لهذه الأسباب سيفشل اجتماع القاهرة… بقلم الدكتور أمجد شهاب
لهذه الأسباب سيفشل اجتماع القاهرة.
بقلم الدكتور أمجد شهاب
صحيفة المنتصف
قال اينشتاين: من الغباء فعل نفس الشيء أكثر من مرتين بنفس الأسلوب وبنفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة. لذلك أي اجتماع سياسي ناجح بالعالم له الحد الأدنى من الشروط التي إذا توفرت تعطي انطباعا بأن هناك إمكانية لنجاحه ولكن بالملف الفلسطيني رغم الظروف الملحة ومطالبة جميع أطياف الشعب بضرورة إنجاح الاجتماع والاتفاق على برنامج موحد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ضمن استراتيجية لمواجهة تصفية القضية الفلسطينية. ولكن للأسف كل المؤشرات والمعطيات تشير الى فشل الاجتماع قبل انعقاده ومن أهم هذه الأسباب:
أولا: تأتي الدعوة لانعقاد الاجتماع من قبل رئيس السلطة الذي صرح أكثر من مرة خلال خطاباته: بأن السلطة لا سلطة لها …. ونحن موظفون لدى الاحتلال …. وهذ يعني ان صاحب الدعوة الذي يترأس السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير ورئاسة حركة فتح ورئيس الأجهزة الأمنية لا يمتلك حتى الإرادة السياسية لاتخاذ أي قرار خارج عن أرادة المحتل والامريكان ولا يملك القدرة على تغير قناعاته بان هناك ما زال أمل بعودة المفاوضات مع الاحتلال لتطبيق حل الدولتين من خلال محاربة (الإرهاب) المقاومة…. وهذه الرؤية رغم فشلها منذ 30 عاما يبحث السيد أبو مازن على فرضها على الجميع من خلال مطالبه جميع الفصائل المشاركة بنبذ (العنف) المقاومة والقاء السلاح واستخدام أسلوب المقاومة الشعبية السلمية والاعتراف بإسرائيل على 78 بالمئة من مساحة فلسطين الانتدابية وبشروط الرباعية وقرارات الأمم المتحدة…… وهذا يعتبر سياسيا انتحار سياسي ليس فقط لحركة فتح وأيضا لحركتي حماس وحركة الجهاد وجميع الفصائل الأخرى.
ثانيا: رفض السلطة إطلاق سراح المعتقلين التابعين لفصائل المقاومة في الضفة الغربية وأيضا رفعت السلطة من وتيرة اعتقالاتها للناشطين والمسلحين ضد الاحتلال وهذا لا يبعث على الامل بأن السلطة جادة بالوصول الى تفاهمات مرضية تنهي حالة الانقسام والتبعية الأمنية والاقتصادية ….
للاحتلال.
ثالثا: الهدف الأساسي للسلطة من الاجتماع كالعادة استخدام الاجتماع كطوق نجاه للنخبة المتنفذة في السلطة والتي تبحث عن تجديد شرعيتها المفقودة وترفع العتب عنها بعد تدني شعبيتها ووصولها للحضيض.
رابعا: فكرة الشراكة الوطنية في منظمة التحرير غير مطروحة على الطاولة بسبب قناعة الرئيس بعدم قبول حركتي حماس والجهاد الإسلامي بالشروط المفروضة خاصة وان منظمة التحرير أصبحت جسم ميت سريريا بعد اغلاق معظم فروعه وتهميش دورها وقراراتها … وتبعيتها لوزارة مالية السلطة واستخدام الاسم لإعطاء شرعية على استمرار السلطة التي يطالب اغلبية الشعب الفلسطيني بحلها لقناعته بانها أصبحت حمل ثقيل وعقبة امام الانعتاق من الاحتلال.
خامسا: البيان الختامي الذي سيصدر عن الاجتماع القاهرة لن ينفذ منه شيء كالعادة مثل اجتماعات أخرى كثيرة فكل القرارات التي ستصدر مثل وقف التنسيق وسحب الاعتراف بإسرائيل والانسحاب من اتفاقية باريس الاقتصادية وتنظيم انتخابات عامة …….لن تنفذ.
للأسف توقعات الاجتماع ستكون أقل ما هو متوقع لدى البعض ولن ينتهي بمخرجات جدية لأنهاء الانقسام الفلسطيني المدمر…. اجتماع سيتخلله كثير من الخطابات الرنانة مع بيان يركز على العموميات المكررة كالعادة وخاصة جملة المشروع الوطني الفلسطيني ……..والحديث عن انتخابات عامة……..بانتظار الاجتماع المقبل ورغبة السلطة بسقوط نظام حركة حماس بالقطاع عن طريق انتفاضة شعبية بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة بسبب الحصار وأداره القطاع بقبضة حديدية او اجتياح عسكري إسرائيلي ….. او أمل حركة حماس انهيار السلطة بالضفة الغربية لعدة أسباب من أهمها الازمة المالية الخانقة وهبوط شعبيتها …الخ.