أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
منوعات

سنوات من العبودية الجنسية.. معاناة لا تنتهي لزوجات “إله الخصوبة”

نساء "الديفاداسي" - المنتصف
نساء “الديفاداسي” – المنتصف

صحيفة المنتصف

ولم تكن بيمابا تبلغ من العمر 10 سنوات، عندما أصبحت “ديفاداسي”، وهو مصطلح يطلق على فتيات أجبرن من قبل والديهن على طقوس زفاف مع إله هندوسي “يالاما” كان يحظى بالتقديس في ولاية كارناتاكا، جنوبي الهند.

وضمن “الطقوس”، من المتوقع أن تعيش “الخادمات” حياة التفاني الدينية، حيث تمنع الفتاة من الزواج من بشر آخرين، لكن يتم إجبارهن عند البلوغ على التضحية بعذريتهن لرجل أكبر سنا، مقابل أموال أو هدايا.

وتقول بيمابا لوكالة فرانس برس: “بعد أن أصبحنا “خدام الإله”، وبعد أن بلغنا سن البلوغ، قيل لنا إننا متزوجون الآن وأن هناك رجلا سيأخذ عذريتنا”، مضيفة: “في حالتي كان خالي هو من قام بهذه الطقوس وأخذ عذريتي”، مشيرة إلى أنه في المقابل كان يجلب لها ولشقيقاتها لباس “الساري”، والأساور.

كانت هذه الثقافة جزءا لا يتجزا من ثقافة جنوب الهند لقرون، قبل أن يتم حظر هذه الممارسات عام 1988. لكن ماضي النساء التي خضعت لهذه “الطقوس” يطاردهن.

وتقول بيمابا: “عندما أفكر في كل ما حدث لي في الماضي وكوني سابقا “ديفاداسي”، لا أتحمل الألم الذي يعتصرني”.

على قمة تل في بلدة “ساونداتي” الصغيرة في ولاية كارناتاكا، يقع معبد “يالاما رينوكا”، وهو مكان مقدس لـ”إله الخصوبة الهندوسية” و”العبودية الجنسية”.

في الطريق المؤدي إلى المعبد، تصطف على جانبيه المحلات التجارية التي تبيع أشياء مثل الأساور الزجاجية الخضراء، ومساحيق من اللونين الأحمر والأصفر، تم وضعها على الجبين لمحبّي “يالاما”.

كان عمر، ريخا بهانداري، عشرة أعوام أيضا عندما تم إحضارها إلى المعبد، وإخبارها بأنها أصبحت زوجة لـ”يالاما”، مضيفة “أخبروني بأن علي تولي مسؤولياتي الدينية، ولم أكن أفهم ما يحدث”.

وتضيف بهانداري أنه تم انتزاع عذريتها عندما كانت في الثالثة عشر من عمرها، مشيرة إلى أن رئيس قريتها حينها “شارك في طقوس تلك الليلة”.

تعمل بهانداري الآن ناشطة لإعادة تأهيل نساء “الديفاداسي” السابقات مثلها وتقول: “إنه مجرد تقليد أعمى باسم الرب، وقد دمر حياتنا”.

من ضمن ضحايا هذه الثقافة أيضا، سيتافا جوداتي، وهي مؤسسة منظمة غير حكومية تركز على إعادة تأهيل نساء “الديفاداسي” السابقات، حيث تم “تزويجها” من “يالاما” وهي في عمر الثامنة فقط، بعد أن ألبستها عائلتها “الساري” وأساور خضراء، وتاج على رأسها وربطة عنق تلبس من قبل نساء هندوسيات متزوجات.

وتقول جوداتي: “عندما كان عمري 17 عاما، كان لدي طفلان من رجال أجبرت على النوم معهم دون رغبتي ثم إجباري على الإنجاب.”

استمرت معاناة جوداتي حتى عام 1991 عندما زارت مسؤؤلات حكوميات قريتها ونشرن الوعي بعد أن تم حظر هذه الممارسات.

لكن على الرغم من حظر هذه الطقوس منذ نحو 35 عاما، فإنها لا تزال منتشرة ومن المستحيل إيقافها على الفور، بحسب جوداتي.

ويؤكد نشطاء مناهضون للعبودية أنه على الرغم من انخفاض أعداد ممارسي هذه الطقوس،، إلا أن هناك فتيات ما زلن يكرسن جهودهن لـ”يالاما” في احتفالات سرية.

كانت نساء “الديفاداسي”، يتمتعن في يوم من الأيام بمكانة مرموقة في المجتمع، وكانت العديد منهن متعلمات تعليما عاليا ومدربات على الرقص الكلاسيكي والموسيقى وعشن حياة مريحة.

لكن مع الأيام، أصبحت هذه الممارسة وسيلة للأسر الفقيرة لإعفاء أنفسها من مسؤولية بناتها، وكانوا يتداولون فيما بينهم أن هناك أملا في أن حظوظهم ستتغير أو أنهم سيتعافون من المرض إذا كرسوا بناتهم لـ”يالاما”.

وبعد حظر هذه الممارسات، وصمت معظم نساء “الديفاداسي”، بالعار، وباتوا يكسبن لقمة عيشهن من خلال القيام بالوظائف الأدنى في المجتمع وبأجور زهيدة.

وتدفع ناشطات مثل جوداتي لمزيد من إصلاحات الرعاية الاجتماعية لهؤلاء النساء، بينما تحاول منع المزيد من الفتيات من الانخراط في هذه الممارسات، من خلال توعيتهن

المصدر: فرانس برس + الحرة + المنتصف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى


تمكين الإشعارات yes no