأضافت حماس أن “يعيش” قُتل خلال “اعتداء أجهزة الأمن على الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية” ضد حادثة اعتقال اشتية في مدينة نابلس.
وحمّلت الحركة، السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية “المسؤولية كاملة عن استشهاد المواطن، يعيش”.
لكنّ الناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمينة الفلسطينية، طلال دويكات، قال إن وفاة “يعيش” جاءت نتيجة “إصابة لم تُحدد طبيعتها بعد، ونحن بانتظار التقرير الطبي لها”، وفق وكالة الأنباء الرسمية “وفا”.
وأضاف دويكات أن المكان الذي قُتل فيه يعيش “لم يكن يتواجد فيه أي من عناصر الأمن وهناك إفادات لشهود عيان تواجدوا في منطقة الحادث المؤسف تؤكد صحة هذه الرواية”.
وتابع أن المؤسسة الأمنية “حريصة على سلامة أبناء الشعب الفلسطيني”.
وأضاف: “اليوم ونحن أحوج ما نكون إلى رص الصفوف، وعدم الانجرار خلف بعض الأجندات المغرضة، فإننا نؤكد على حرمة الدم الفلسطيني”.
وبشأن اعتقال الشاب اشتية، قال إنه “جاء لأسباب ودواعي موجودة لدى المؤسسة الأمنية، سيتم الإفصاح عنها لاحقاً”.
ومساء الإثنين، قالت مصادر في عائلة “اشتية” ، إن “قوة من جهاز الأمن الوقائي اعتقلت اشتية ونقلته إلى مركز الجنيد بنابلس (مقر أمني)”.
واشتية، من بلدة سالم إلى الشرق من نابلس، هو عضو في “كتائب القسّام” الجناح العسكري لحركة “حماس”.
وتلاحق إسرائيل “اشتية” منذ مطلع العام، وتتهمه بتنفيذ عملية إطلاق نار أصيب خلالها مستوطن إسرائيلي.
من جهتها، دعت الرئاسة الفلسطينية وحركة التحرير الوطني “فتح”، “الشعب إلى رصّ الصفوف والتكاتف لمواجهة المخاطر والتحديات المحدقة بالقضية الفلسطينية”.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية “وفا” عن الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة مطالبته أبناء الشعب الفلسطيني “بالتوحد والتكاتف، ورص الصفوف في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها قضيتنا الوطنية، وعدم الانجرار خلف الأجندات المغرضة”.
ودعا أبو ردينة إلى تفويت الفرصة على “المتربصين والمتآمرين على مشروعنا الوطني، ولمواجهة مؤامرات الاحتلال وبعض الدول الإقليمية التي تريد الإضرار بمشروعنا الوطني”.
وأضاف: “نؤكد على حرمة الدم الفلسطيني، وضرورة الحفاظ على النظام والأمن في الشارع الفلسطيني، والتحلي بروح المسؤولية لأن معركتنا الأساسية هي مع الاحتلال”.
من ناحيتها، دعت حركة “فتح” إلى عدم الانجرار وراء “الفتن”، متهمة إسرائيل ودولا إقليمية لم تسمها بالسعي للإضرار بالقضية الفلسطينية.
وأهابت الحركة في بيان نشرته وكالة “وفا” بأبناء الشعب الفلسطيني “الحفاظ على المشروع الوطني والتحلي بالمسؤولية، وعدم الانجرار وراء الفتن التي يقف وراءها الاحتلال وعدد من دول الإقليم التي تريد الإضرار بقضية شعبنا، وحقوقه بالحرية، والاستقلال”.
وأضافت أن “انحراف البوصلة الفلسطينية نحو الداخل يهدد مصير القضية الفلسطينية”.
ودعت الحركة الشعب الفلسطيني “إلى المزيد من الوحدة الوطنية، ورص الصفوف، وتفويت الفرصة على العابثين المتربصين بأبناء شعبنا”.
وقالت إن “البوصلة الحقيقية للكفاح الفلسطيني هي نحو الاحتلال”.
بدورها، دعت لجنة “المؤسسات والفصائل” في بيان عقب اجتماعها بمدينة نابلس، الثلاثاء، السلطة الفلسطينية إلى الإفراج عن اشتية “وتجريم الاعتقال السياسي”.
واعتبرت القتيل فراس يعيش “شهيدا”، وأدانت “أعمال التخريب للممتلكات العامة”.
وتعاني الساحة الفلسطينية، منذ صيف 2007، من انقسام سياسي وجغرافي، حيث تسيطر “حماس” على قطاع غزة، في حين تُدار الضفة الغربية من طرف الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة “فتح” بزعامة الرئيس عباس.
المصدر : الأناضول + المنتضف