اعادة طرح الرؤية الأردنية للمنطقة من جديد، بعد فشل خطة التهجير
صحيفة المنتصف
رأي المنتصف إعداد
مضر المومني
كثر الحديث منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس ،و القصف المتصاعد من الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة ،كثر الحديث عن مخطط وليد الحرب بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ، الى مصر ، وبكل صراحة طالبت إسرائيل سكان القطاع بالنزوح تجاه مصر تجنبا للضربات المتتالية للقطاع ، وبات الجميع علانية ،يرفض أي خطوة تفضي للنزوح او التهجير ، سواء من الغزيين انفسهم ،او القيادات الحمساوية في القطاع ،وباقي الفصائل والقيادة الفلسطينية في الضفة الغربية.
وعلاوة على ذلك ، اعلنت جمهورية مصر العربية رفضها القاطع لأي هجرة او نزوح تجاه اراضيها من قطاع غزة ،وقامت مباشرة باغلاق معبر رفح الرابط بين القطاع وشبه جزيرة سيناء المصرية ،وذلك حسب ما اعلنت مصر ان تلك الخطوة هي حفاظا على الفلسطينيين في ارضهم ، ومنع اية محاولة من تهجير سكان القطاع عن ارضهم، كما ساندت الأردن الموقف المصري ، وحذر الملك عبدالله ملك الأردن من أي محاولة لتهجير ، الغزيين من أرضهم ،وكرر دعوته لحل الدولتين والرؤية الأردنية للسلام الشامل والعادل للمنطقة، وعزز وزير خارجية الملك من تحذيرات الملك عبدالله الثاني، واكد على الرؤية الأردنية ،وثباتها ،والقناعة التامة بالسلام الشامل والعادل، ثم عزز ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ،الموقف المصري والاردني من خطورة التهجير واثره على السلام المستقبلي للمنطقة ، لا سيما ان بن سلمان شدد وطالب ، سابقا وقبل الحرب على غزة، الإسرائيلين والامريكين بتسهيلات وتحسبنات حياتية للفلسطينيين ،وربط تلك التحسينات ، كشرط للموافقة على تطبيع العلاقات بين بلاده وإسرائيل.
على اثر الرفض العربي والفلسطيني الصريح لمخطط التهجير او النزوح، هرول وزير الخارجية الامريكي الى المنطقة وهو يحمل الرؤية الإسرائيلية ، التي باتت جاهزة للتنفيذ عند الجانب الإسرائيلي، بدعم دولي غير مسبوق ،ودعم عسكري أمريكي وبرطاني مباشر لإسرائيل، وبدأ بلينكن جولة في المنطقة ،بعد زيارته لإسرائيل، وزار دول المنطقة ،واجتمع مع الزعماء العرب ،في محاولة واثقة من اقناع العربي المحيط بالمنطقة والمؤثر ، بالقرارات الإسرائيلية ،واجتياح قطاع غزة ،وقبول النزوح والتهجير ،لو مؤقتاً.
عاد بلنكين الى إسرائيل ليجتمع مع صناع القرار في اسرائيل واطلاعهم على نتائج زياراته الخاطفة لدول الجوار والدول العربية المؤثرة، ليفاجئ الجميع ، عن خيبة امل حصدها من التشاورات مع العرب ،حول قطاع غزة ،والفلسطينيين بشكل عام، عاد بلنكين مع تغيرات جذرية في قواعد المخططات الإسرائيلية، ويلحظ المراقب والمحلل من تصريحات بلنكين بعد عودة الى إسرائيل ،ان تغيرات طرأت على الحدةِ الأمريكية تجاه غزة ، مع البقاء على الدعم الكامل لإسرائيل في حربها.
بلينكن ، تخلى عن فكرة الاسرائيلين لإجتياح غزة ،بل وحذر من ذلك ،كما شدد بلينكن على ضرورة ،ايصال المساعدات الإنسانية المدنيين ،واعادة ضخ المياه التي قطعتها اسرائيل منذ اليوم الأول ،من الحرب.
هذا التغير الواضح من وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ،تجاه ألية وطريق الحرب على غزة ، يقودنا الى تفسير منطقي يؤكد ما ذكرت بعض وسائل إعلامية ومنها المنتصف ، ان بلنكين صدم من التمسك العربي في المنطقة ،بموقف موحد تجاه غزة ،والإصرار على عدم تكرار أي نزوح او تهجير ،للفلسطينيين .
كما يبدو وحسب معطيات تحليلية ، ان الإدارة الأمريكية ،ادركت ان المنطقة كانت على صفيح ملتهم ينتظر الشرارة الأولى ، وان اسرائيل يجب أن تعمل مع شركاء جغرافيين في المنطقة ،لتجنب الشرارة واشعال المنطقة،
وحسب إسرائيليين ادلوا ل المنتصف رأياً حول الموضوع، افادوا ان على اسرائيل والغرب، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية ،ادارك مفهوم السلام الشامل والعادل في المنطقة ،وحل الدولتين ، وهي حقيقة يجب عدم التغاضي عنها ، وحسب رأيهم ان دول الجوار الجغرافي لإسرائيل ،نادت بهذه الحلول منذ زمن طول ،خاصة الأردن ، التي تتبنى وتتمسك برؤية شاملة للمنطقة ، (حل شامل وعادل) ، والرؤية الأردنية حسب قولهم ،هي التي ستجنب المنطقة ،ويلات الحروب ،والعيش تحت مظلة السلام الدائم..
إذا هل نحن أمام مفترق وتحول الى فكرة السلام الجديدة ،وفكرة الشرق الأوسط الجديد ،لكن بمفهوم السلام العادل ،المنطلق من رؤية النظام الأردني للمنطقة كاملة.