وقال بريغوجين في سلسلة رسائل نشرها من ليل الجمعة إلى السبت، إنه دخل مع قواته إلى مدينة روستوف بجنوب روسيا، مؤكداً سيطرته على مواقع عسكرية فيها.
سبب التمرد
يخوض بريغوجين، منذُ أشهر صراعاً على السلطة مع قيادة الجيش الروسي، التي اتهمها بقتل عناصره في شرق أوكرانيا.
في مناسبات عدة، اتهم كبار الضباط بعدم تجهيز قواته بما تحتاجه من العتاد وتعطيل تقدمها لأسباب بيروقراطية، بينما تنسب لنفسها جميع الانتصارات، التي حققها مقاتلو “فاغنر”.
يوم أمس الجمعة، قال بريغوجين بنبرة ملؤها الغضب، إن قادة الجيش الروسي أمروا بشن ضربات على معسكراته وقتلوا العشرات من عناصر مجموعته.
وأكد أنه سيتم توقيف ضباط بارزين في الجيش الروسي، متعهدا أن “يذهب حتّى النهاية”، كما قال لاحقًا أن قواته أسقطت مروحية عسكرية روسية.
وبعد ساعات، أكد قائد مجموعة فاغنر السيطرة على المواقع العسكرية في روستوف، المدينة الواقعة في جنوب روسيا، التي يقع فيها المقر العام للقيادة الجنوبية للجيش الروسي، حيث يتم تنسيق العمليات العسكرية في أوكرانيا.
وأكد بعد الظهر سيطرة قواته على المقر العام “من دون إطلاق رصاصة واحدة”.
رد فعل موسكو
وقال الكرملين، ليل الجمعة إلى السبت، إن “الإجراءات اللازمة” ضد التمرد تمّ اتّخاذها، حيثُ عززت السلطات الروسية الإجراءات الأمنية في موسكو وفي عدة مناطق مثل روستوف وليبيتسك.
وفي وقت سابق من اليوم، حذر الرئيس بوتين من “التهديد القاتل” ومن خطر “الحرب الأهلية” اللذين يمثّلهما قائد مجموعة فاغنر بتمرده على القيادة الروسية، كما حث البلاد على الوحدة.
ووصف بوتين، الذي قال الناطق باسمه إنه يعمل من الكرملين، تمرد مجموعة فاغنر بأنه “خيانة”، مؤكدًا أن المتمردين “سيعاقبون حتمًا”.
مرتزقة فاغنر
انخرطت قوات مرتزقة “فاغنر” بالفعل سابقاً في نزاعات في الشرق الأوسط وإفريقيا، على الرغم من نفيها ذلك، لكن بريغوجين أقر العام الماضي أنه أسس المجموعة بتجنيده الكثير من عناصرها في السجون الروسية مقابل وعد بالعفو.
في شرق أوكرانيا، شكلت قوات “فاغنر” رأس الحربة في المعارك، حيثُ كان مرتزقة فاغنر في الصفوف الأولى للهجوم الذي دام عدة أشهر على مدينة باخموت، التي احتلتها روسيا بعد أن تكبدوا خسائر فادحة في صفوفهم.
كيف تأثرت روسيا؟
يمثل تمرد “فاغنر” أخطر تحد حتى الآن لحكم بوتين الطويل ويمهد لأخطر أزمة أمنية منذ توليه السلطة في أواخر عام 1999، ولاسيما أن كييف تشن هجوماً مضاداً لاستعادة أراضيها.
وقال الجيش الأوكراني إنه “يراقب” الخلاف الناشئ بين بريغوجين وبوتين، في حين اعتبرت وزارة الدفاع الأوكرانية أن التمرد “فرصة” لأوكرانيا.
وحذرت موسكو، من جانبها، من أن جيش كييف يستغل الفرصة لتجميع قواته وشن هجمات في منطقة باخموت.
وأثار التمرد أيضاً ردود أفعال عدة زعماء في العالم، حيثُ قالت واشنطن وباريس وبرلين وروما، إنها تراقب التطورات عن كثب.